أبو العز توفيق
بقلم: أبوالعز توفيق. خاص للأقباط متحدون
كشفت الندوة التي نظمَّها "قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة" بجامعة أسيوط بالتعاون مع "الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية" حول دور الدولة والمجتمع فى مقاومة وعلاج الفيروس الكبدى "سي"، أن هناك إحصائيات رسمية تؤكد إصابة تسعة 9 ملايين مواطن مصري بالتهاب الكبد الوبائي.
الندوة تأتى في إطار سلسلة ندوات الثقافة البيئية التي ينظمها القطاع.
وفي كلمته فى افتتاح الندوة استعرض الدكتور. "مصطفى كمال" رئيس جامعة أسيوط مجهودات الجامعة من خلال مستشفياتها ومراكزها البحثية، ومرافقها ذات الصلة في مجال مقاومة وعلاج أمراض الكبد والفيروسات، ومنها مركز متخصص لعلاج الفيروس الكبدي "سي" بالجامعة، مشيرًا إلى البدء في إنشاء مركز متخصص لجراحات الكبد بالجامعة، ينتهي العمل به مطلع العام القادم، ومؤكدًا على عزم الجامعة على تفعيل جهودها في مجال التوعية والتثقيف من خلال الانتقال بقوافلها الصحية إلى الأماكن الأكثر احتياجًا.
ودعا إلى تضافر الجهود للعمل على الحد من معدلات انتشار الفيروس "سي"، والذي تُمثِّل نسبة الإصابة به في مصر أعلى معدل عالمي، مشيرًا إلى أنه يُمثل واحداً من أهم المشكلات الصحية في مصر والعالم، حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 3% من سكان العالم البالغين 7 مليارات نَسمَة بالفيروس "سي"، منهم 95 مليونًا في شرق وجنوب شرق آسيا، و40 مليونًا في أفريقيا، و15 مليونًا في أمريكا الجنوبية، و5 ملايين في أمريكا الشمالية، و15 مليونًا في أوروبا، وأنه كان وراء وفاة 20 مليون شخص.
وقال الدكتور. "ماهر العسال" عميد كلية الطب بالجامعة: إنه تأكد بشكل رسمي من إصابة 9 ملايين مصري بالإلتهاب الكبدي الوبائى "سي"، بنسبة 98% من إجمالى السكان، مشيرًا إلى أن الندوة حلقة من حلقات التعاون للحد من انتشار المرض أو زيادة الأعداد المصابة.
وأشاد "العسال" بقرار وزارة الصحة بتنفيذ مشروع فحص وعلاج ومتابعة الأطفال المصابين بالفيروس، من خلال 6 مراكز علاجية، وقال: إن الجامعة -وفي ذات السياق- قامت بتنفيذ برنامج للتطعيمات المجانية للطلاب وعمال المستشفيات، وتدريب كوادر للإرشاد الصحي للتوعية والمتابعة.
وصرَّح الدكتور. "أحمد مدحت نصر" أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب أسيوط، ورئيس الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية، بأن الإصابة في مصر هى الأعلى على مستوى العالم بنسبة 12%، ترتفع في المراحل السِنيَّة المُتقدمة وفي المناطق الفقيرة، وهو ما أسهم في وجود زيادة غير مسبوقة في عدد مرضى الكبد مثل: (تَليُّف وسرطان الكبد، ونزيف دوالي المريء)، وتوقَّع "نصر" تضاعف الأعداد في السنوات العشر القادمة، مع زيادة في عدد الوفيات، وأشار إلى صعوبات يلاقيها المرضى في لعلاج على نفقة الدولة، نظرًا للتكلفة العالية للعلاج، وقال: إن الندوة تُعدُّ واحدة من السُبل التي تنتهجها جامعة أسيوط للمشاركة في الحد من انتشاره، حيث سيتم من خلالها إطلاق خطة استراتيجية متكاملة العناصر والأركان.
ودعا أن تتحول إلى خطة قومية تُسهم فيها الحكومة والجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى ورجال الدين والأحزاب، ويدعمها تحويل مركز علاج الفيروس الكبدى "سي" بالجامعة إلى مراكز لمنع انتشار الفيروس، مع تفعيل جهود المكافحة داخل المستشفيات للحد من انتشاره داخلها.
تَضمَّنت الندوة ثلاث محاضرات:
-الأولى للدكتور. "عبد الغنى عبد الحميد سليمان" رئيس قسم طب الجهاز الهضمي والمناطق الحارة بكلية الطب، وسكرتير عام الجمعية؛ الذي أوضح فيها أن فيروسي: "بى، وسى" هما الأكثر انتشارًا، ويُؤديان إلى مضاعفات على المدى البعيد، وتتم الإصابة بهما عن طريق التعرُّض لدمٍ ملوث بالفيروس، أو مشاركة الأخرين للأدوات الشخصية.
وعن مضاعفات الإلتهاب الكبدي المُزمِن قال: إنها تشمل تليف الكبد، وحدوث فشل كبدي، ودوالي المريء، ونزيف بالقناة الهضمية، واستسقاء للبطن، وورم بالساقين، وغيبوبة الكبد.
-أما المحاضرة الثانية استعرض فيها الدكتور. "أحمد مدحت نصر" رئيس الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية دور الدولة والمجتمع في منع انتشار وعلاج الفيروس، وأن 50% من وسائل نقل العدوى سببها الحُقَن المُلوثَة.
وأكد أن من أهم أسباب العدوى أيضًا؛ المُشاركة في استعمال فرشاة الأسنان وماكينات الحلاقة وحُقَن تحليل السكر، مشيرًا إلى حدوث 400 ألف حالة سرطان كبد سنويًا في مصر، وطالبَ الأُمهات الحوامل المصابات بالفيروس "بى" ضرورة الالتزام بتطعيم الطفل المولود خلال الساعات الأولى من ولادته، إلى جانب الحرص على التطعيمات الدورية.
كما أشار إلى حدوث من 70 إلى 100 ألف حالة عدوى سنويًا في مصر، وأشار إلى الآثار السلبية لهذا المرض على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وخاصًة العلاقات الزوجية؛ فقد يؤدي في كثيرٍ من الحالات إلى الطلاق، وكما قد يكون مَدْخَلاً وسببًا للإصابة بنحو 36 مرضًا نتيجة مضاعفاته.
-وطالب الدكتور. "محمد عدوي نافع" الأستاذ بطب أسيوط، ورئيس شرف الجمعية فى المحاضرة الثالثة: بالبُعدِ عن الممارسات الطبية السلبية في هذا الصدد، خاصًة فيما يتعلق بانتشار حالة من الذعر من الفيروس، والتي تَتمثَّل في إدخال الأطباء للمرض فى دائرة مغلقة وطلب عمل العديد من التحاليل لا لزوم لها، وممارسة إعطاء الحقن بدون مبرر، والتوصية باجراء عمليات جراحية غير مطلوبة، وعدم تبصير المريض بالفرق بين المرض والإصابة.
كما أشار إلى مسئولية الإعلام في اختيار المتخصصين ومن له دراية بخلفية المريض والمرض، والتوجيه بكيفية توصيل المعلومات عن المرض بطريقة سليمة، كما حَمَّل الدولة مسئوليتها المتمثلة في إغفال مسئولي وزارة الصحة الأولويات والسياسات، وتفضيل الدعاية الإعلامية.
كما أكَّدَ على ضرورة التخلص من الجهل والمعلومات الخاطئة التي تُرَوِّج لها بعض الفئات؛ متمثلة في المشعوذين والدجالين تحت شعار "الطب الشعبى".
شارك في الندوة لفيفٌ من ممثلي الوزارات والهيئات في أسيوط، فضلاً عن العديد من الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى، والأطباء والعاملين بمستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحى، والقوات المسلحة وجمع من الجمهور.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18231&I=452