د. يحيى الوكيل
بقلم: د. يحيى الوكيل
امتلأت صفحات الجرائد و دقائق البرامج الحوارية بادانة اسرائيل للمجزرة التى حدثت على سطح سفينة المساعدات التركية المتوجهة الى غزة.
كل تلك المقالات و البرامج كانت تخوض فى بحور من الدم هم خلقوها، و لو أعملوا عقولهم و بعدوا عن الاثارة الغير منطقية و التى الغرض منها فقط بيع جرائدهم و دقائق الاعلانات على الفضائيات لاختلف بيانهم تمامًا.
نفس هذه الأصوات هللت لتصريح وزير الخارجية المصرى عن "تكسير عظام من يحاول التعدى على الحدود المصرية"، و هللت لاغلاق المعابر و الجدار الفولاذى، و الآن تهلل لفتح المعابر و تمنع اسرائيل حقاً أعطيناه لأنفسنا و هو حق أصيل لكل دولة ذات سيادة كاملة.
فأين الحقيقة إذن؟
تعالوا ندرس الموقف بهدوء و روية بالاعتماد على روايات شهود العيان نفسهم الذين تستعمل أبواق التهييج شهاداتهم للنفخ فى النار اضراما.
اسرائيل كانت تمارس حقها فى تفتيش السفن المتوجهة الى غزة، لكن كان تسليح الفرقة التى اعتلت السفينة غير متناسب مع المهمة، بل و أظنه كان غبيا.
النشطاء طعنوا جنديا اسرائيليا بسكين و أخذوا سلاحه و منه أطلقوا النار على الجنود الاسرائيليين فرد عليهم هؤلاء الجنود بنيران متفوقة و شديدة الفتك فكان العدد المبالغ فيه من القتلى و المصابين.
أنا ضد أى تعاسة تصيب أى انسان، و ضد أن يقتل أو يجرح أحد.
فمن المخطئ هنا؟
النشطاء الذين رفضوا تفتيش سفنهم قبل التوجه لغزة مخطئون، فما ضرهم أن يُفَتَشوا لو أن ما يحملون لا يحتوى على مواد عسكرية؟
فى الحقيقة أنا أحملهم أكبر قدر من المسئولية، فبلطجتهم و طعنهم للجندى الاسرائيلى هو ما تسبب فى المجزرة.
القادة الاسرائيليون الذين سلحوا جنودهم بأسلحة فتاكة و ذخيرة حية فى مواجهة من هم مفترض فيهم أنهم دعاة سلام بينما كان يكفيهم أسلحة رمزية و طلقات مطاطية مخطئون.
قادة حماس الذين يتباهون بقصف مدارس الأطفال الاسرائيليين بصواريخ تصنع عندهم مخطئون، فهم مسئولون عن حالة الاحتقان الموجودة حاليا لمصالح شخصية إذ لو عم السلام لتوقفت المنح و المساعدات و التى يدخل معظمها فى جيوب قادة حماس.
كفوا عن الادانة المبنية على العناوين المثيرة للصحف و فكروا فيما بين السطور.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18650&I=462