الباحثة اليابانية "هيروكو ميوكاوا": مظاهر الأسلمة تجتاح الشارع المصري

جرجس بشرى

*الباحثة اليابانية "هيروكو ميوكاوا" لـــ"الأقباط متحدون":
 ــ الأقباط يعانون من مشكلات في التوظيف في المناصب العليا بالدولة، فلا يوجد رئيس جامعة مسيحي، ولا عميد كلية، كما أن الدراسات القبطية، واللغة القبطية لا تُدرّس في الجامعات المصرية؟ 
ـ  توجد صعوبة كبيرة جدَا في حصول الأقباط على تراخيص لبناء الكنائس.
ــ عدم مُعاقبة الُمعتدين، وغياب العدالة  يُشجع على تكرار الجرائم  ضد الأقباط.
ـ  بعد دخول الجيش العربي "مصر" حدث إضطهاد للأقباط، وتم فرض الجزية، وتم هدم وحرق كثير من الأديرة والكنائس.
ــ هناك مظاهر للأسلمة في الشارع المصري كالنقاب والحجاب، كما أن هناك أسلمة رسمية للتعليم والإعلام.

أجرى الحوار : جرجس بشرى صادق
 

"هيروكو ميوكاوا"...باحثة وناشطة يابانية بوذية، مهمومة بدراسة  أوضاع الأقليات في الشرق الأوسط، وبخاصة أوضاع الأقلية المسيحية المصرية، ومن خلال وجودها بـ"مصر"  للدراسة بكلية الأداب جامعة "القاهرة"، ولأنها تتحدث العربية التي تعلمتها بكلية اللغات بجامعة "طوكيو" في  "اليابان"، قررت الإهتمام بالقضية القبطية، لدرجة أن رسالتي  الماجستير التي أعدتهما تناولتا في جزء منهما هذه القضية، كما أن رسالة الدكتوراة التي تعدها حاليًا تتناول في جزء منها أيضًا "الإضطهاد الواقع على الأقباط في مصر".
ولمعرفة الأسباب التي دفعتها إلى الإهتمام بقضية الأقباط في "مصر"، ولمعرفة وجهة نظرها في بعض القضايا المهمة المتعلقة بالأقباط  بشكل خاص، والمصريين بشكل عام، كان لصحيفة "الأقباط مُتحدون" معها الحوار التالي:

* "هيركو" أريد أن أعرف  كيف تتحدثين العربية؟

 ــ  تعلمت اللغة العربية بكلية الألسن بجامعة "طوكيو" بـ"اليابان"، في قسم اللغة العربية، وكانت هناك اتفاقية لتبادل الطلبة بين جامعتي "القاهرة" و "طوكيو"، فأتيت للدراسة بمصر  كطالبة مُستمعة بكلية الأداب جامعة "القاهرة" قسم اللغة العربية، وحصلت على الليسانس، ثم الماجستير، وأحَضِّر الآن لرسالة الدكتوراة، وجزء من رسالة الدكتوراة التي أحضرها يتناول قضية إضطهاد الأقباط في "مصر".

* ما الذي دفعك للإهتمام بقضية الأقباط في مصر ؟
- عندما أتيت إلى "مصر" وجدت هناك نسبة كبيرة من الأقباط، فاهتممت بدراسة أوضاعهم ومعاناتهم، خاصة وأنهم أصحاب "مصر"، وفي رسالة الماجستير خصصت جزء من الرسالة عن "القضية القبطية" لكن الجزء الأكبر منها كان عن منظمات المجتمع المدني، وكان النموذج الذي اخترته لمنظمات المجتمع المدني "الطائفة الإنجيلية"، وذلك لأن  الطائفة الإنجيلية عندها  منظمة تهتم بالتنمية الإجتماعية، وتهتم أيضًا بالحوار بين الأديان.

* ما المشكلات التي يُعاني منها أقباط  "مصر"، وقمتي برصدها في رسالة الدكتوراة التي تحُضّرين لها؟

ــ الأقباط يعانون من مشكلات في التوظيف في المناصب العليا بالدولة، فلا يوجد رئيس جامعة مسيحي ولا عميد كلية، كما أن الدراسات القبطية واللغة القبطية لا تدرّس في الجامعات المصرية،   وتوجد صعوبة كبيرة جدًا في حصول الأقباط على تراخيص لبناء  الكنائس. وهذا يضطرهم لعمل كنائس في البيوت بدون رخصة،  وهو ما يسبب لهم مشكلة، ويعرّضهم للمضايقات من المتطرفين،   كما أنه توجد صعوبات في ترميم الكنائس بـ"مصر"، ومع أنه لا يوجد ما يمنع ترشيح القبطي في الإنتخابات، الإ أنه لا ينجح في  أي انتخابات.


* في رأيك هل تطبّق الحكومة المصرية القانون على المعتدين على الأقباط في الحوادث الطائفية؟
ــ لا، وهذا موضوع خطير من ناحية عدم المساواة، ويبين غياب العدالة، وهذا يشجع المتطرفين على تكرار الجرائم ضد الأقباط.

*هل الشعب الياباني يعرف عن الأقباط ومُعاناتهم؟
ــ الشعب الياباني لا يعرف شئ عن الأقباط، الإ أنهم يتخيلونهم الفراعنة فقط، ولكن الدبلوماسيبن والمهتمين بقضايا الأقليات في الشرق الأوسط يعرفون الأقباط، وهناك بعض المؤرخين يحاولون  كتابة أبحاث عنهم، فاليابانيين "مش حاسين بالإضطهاد الواقع على الأقباط"

* وكيف يتعرف الشعب الياباني على الأقباط ومعاناتهم؟
ــ من خلال تبادل المؤتمرات والإتفاقيات والمبادرات، فالمطلوب أن تبادر المنظمات القبطية الحقوقية إلى  ذلك.


* هل رصدتي مظاهر للأسلمة في الشارع المصري؟
ــ نعم، هناك تدين واسع في المجتمع المصري، وهناك مظاهر للأسلمة في الشارع كالنقاب والحجاب، كما أن هناك أسلمة رسمية للتعليم والإعلام المصريين، وأنا شخصيًا أتعرض للمضايقات في المواصلات، والمنقبات "بيخافوا مني وأنا بأخاف منهم؛ لأن شكلهم مختلف ومستخبيين تحت خيمة سوداء"

* كيف تنظرين إلى أقباط "مصر"؟
ـ أقباط "مصر" هم أصحاب البلد، وتعرضوا للإضطهاد من أيام الأمبراطورية الرومانية، ومن دولة بيزنطة، ثم عندما دخل الجيش العربي "مصر" كان هناك إضطهاد للأقباط، وتم فرض الجزية، وتم هدم وحرق  كثير من الأديرة والكنائس بعد الفتح العربي.

* هل هناك ليبرالية الآن في "مصر"؟
ــ الليبرالية كانت موجودة وقت الحركات الوطنية، أيام "سعد زغلول"، وبعد هذه الفترة في الأربعينات والخمسينات، كان هناك اعتداءات وحرق لبعض الكنائس، وفي فترة الرئيس "السادات" كان هناك أضطهاد أكثر واقع على الأقباط.

* كيف يمكن في رأيك الوصول لليبرالية في "مصر"؟
ــ هناك في مصر اهتمام بالتدين في جميع مناحي الحياة، السياسية، والإجتماعية، والإقتصادية، وأنا شايفة أن لو أردتم الوصول لليبرالية فيجب فصل الدين عن الحياة العامة، أنا أرى أن هناك أمل في الإصلاح في "مصر".

* ما هو تقييمك كباحثة وناشطة لعهد الرئيس "مبارك"؟
ــ الرئيس "مبارك" غير "السادات"؛ لأنه سمح للمعتدلين بالتواجد، فهناك الآن متطرفين ومعتدلين.

*هل أقباط "مصر" أقلية من وجهة نظرك؟
ــ نعم، الأقباط هم أقلية عددية، كما أنهم أقلية في السياسة ومحرومين من حقوقهم الكاملة.

* في رأيك هل "مصر" دولة مدنية أم دينية؟
ــ  بصراحة إلى الآن  أنا مش فاهمة هل "مصر" دينية أم مدنية؟؛ بسبب وجود المادة الثانية من الدستور، وأتمنى أن تكون "مصر" أكثر مدنية، ومدنية "مصر" أمر يتوقف على اختياراتكم أنتم.