ريمون يوسف
-"ممدوح رمزي" المحامي يرد على أسئلة قراء "الأقباط متحدون".
-سأتقدم لانتخابات الرئاسة لأن الدستور يعطيني هذا الحق.
-سعيد بلقب "الزعيم".
-الدستور ومبدأ المواطنة يمنحاني حق الترشح لانتخابات الرئاسة.
-"البرادعي" يطالب بخمسة شروط "مستحيلة"، وأنصحه بالانسحاب بـ "شياكة".
-"جمال مبارك" مواطن مصري.. فمن حقه الترشح للرئاسة، وليس ذنبه أنه إبن "رئيس الجمهورية".
-لا توجد آلية لفض الاشتباك بين الكنيسة والمحاكم بخصوص الطلاق
ذهب إليه بأسئلتكم: ريمون يوسف - خاص الاقباط متحدون
يُعد "ممدوح رمزي" المحامي هو أول مُرشح قبطي لانتخابات الرئاسة، كما أنه سبق له الترشح في انتخابات "نقابة المحامين" على منصب النقيب ولم يفز، وهو رئيس الحزب الدستوري الحر وفقًا لنتائج آخر انتخابات في إبريل 2010م، ولكنه ينتظر قرار لجنة الأحزاب بمجلس الشورى لإقرارها نتيجة تلك الانتخابات.
هو مواطن مصري مسيحي، يرى أن الأقباط يجب أن يكون لهم دور إيجابي في مصر، يؤمن بأن كل مواطن يستطيع أن يخدم هذا البلد طالما كان هذا في استطاعته، ويريد أن يثبت للعالم أجمع أن مصر للجميع، فلا يوجد نص دستوري يمنع من ترشحه وتوليته منصب "رئيس الجمهورية".
ولكن.. هناك كثير من التساؤلات قد أُثيرت حوله، سواء كانت بشأن الحزب الدستوري الحر، والذي تقدم في انتخاباته للترشح على مقعد الرئيس، بل وأسفرت تلك الانتخابات عن فوزه بهذا المنصب، أو نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأمور أخرى تدور بعقول الكثيرين.
لذا.. ارتأت صحيفة "الأقباط متحدون" أن تلتقي هذا الرجل، وتوجه له أسئلة قرائها، ليعرفوا مَنْ هو "ممدوح رمزي"، ولماذا ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة، ورأيه في موقف الأقباط من الحياة السياسية والاجتماعية.
وإليكم هذا الحوار:
**لماذا تم فصلكم من الحزب الدستوري الحر؟
-أولاً هذا الأمر غير صحيح، لأن قرار الفصل صدر ممَنْ لا يملك، حيث أنني وجهت الدعوة لعقد اجتماعٍ طاريء، وقمت بعزل رئيس الحزب وهيئتة العليا، وأجرينا انتخابات أسفرت عن اختياري رئيسًا للحزب، وتم انتخاب هيئة عليا جديدة، وتوجهت في اليوم التالي -28/4/2010- إلى لجنة شئون الأحزاب، وقدمت لها كل ما انتهت إليه الجمعية العمومية الطارئة من قرارات، وبالتالي أصبح قرار رئيس الحزب السابق غير ذي قيمة، ونحن الآن ننتظر قرار لجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى.
**ما هي حقيقة الخلافات بينكم وبين الأستاذ "ممدوح قناوي"؟
هناك خلافات لا يمكن السكوت عليها لأنها تخالف صريح القانون؛ مثل دعوته لجماعة محظورة والتفاوض معها بغير الرجوع إلى الهيئة العليا للحزب، كما أنه خالف التقاليد الحزبية بدعوته واستقباله للدكتور "محمد البرادعي"، ودعوته للانضمام للحزب الدستوري كي يمكنه الترشح لرئاسة الجمهورية، وكان من الأولى أن يدعم مرشح الحزب الدستوري ولا يهرول وراء شخص لا يريد الانضمام إلى حزبه، كما أن هناك مخالفات مالية صارخة لم تُعرض على الجمعية العمومية ولا على الهيئة العليا للحزب تُقدر بـ (مليون و90 ألف جنيهًا).
**خطة نشاطك السياسي الآن إلى أين تتجه، وهل ستنضم لحزب أخر لتُحقِق الحلم الذي يراودك في رئاسة الجمهورية؟
انا ما زلت رئيسًا للحزب الدستوري حتى الآن وفي انتظار قرار لجنة شئون الأحزاب، لذلك فإني لا أفكر في تكوين حزب جديد، أو حتى الانضمام إلى حزب أخر، وما زلت عند موقفي من الترشح للرئاسة؛ وذلك من خلال رئاستي للحزب الدستوري، والتي حصلت عليها وفق انتخابات شرعية تمت بالفعل.
**"حلم الرئاسة" هل ما زال يراودك حتى الآن؟ أم أصبح ماضي بعيد عن ذهنك؟
أنا حينما رشحت نفسي للرئاسة.. أردت أن ابعث برسالة للشعب المصري مضمونها: أن المواطن (مصري) دون النظر إلى عقيدته، ولا يهم ما إذا كان مسيحيًا أو مسلمًا، وطالما تتوافر فيه شروط الترشيح التي نص عليها الدستور؛ وهي أن يكون سن المُرشح لا يقل عن 40 سنة، وأن يكون من أبوين مصريين، ولم ينص على أن يكون مسلمًا أو من أبوين "مسلمين"، ثم ما المانع من الحلم إذا كان مشروعًا؟ حتى لو كان حلم الترشح للرئاسة.
**هل تتوقع ظهور دعم شعبي لك عندما تخوض انتخابات رئاسية؟
بالتأكيد.. فهناك مسيحيون مقتنعون بهذه الخطوة التي كسرت حاجز الخوف لديهم، برسالة مفادها: أن القبطي لا يستحيل عليه أن يترشح لأرفع المناصب، انطلاقًا من "مبدأ المواطنة" التي تعني "المساواة والمشاركة"، كما أن هناك مسلمون كثيرون مستنيرون يدعمون هذه الخطوة ويؤيدونها بقناعة ذاتية كبيرة.
**ما هو تقييمك للنشاط السياسي للدكتور "محمد البرادعي"؟ وهل فكرت في لقائه أو المشاركة بالجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها؟
لا شك أن "البرادعي" أثار حِراكًا سياسيًا في هذا الشأن، ولكنه لن يَقدم على الترشيح لأنه يطالب بخمسة شروط "مستحيلة"؛ وهي: (تغيير الدستور، والإشراف الدولي والقضائي، وتنقية الجداول الانتخابية، وإنشاء لجنة لمباشرة شئون الانتخابات)، وهو يعلم أن التغيير في الوقت الراهن مسألة مستحيلة، ولذلك فالوقت مناسب جدًا لانسحابه –بشياكة- من العملية الانتخابية، وأنه بالتأكيد يمارس اللعبة السياسية هذه لحساب طرف غير معلوم حتى الآن، وربما تكشف عنه الأيام القادمة.
أما بالنسبة للتفكير في لقائه أو الانضمام إليه، فلا أفكر فيه مطلقًا، لأنه نوع من الإرهاصات التي لا معنى لها، ولن تصل بنا إلى نتيجة؛ لأن "البرادعي" في الأصل ليست لديه النية لخوض الانتخابات الرئاسية.
**يصفونك كثيرًا بأنك "الزعيم"! هل سبق وسمعت ذلك اللقب؟ ومَنْ الذي أطلقه عليك؟ وهل أنت سعيد به؟
بدايةً.. أحب أن أوضح أن الذين وصفوني بهذا اللقب هم المسلمون قبل المسيحيون؛ لأنهم يعرفون أنني في طليعة الذين يدافعون عن القضايا القبطية والحقوق القبطية المشروعة على مدى 33 عامًا دون توقف، ولا يوجد عمل ناجح بدون قيادة، فمن هنا أطلقوا عليّ هذا اللقب، وأنا بالتأكيد سعيد بهذا اللقب؛ لأننى أشعر بالمسئولية الكاملة تجاه الشعب القبطي.
**ما هو ردك على مَنْ يتهمونك بأنك لست إلا جزءًا من "شُو إعلامي" كبير أطلقه عدد من المحامين الأقباط؟
أنا لست محتاجًا لهذا "الشُو"، ببساطة.. لأنني من رموز المحامين، كما أنني من الشخصيات القبطية والمصرية العامة.
**هل تؤيد حق مُتنصر أمام القضاء في الحصول على حقه بتغيير عقيدته؟ أم أنك تجد حَرَجًا لكونك مسيحي في تدعيم تلك القضايا؟
يجب أن أوضح بأنه لا حرج في مناصرة مَنْ يُقدِمُون على تغيير عقيدتهم؛ لأن هذا الحق قد كفله الدستور بوصفه "حرية الاعتقاد"، وحق ممارسة الشعائر الدينية. فيجب النظر إلى هذا الأمر من منظور سياسي، وليس من منظور ديني، طالما كفله الدستور.
**"جمال جرجس المزاحم" وهو صحفي مسيحي تُثار حوله الانتقادات بخصوص طريقة تغطيته للمواد التي يقدمها، وهو ليس "اسم كبير" في عالم الصحافة، إلا أنك أثناء لقاء لك ببرنامج "مانشيت" اخترته ليكون رئيسًا للتحرير بالجريدة التي ستصدر عن أي حزب أنت تترأسه؟
أنا قلت أن "جمال المزاحم" سوف يترأس جريدة "الوطن اليوم" الناطقة بلسان الحزب الدستوري، و"جمال المزاحم" صحفي مجتهد، وباحث عن الخبر، ولا تعنينى تصرفاته الشخصية أو ما يُثار حوله من انتقادات، وهو أيضًا عضو بالهيئة العليا بالحزب.
**هل توافق على أن يرشح "جمال مبارك" نفسه للرئاسة؟ هل ترى أنه الآن يستعد لهذا الدور؟
"جمال مبارك" مواطن مصري، يتمتع بكافة حقوق "المواطنة" ومن حقه الترشح، وأهلا به إذا جاء بطريقة دستورية، وليس ذنبه أنه ابن "رئيس الجمهورية"، وهل هذا يَحوُل بينه وبين الرئاسة إذا جاء بانتخابات حرة نزيه؟ كما أن "جمال مبارك" أكثر المؤهلين لهذا المنصب؛ لأنه يعمل مع مختلف الوزارات، وداخل الكيان السياسي، وبالطبع اكتسب خبرة سياسية واقتصادية هائلة تؤهله لهذا المنصب الكبير.
**مَنْ هو البديل الموازي لـ "جمال مبارك" برأيك في الانتخابات المقبلة؟
هذا الطرح سابق لآوانه، فهناك ساسة كثيرون مؤهلين، ولكنهم يحجمون عن الترشح، فدعونا ننتظر وبعدها نُقيِّم هذه العملية.
**ما الذي يحتاجه الأقباط من الحكومة المصرية برأيك ليقولوا: "نعم نحن مواطنون من الدرجة الأولى"؟
عندما يحصل الأقباط على حقوقهم كاملة أُسوة بالشريك الأخر، وعندما لا يُحال بينهم وبين أي منصب بسبب عقيدتهم، وقتها سوف يقولون هذا.
**ما هو الحل برأيك لأزمة بعض المسيحيين مع الطلاق –محكمة تمنحه، وكنيسة لا تعترف به-؟ وهل هناك كيفية لفك ذلك الاشتباك بين الكنيسة ومعتقداتها، والقضاء وأحكامه؟
نحن كمسيحيين نحتكم للكتاب المقدس وما قاله "السيد المسيح" فى هذا الشان أنه: "لا طلاق إلا لعلة الزنا"، وبالتالي لا يجوز لـ "لبابا شنودة" ولا غيره أن يخالف تعاليم الإنجيل، والمحاكم ليست طرفًا في هذا الصراع، فعند تغيير أحد الطرفين ملته أو طائفته، فهنا تُطبق الشريعة الإسلامية باعتبارها القانون العام واجب التطبيق عند الاختلاف، ولكن ليس من حق المُطلَّق او المُطلَّقه الحصول على تصريح للزواج الثانى إلا في حالتين محددتين هما؛ (الزنا، وبُطلان عقد الزواج).
لا أعتقد بوجود آلية لفك هذا الاشتباك بين الكنيسة ومعتقداتها من ناحية، والمحكمة من ناحية أخرى؛ لأن النص واضحٌ، وبالتالي لا يجوز كما قلنا مخالفة نصوص الإنجيل، ولكن يجوز لهم إذا ما أرادوا أن يتزوجوا في كنائس أخرى مختلفة الملة أو الطائفة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18382&I=456