إيلاف
كشف خبير سعودي يتعاطى مع المواقع المتعاطفة مع تنظيم القاعدة معلومات مهمة حول تجنيد النساء وأدوارهن ومراحلهن الانتقالية، وبحسب الخبير السعودي ومختصين وآخرين لأعمال ونشاطات تنظيم القاعدة، فأن ادوار المرأة في الأعمال الإرهابية أشد خطورة من ادوار الرجل، فإلى جانب أدوارها (اللوجستية) غالبا وليست التنفيذية فهي قد تمارس جمع الأموال والتجنيد وتوفير الأماكن الآمنة للعناصر المطلوبة.
وتعتبر (المرأة) بحسب المختصين في السعودية صمام الأمان وحجر الزاوية في العمل الإرهابي فبواسطتها تحمى العناصر المطلوبة امنيا وخاصة للأقارب من الأزواج والأبناء والأشقاء وأحيانا (الغير)، ولهذا فقد دعا عدد من الخبراء الأمنيين والداعيات السعوديات إلى وضع برامج خاصة تستهدف توعية النساء لمنع تعاطفهن مع “الفكر الضال”، خاصة مع ظهور نساء -وإن كن قليلات- يتعاطفن مع الإرهابيين سواء بالدعم أو بالمشاركة كما حدث في بيان وزارة الداخلية السعودية الأخير عندما تم الكشف عن 113 شخصا يشكلون 3 خلايا إرهابية بينهم امرأة.
أبها: كشف رئيس حملة السكينة بوزارة الشؤون الإسلامية والمختصة بمحاورة من يعتنق الفكر الضال المتطرف عبر الشبكة العنكبوتية في السعودية عبدالمنعم المشوح في حديث مع إيلاف بان دور نساء القاعدة مر بثلاثة مراحل فيه الكثير من التناقض، فكان دورها يقتصر في المرحلة الأولى على المكوث في المنزل وإعداد الطعام والملبس والراحة لرجال القاعدة من أقاربها، ليتحول دورها "حاليا" في المرحلة الثانية إلى الدعم اللوجيستي من خلال نشر بيانات القاعدة على الشبكة العنكبوتية وتحريض النساء للانضمام للقاعدة وجمع الأموال وتامين تنقلات رجال القاعدة وسكنهم، أما المرحلة الثالثة والكلام للمشوح فهو الزمن المتوحش وفق تسمية القاعدة، بحيث يكون للمرأة دور أكبر بل وأحيانا أخطر من الرجل من خلال تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية في التفجيرات أو الاغتيالات وتجهيز وتنفيذ الخطة.
وأضاف المشوح، يبدو أن القاعدة لا تسير على منهج وهذا ما أتضح، فقبل ما يقارب من العام خرج نائب تنظيم القاعدة المصري أيمن الظواهري مؤكداً أن المرأة ليس لها مكان في التنظيم وأن دورهن فقط يقتصر على المنزل، ولكن ما نتابعه الآن ونلحظه بأن هناك أدورا أكثر من المكوث في المنزل.
العاطفة محرض رئيس
وأبان المشوح بأن90% من النساء السعوديات تعاطفن مع الأفكار المنحرفة نتيجة تأثر عاطفي بحت دون قناعات علمية أو شرعية عبر الشبكة العنكبوتية لافتا إلى أن تلك النسبة كانت من خلال محاورات الحملة في حين بلغت نسبة60% من تتأثر بمجتمعهن المحيط بهن و40% تأثرن عن طريق الإنترنت.
وأوضح المشوح أن نسبة التراجع لدى النساء كبيرة فبلغت لدى الرجال (25 -30%) ممن تمت محاورتهم تراجعوا، أما النساء فنسبتهن تتراوح بين (45 - 50%) خاصة في السنة الأخيرة، عمر حملة السكينة الآن سبع سنوات ولاحظنا في السنة الأخيرة تراجعات كثيرة وكبيرة ولدينا دراسة علمية للأسباب وأن المستقبل للوسطية والاعتدال وإن كان هذا الأمل والحلم يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون وتكثيف البرامج للتوعية والحوار.
وفي ذات السياق قال المشوح: إن المرأة أسرع تراجعاً إلى الحق (4) أضعاف نسبة رجوع الرجل في حين أن المرأة (المشغولة) سواء في بيتها أو عملها أو مشاركاتها العلمية أو العملية نسبة وقوعها في الأفكار المنحرفة أقل بنسبة70%.
وأوضح المشوح أنه تم خلال سبع سنوات محاورة (210) نساء وصلتنا مراجعات لنصفهن تقريبا مبينا أن حملة السكينة تتعاطى مع الإنترنت بالظاهر، فليس من مهامنا البحث والتقصّي والتفتيش فيما وراء الظاهر؛ لأننا نحاور فكر فيهمنا مناقشة الأفكار أكثر من معرفة حقيقة الطرف الآخر ؛ لذلك نبني أرقامنا وحساباتنا على مُعطيات ظاهرة.
وعن تأثر المرأة بالفكر الإرهابي أو بفكر التكفير قال المشوح "المرأة سريعة التأثر بهذه الأفكار، سريعة الرجوع عنها إذا أوضحت لها حقيقتها وخطورتها على الدين والمجتمع وعلى الأفراد".
الجانب النسائي له الأولوية لدى السعوديين
وحول العنصر النسائي في "حملة السكينة" أشار المشوح : من بين أكثر من 60داعية وطالب علم في حملة السكينة يوجد 11 من المؤهلات شرعيا ومن لديهن خبرة في حوار من يعتنقون فكر الإرهاب والتكفير، ولهن دور متميز في هذا الجانب، ومن بينهن ست من الأخوات حصلن على شهادات في التدريب في مجال الأمن الفكري، من مراكز تدريب موثقة ولها شهرتها في هذا الجانب، وقد قامت محاورات حملة السكينة بدور كبير خلال الست سنوات الماضية، بل أقول أننا أولينا الجانب النسائي في "السكينة"جل الاهتمام منذ انطلاقة الحملة.
ولم يستبعد المشوح أن تلجأ "القاعدة" بشكل اكبر للعنصر النسائي في الدعم الفني وجمع الأموال، والجانب اللوجستي، بعد الضربات الأمنية الناجعة لأي تحرك القاعدة سواء من الخارج إلى الداخل أو في الداخل.
وكشف المشوح أنه تم عرض الحوار على تنظيم القاعدة في اليمن لكن حسب تجربتنا لا يريدون الحوار ولم نرى استجابة لافتا إلى أن الحملة جهة إرشادية وتوجيهية وترحب بالحوار مع الجميع سواء وفاء الشهري أو غيرها أو حتى تنظيم القاعدة في اليمن.
وختم رئيس حملة السكينة حديثه مع إيلاف مشيراً أن الغلو والتشدد في المجتمع النسائي موجود كأي بيئة أخرى وبالتالي وُجد في المنتديات والمواقع النسائية، لكنه ليس الغالب لافتا في الوقت ذاته إلى أن الصفة العامّة الآن وبعد الجهود المكثفة لتوعية الناس بخطورة الغلو والتشدد وحثهم على الوسطية الصفة العامّة الاعتدال مبينا وجود تشدد لكنه أصبح مرفوضاً منبوذاً مشيرا إلى أن للحملة وجود في بعض المواقع النسائية ومشاركات وحوارات، والمرأة حسب تجربتنا سريعة التعاطي مع الطرح الفكري، فهي وإن كانت سريعة التأثر بالجانب الغالي والمتطرف كذلك هي سريعة الرجوع إلى الحق وأتباع المنهج الوسط.
القرابة لها الدور الأبرز في انضمام النساء
وفي السياق نفسه أشار عضو لجان المناصحة الفكرية ماجد المرسال أن التيارات المتطرفة تحاول استغلال المرأة في المساندة والدعم لأفكار التطرف والغلو وكذلك في الدعم المادي مبينا انه قد يصل استغلال المرأة لتجنيدها في عمليات إرهابية ومع أن استجابة المرأة ضعيفة لهذه التيارات المتطرفة إلا أن هناك من النساء من تورط في اعتناق الأفكار المنحرفة وسعت في نشرها أو في تقديم خدمات تساند التنظيمات المتطرفة لأسباب كثيرة منها الجهل والعاطفة دون وعي بخطورة هذه التنظيمات خاصة أنها تركز على جانب العاطفة أكثر من الجوانب العلمية أو العقلية من خلال بث الصور والأناشيد الحماسية والخطب الرنانة والقصص المحرفة.
وأشار المرسال أن وجود صلة قرابة بين المرأة ومن يحمل الفكر المتطرف ككونه أبا أو ابنا أو أخا أو زوجا يجعل المرأة أكثر عرضة للعدوى بالفكر المنحرف، مشيرا إلى أن التنظيمات المنحرفة ركزت في الآونة الأخيرة على المرأة بعد تضييق الخناق عليها بالجهود الأمنية والعلمية والفكرية من قبل العلماء والدعاة وطلبة العلم فلجئوا إلى استغلال المرأة.
سقوط أم الرباب المعروفة بوزيرة المالية
وشرع تنظيم القاعدة عبر ذراعه المسمى بالشرعي مؤخراً في بث بياناته مجدداً عبر المواقع والمنتديات الإلكترونية بعد سقوط أخطر وأهم قياداته النسائية وذلك بإعادة فتاوى منظري التنظيم حول جهاد المرأة للسطح والدعوة لإشراك السيدات في عملياتهم ومطالبتهم لهن بدعمهم بالمال وبتربية أبنائهن على روح الجهاد ومعاداة الكفار وبغضهم كما يروجون.
ورصدت جهات رسمية نشاطاً للقاعدة في هذا الجانب عقب القبض على هيلة القصير(أم الرباب) التي وصفت بأنها وزيرة المالية للتنظيم وتركز نشاطها في دعم عناصر القاعدة بالمال إضافة إلى عدد من التسهيلات التي تقدمها لهم لتنفيذ عملياتهم الإجرامية داخل المملكة.
وتابعت وزارة الشؤون الإسلامية عبر ذراعها الإلكتروني والشرعي "حملة السكينة" في حربها على مخططات القاعدة والمتعاطفين معها عبر مواقع الانترنت نشاطاً لافتاً وتحركات مشبوهة لأتباع التنظيم الضال عبر عدد من المواقع والمنتديات مؤخراً ضمن سعيهم الحثيث لاستدراج النساء محدودات العلم والفكر للانضمام لهم ودعمهم بالمال وبمن يسمونهم بالمجاهدين عبر بث العديد من الفتاوى الباطلة والمضللة عن جهاد المرأة وعدد من أقوال منظريهم السابقين حول ذلك طالبين العون والمساعدة منهن لتسهيل قيامهم بمخططاتهم الإجرامية.
وفي جانب آخر،وبينما تؤكد بحوث سعودية متعلقة بالإنترنت أن أقل المواقع حجبا هي مواقع التحريض التي تهدد السلام الاجتماعي بنسبة 4 في المائة، مقابل المواقع الإباحية والإلكترونية الأكثر حجبا بنسبة 96 في المائة، إلا أن مثقفين ومهتمين وصفوا مواقع ومنتديات التحريض بأنها تسعى إلى إثارة الرأي العام وتشق صف المجتمع وتنتهك الحريات وتتعدى على الحقوق بوسائل متعددة، موضحين أنها ليست مؤثرة، إلا أن التخوف يكمن في كونها نارا هادئة تدبر بها مخططات الفتنة التي عانى منها المجتمع طويلا.
وطالبوا بالتصدي لهذه المواقع واجتثاثها من جذورها، حفاظا على كيان المجتمع ونسيجه وحماية له من الأضرار التي تنجم بسببها.
ووصفوا هذه المواقع بأنها صحف صفراء تتخذ من حرية التعبير ذريعة لها تحت مزاعم ضالة للوصول إلى أغراض خطيرة، مطالبين بضرورة حجبها وتحديثه منعا لإعادة فتحها بطريقة أخرى، وحتى لا يتأثر المجتمع بأفكارها على المدى البعيد..وقد كشف مدير الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية السعودي الدكتور عبد الرحمن الهدلق عن لجنة مشكلة من ست جهات حكومية تحجب المواقع الإلكترونية المخلة بالأنظمة وتتعامل معها نظاميا.
وأفاد أن اللجنة المخولة بالمتابعة مكونة من جهات حكومية عامة وأخرى متخصصة ضمن وزارات الداخلية، الشؤون الإسلامية، والثقافة والإعلام، مشيرا إلى أن هذه اللجنة تقرر حجب المواقع المخالفة.
القاعدة والتخريج الفقهي لقتال النساء
وتتجلى في هذا السياق التخريجات القاعدية التي طرحت على شكل سؤال وجواب على اعتبار أن المجيب هو أحد أصحاب العلم الشرعي لديهم تقول:" امرأة لها قدرة على حمل السلاح وقد تدربت عليه وهي تجيد الرمي والحمد الله، ولها قوى ما شاء الله، ولها الشجاعة - والله الشهادة إلى الله - كالشجاع الأسد عندما يقبض على فريسته، يا شيخ هل يجوز أن تجاهد، وقد قرأت بعض الفتاوى من جهاد المرأة ولكن أريد جوابا إذا كانت هي تريد الجهاد هل لها أم لا ؟
الجواب: (في الوجوب) ليس على المرأة جهاد مسلح لمفهوم حديث عائشة أنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله هل على النساء من جهاد؟ قال: (نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة) [رواه أحمد]، فدل الحديث انه ليس عليهن جهاد واجب، ولقوله تعالى (وقرن في بيوتكن)، ولما في طبيعة المرأة من الضعف والخوف، أما دفاعها عن نفسها إن صال عليها صائل؛ (فنعم) لقوله تعالى: (فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، وهذا عام في رد العدوان حتى للنساء، ولقوله: (وجزاء سيئة سيئةٌ مثلها) وهذا عام حتى للنساء.
ثم يدخل المجيب في النقطة الأهم في الموضوع بتعمق فيقول: لكن إن رأى أهل الجهاد أو علماؤهم إشراك بعض النساء للحاجة، فلا مانع بعد إذن أهل الجهاد أو علمائهم لأن بعض الصحابيات كن يخرجن للجهاد -.
وهنا يقول أحد منظري القاعدة: ولا تناقض بين قولنا هذا، لأن نفينا في أول السؤال نفي للوجوب وفي آخره بيان الجواز بعد إذن "أهل الشوكة من الجهاديين أو علمائهم" والله أعلم.
ويضيف: ولكن إن لم يتيسر ما قلنا فعليك جهاد من نوع آخر وهو (دعم المجاهدين بالمال والعلم والدعاء والقلم وتربية أولادك على روح الجهاد ومعاداة الكفار وبغضهم)، وتبقى عند أولادها تربيهم هي لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) ولحديث "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت" أي كفى إثما أن يضيع أولاده وكذا دعم عوائل المجاهدين والأسرى لحديث "من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا".
http://www.copts-united.com/article.php?A=18882&I=467