مايكل فارس
دكتور"يوسف زيدان":
•التراث الإسلامي تأثر بالتراث المسيحي، وظهر ذلك في علم الكلام، وفى شكل القبة في المساجد.
•ليس المقصود بالجاهلية الجهل أو الظلام، بل الفترة الزمنية السابقة للإسلام.
كتب : مايكل فارس - خاص الأقباط متحدون
أقام مركز المخطوطات بالإسكندرية أمس المؤتمرالدولي السابع لمركز المخطوطات، تحت عنوان "التواصل التراثي " أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي، حيث حضر (45 ) عالم من مختلف أنحاء العالم، للمشاركة في المؤتمرالذى افتتحه "اسماعيل سراج الدين"، مدير مكتبة الإسكندرية.
وقال "يوسف زيدان" في المؤتمر أن لكل تراث تراث أسبق منه، ولكل سابق أسبق، وهوما ينطبق علي التراث العربي الإسلامي، في مجالات العلم، واللغة، والدين، والفن، والأدب. فكثير من الباحثين ينظرون للتراث العربي الإسلامي، وتأثيره في النهضة الأوروبية، ولكن هذه نصف الحقيقية، لأن النظر إلي لواحق الأثر التراثي، دون النظر في سوابق ذلك الأثر، بمثابة صورة خيالية، ولكن هذه الصورة هي التي تشكلت في الأذهان بصورة كاذبة، وكأن التراث العربي الإسلامي جاء فجأة دون الإنطلاق من أصول سابقة له.
وأشار"زيدان" فى ذلك إلي الآية القرأنية "أفحكم الجاهلية يبغون"، مؤكدًا أن كلمة الجاهلية ذُكرت في القرأن والأحاديث بمعني "المرحلة التاريخية" المختلفة عن الزمن الأسلامي الآتي، ولكن الكثيرين يعتقدون أن المقصود بها هي " اللاشئ"، وتوهموا أن الجاهلية هي الجهل، مادام الإسلام هو العلم، وهي الظلام، مادام الإسلام هو النور، وهذا فهم خاطئ.
وهاجم "زيدان" من يعتقد أن اللغة العربية هي لغة الله، مستشهدًا بالآية القرأنية "إنا جعلناه قرآنا عربيًا"، شارحًا أنه استقر لدي أذهان الكثيرين، أن اللغة العربية هي لغة الله، وهي وحدها اللغة، فلا سبقتها لغات، ولن تتلوها لغات، وهو ما أدي إلى إختلاف المذهب الشافعي مع مذهب الأحناف في جواز الصلاة بغير العربية، وأكثر الأدباء في بيان تفرد اللغة العربية، وكأن لاصلة لها بالعبرية، والسريانية من قبل، وبين العربية وباقي اللغات من حيث التأثير والتأثر.
وأكد "زيدان" أن الله أنزل القرآن عربيًا، وأشار ببعض ألفاظه إلي لغات أخرى، مثل الحبشية، والفارسية، والسريانية، وكأنه يلمّح إلي حضور اللغات الأخرى، وتواصلها مع العربية.
وأنهي "زيدان" حديثه مؤكدًا أن هناك وجهتي نظر تجاه الحضارة العربية الإسلامية، الأولي تؤكد أنها نسيج واحد لم ولن يتكرر، والثانية أن الحضارة الإنسانية هي ركب يمتد بجهود الجماعات المتعاقبة المبدعة، علما وفنا وفكرًا. وقال أن هناك أصول انطلق منها التراث العربي الإسلامي، ومقدمات سبقته في الفكر والفن والأدب.
ودلل"زيدان" علي ذلك في حفر المسلمون "الخندق"، الذي أخذوه عن العسكرية الفارسية، وكذلك ترجمة يهود الأندلس للمتون التراثية العربية، وكذلك تأثر التراث الإسلامي بالتراث المسيحي، الذي ظهر في علم الكلام عند المسلمين، وفنًا، في شكل القبة في المساجد، واقتصادًا، في اعتبار مصر خزانة الدولة، ومعرفة ترجمات النساطرة لمتون العلم القديم من اليونانية، والسريانية، وترجمتها للعربية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18352&I=455