د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
اهدأ فأنا لن أكون من الندابين الذين اعتادوا الندب في شهر يونيو على نكستنا التي مر عليها 43 عامًا، رغم أنني رغبت في ذلك، لكن ما هو أنكس من النكسة دفعني أن أنساها، وأحدثك عن عزنا الجديد، فشهر يونيو قديمًا كان شهر النكسات، وفي العصر الحديث بات شهر الوكسات، آسف الانتصارات، بشراكم يا شعب مصر، فقد عاد الوعي، وتقدمنا، فمع ارتفاع الدخل، ومستوى المعيشة التي بتنا نعيش فيها، والرخاء، والرفاهية حتى صرنا من شاربي الكوكاكولا، ومستخدمي السيارات الفارهة، صرنا كمان مشاركين في الانتخابات، وأصحاب إرادة شعبية، وصار حزننا النائم، آسف حزبنا الحاكم صاحب ديموقراطية جديدة موووت، ديموقراطية لم تعمم بعد في العالم، فقد ارتفعت نسبة مشاركتنا في الانتخابات، فبعد أن كانت نسبة مشاركتنا 22% من إجمالي عدد المقيدين في آخر انتخابات ارتفعت لـ30% في هذه الانتخابات، وهي انتخابات نصفية وليست بقيمة باقي الانتخابات خاصةً مع ضعف أهمية مجلس الشورى بالمقارنة بأهمية مجلس الشعب، وانتخابات الرئاسة، ولو وضعت حضرتك في عينيك حصوة ملح وأغمضتها فلن ترى الآتي:
أن إحدى اللجان وصل عدد المشاركين فيها خمسة وأربعون صوتًا في الصندوق، رغم أن عدد من حضروا حسب ما تقول الكشوفات خمسة أصوات فقط! كما أنك لن ترى المعجزة المصرية المتمثلة في أننا أوجدنا وكلاء عنا استطاعوا بنزاهة عالية ألا يذهبوا عنا كلنا طبعًا لضيق الوقت عليهم، فيوم واحد غير كافي لأن يقوم عدد من رجال الحزب الوطني محدودي القدرة ليصوتوا لخمسة وعشرين مليون مواطن مسجلة أسماؤهم في جداول الانتخاب، واكتفى هؤلاء الرجال المحدودي العدد والقدرة، بأن يصوتوا فقط للمقيدين في جداول الضرب! وكنا زمان ننتظر مشاركة الموتى، فعزفوا عن المشاركة، فعزف الحزب الوطني عزفًا منفردًا، وفاز منه 74 فردًا، وقبلوا على أنفسهم أن يخسروا حوالي أربعة، ويعاد على كام مقعد، شفتم تواضع أكثر من هذا؟!.
ونحن كشعب يبحث عن الزعماء ويقدر الناس والرجال استطعنا أن نصل لزعماء جدد سيقودونا نحو المجد، تخيلوا يا أحبائي حصل السيد مصطفى موسى وهو قطب من أقطاب المعارضة كما تقول الدولة، وهي طبعًا صادقة من غير حلفان، أن يحصل على 118 ألف صوت من دائرة واحدة، أنا لو من الرئيس مبارك ومن الحكومة أخاف على نفسي منه، الراجل من دائرة واحدة حصل على كل ده، أمال لو سبناه يجري يمين وشمال في كل مصر حايحصل على كام صوت!؟ أذكر أن ثاني مرشحي الرئاسة في الانتخابات الماضية (وهو مزور كما قال القضاء المصري) حصل على حوالي نصف مليون من كل مصر، تفتكروا بقى إحنا عايزين إيه تاني بالذمة، مش المفروض أنسى النكسة وأفتكر الوكسة، آسف أقصد النصرة.
ومن يوم الانتخابات ولليوم أرى الناس في الشوارع يغنون نصرة أوية، ونصرة، ونصرة أوية، طبعًا فنحن صرنا على بعد رمية حجر من المعدلات العالمية في المشاركة الشعبية خاصةً إذا مدينا فترة الانتخاب إلى يومين أو ثلاثة حتى يلحق رجال الحزب الوطني الممثلين عننا ليدلو بأصواتنا.
طب بالذمة إحنا شعب بطران يعني، هما يرشحوا نفسهم، وينتخبوا نفسهم بالنيابة عننا، وكمان مش عاجبنا، الناس بيريحونا من مشقة النزول في الحر، ودخول الحرب مع الشرطة للوصول للجان، ويخففوا عنا مشقة التفكير والاختيار بين المرشحين، وكمان بنعترض، حرام بجد حرام ده حزب مظلوم، وأنا لو من رجاله أسيب البلد، وأغضب، وأروح أقعد عند أمي، وأنا لو من الشعب أتلكك وأسيبهم، وحتى ما أطلبهمش في بيت الطاعة بس هما يعملوها، اعملوها بقى، حرام عليكم كفاية كفاية كفاية.
أنا لم أذهب للانتخاب لأن أبي رحمه الله لم يذهب، والملحوظة الثانية هذه الانتخابات من أجلك أنت.
المختصر المفيد إن كنت طبيبي فساعدني كي أشفى منك.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18771&I=465