محمد بربر
الأقباط متحدون - فى ندوة "حارة النصارى" - يحاور المؤلف ويطرح الأسئلة الساخنة حول مستقبل الأقباط فى مصر.
" حارة النصارى " كتاب يلقى الضوء على حياة الأقباط فى مصر ويكسر الحواجز بين أبناء الوطنا الواحد.
كتاب "حارة النصارى" يتحدث عن الفرق بين الطفل المسيحي و المسلم، ويصحح مفاهيم كثيرة مغلوطة , ويدعو لنبذ ومحاربة التطرف
"شمعى أسعد": هناك من يتصور أننا سنخون مصر قريبًا، وسنقدمها على طبق من فضة لأمريكا.
كتب : محمد بربر - خاص الاقباط متحدون
نظمت مكتبة "ألف" ندوة وحفلاً لتوقيع كتاب "حارة النصارى" للكاتب "شمعى أسعد"، والذى صدر عن دار دون للنشر والتوزيع .
وقد التقى "الأقباط متحدون"بـ"شمعى"، الذى تمنى أن تصل رسالة كتابه إلى كل المصريين.
وتتلخص رسالة الكاتب فى التخلى عن لغة التطرف، وتفعيل حوار إنسانى يسعى لفهم الآخر والتعرف عليه.
ومن جانبه تحدث "شمعى" عن حكاية الكتاب فقال "كتبت الكتاب لألقى بعض الضوء على حياة الأقباط فى مصر، مع سرد لبعض المواقف الإجتماعية من منظور مسيحى، بهدف تقريب المسافات، وتكسير الحواجز بين المسلمين والمسيحين، فحينما يرى المسلم الصورة بعين المسيحى، قد يساهم هذا فى تفهم أمور كثيرة، بجانب إلقاء الضوء على بعض المفاهيم المسيحية الخاصة بطقوس العبادة فيما يشبه قاموس تعريفى مختصر"
ويرى مؤلف "حارة النصارى" أن هناك خللاً واضحًا فى العلاقة بين أبناء الوطن الواحد ويصفها بـ"المتمرجحة" , ويؤكد " نحن دائمًا فى انتظار حدث عارض لتحدث مشكلة كبيرة بين الطرفين، وهو أمر مزعج أن تشعر بقلق دائم، ولا تعرف ما الذى سيجلبه لك الغد ".
وتتعدد فصول الكتاب وتتنوع، لتتحدث عن أفكار أكثر عمقًا وجراءة، فيتحدث المؤلف عن الفرق بين الطفل المسلم والطفل المسيحى، وفكرة هل الاقباط يمثلون الغرب؟ ويفسر احساس كل طرف بنوع معين من الإضطهاد، بجانب تصحيح بعض المفاهيم السائدة، والصورة السلبية المتكونة فى ذهن المسلم عن المسيحى.
ويشير "شمعى أسعد" إلى أسباب الفتنة الطائفية، حيث أنها استيراد دائم لأفكار وعادات ليست هى أفكارنا، ولا عاداتنا، رغم أننا نعيش فى وهم الريادة فى كل شىء، إلا أننا فى أمورنا الدينية، وما يمس علاقتنا بالآخر، تركنا غيرنا ليحدد لنا ماذا نفعل، وماذا نرتدى، وكيف نعامل جيراننا، هذا طبعًا بجانب الأهواء السياسية للحقب المختلفة التى مررنا بها.
وردًا على سؤال "الأقباط متحدون" حول رؤية مستقبلية لحياة أفضل بين المصريين، قال الكاتب " الحلول فى رأيى تبدأ من قاعدة الهرم، ففى ظنى يجب أن نيأس من انتظار الحلول الفوقية، رغم أن أصل المشاكل قد بدأت من قمة الهرم، بفعل السياسة، ثم توغلت فى قاعدته، والحل يجب أن يكون فى اتجاه عكسى أى يبدأ من القاعدة، وهذا هو اتجاه كتابى، الذى من خلاله أخاطب المسلم العادى، ولا أخاطب الجهات الرسمية، كتابى هو فى صميم العلاقة المباشرة بين المسلم والمسيحى، وليس بين المسيحيين والدولة، كما أنه ليس كتاب عن الأديان، فلست رجل دين، أنا منشغل ومهتم بشكل خاص وحصرى بالعلاقات الإنسانية بين الطرفين، مهموم بعلاقتى بجارى، وجارى هنا هو كل مسلم بجوار- أو زميل - كل مسيحى " .
كما تحدث "شمعى"عن المعوقات الحقيقية التى تواجه علاقة المسلم بالمسيحى فقال "هناك من زرع فى عقل المسلم أفكارا سلبية، ومعلومات خاطئة، هناك من يتصور أننا نملأ كنائسنا بالأسلحة، ويرتدى كهنتنا الزى الأسود حدادًا على وجود مسلمين فى مصر، وهناك من يتصور أننا سنخون "مصر" قريبًا، وسنقدمها على طبق من فضة لـ"أمريكا"، ويقول البعض أننا لا يجب أن نمسك أى مناصب هامة وحساسة، لأن ولاءنا ليس لبلدنا، فكيف أقنع كل هؤلاء بأنهم مخطؤون؟ ومتى سيتحرك الإعلام بنية مخلصة ويقف معى ليصحح تلك المفاهيم؟ "
http://www.copts-united.com/article.php?A=18190&I=451