المسيح عند جبران خليل جبران

د. ممدوح حليم

بقلم: د. ممدوح حليم
    ولد "جبران" في قرية "بشري" في جبل لبنان، وهي قرية محافظة تملأها الكنائس فوق الربى،  تزينها الصلبان وبداخلها أيقونات المسيح مختلفة الشكل والفن، فطبعت في ذهنه ووجدانه طوال حياته.
    لقد أحب جبران يسوع وهام به، ولا غرابة في هذا فقد نشأ في بيئة  يظللها جو ديني  جبلي خلاب. كانت أجراس الكنائس تصدح في فضاء قريته أيام الآحاد وليالي الأعياد الأمر الذي ترك بصمة روحانية في شخصيته.
   
    كان يسوع الناصري المحرك والغاية وقطب الجاذبية في حياته، منه يصدر النداء وإليه تتجه القوى النفسية. يدوي صوته في الأعماق، ويقود الميول والرغبات، ويهدي الشخصية إلى الاتزان والأمان إذا سار الإنسان في دربه وعمل على الاقتداء به.
    من المعروف أن الإنجيل  كان الكتاب العربي الوحيد الذي حمله معه عند ارتحاله إلى الولايات المتحدة مهاجرا ً.
      قال مرة عن يسوع: " لقد غير يسوع المسيح مجرى العقل البشري".
     وقال عنه في موضع آخر: " اجتمع في صوته ضحك الرعود ودموع الأمطار ورقص الرياح والأشجار". كان معجبا ببلاغته وجمال قوله، لذا قال مخاطبا إياه:
           " يا سيد الشعراء، يا سيد ما قيل وما أنشد من الكلام".
    قال لصديقه "ميخائيل نعيمة" : " كان يسوع رجل العزم مثلما كان رجل الرأفة. إنه قط لم يكن مسكينا أو متمسكنا".
     كان يهيم بيسوع الخير، الفرح، المحب للوحدة والطبيعة، يسوع الجميل الشاعر والفيلسوف. كان يراه بروح الإلوهية المتجسدة فيه يمثل الإنسان في أبعد أعماقه وأسمى معانيه. إنه طريق القلب إلى الله.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع