أماني موسى
بقلم: أماني موسي
بعد سلسلة التحرشات التي سمعنا عنها من قِبل بعض الشباب وخاصة في مناطق التجمعات النسائية وفي الأعياد والمناسبات بات الجميع ينتظرون عمل قانون رادع يطبق على أمثال أولئك الشباب ليكونون عبرة لغيرهم وليكون هناك قدر من الأمان متاح للمرأة في مجتمعها -وهذا من أبسط حقوقها-.
وحين ظهرت تلك الفتاة الشجاعة التي تدعى نهى ورفعت قضية بشكل رسمي على السائق الذي تحرش بها تنفسنا الصعداء وشعرنا بأنه لازال هناك فتيات يتسمن بالشجاعة وأن هناك بارقة أمل في نزع قناع الخوف والكتمان الذي لطالما كان سمة أساسية لكل فتاة تتعرض لتلك الحوادث من تحرشات أو اغتصاب، وأن هناك قانون يحمي المواطنين ويعاقب الجاني ولكن فشلت قضيتها بل ووقّعَت عليها غرامة مالية!!
ومن ثم بات التحرش أمر شبه طبيعي بالشارع المصري دون رادع أو توقف وغير قاصر على الجميلات فقط أو مَن يرتدين ملابس ضيقة بل أصبح للجميع –أوكازيون وتخفيضات هائلة، تحرش للجميع-.
واليوم قرأت خبر بإحدى الجرائد الإلكترونية عن صدور تقرير رسمي عن محافظة البحر الأحمر بارتفاع نسبة التحرش بالسائحات من قِبل سائقي التاكسي،، وأوصى التقرير بضرورة تشديد الرقابة الأمنية وإجراء بحث أمنى عن كل سائق وإقامة دورات توعية للسائقين بأهمية السياحة والمعاملة الحسنة للسائحين، وتم إصدار قرار إداري على كل سائق يُضبط في واقعة تحرش بأياً من السائحات سيتم توقيف سيارته فوراً وكذا وقف رخصته وإحالته للتحقيق ثم توقيع عقوبات كالسجن أو دفع غرامة مالية.
وهذا بالفعل شيء جيد وخطوة فعّالة لردع أمثالهم من أشباه الرجال ولكن ما يثير تساؤلاتي لماذا لم يتم اتخاذ مثل تلك الخطوات السريعة وتوقيع العقوبات هذه عندما تكون الضحية فتاة مصرية؟؟؟ لماذا لم نسمع عن أي عقوبات مشابهة لمن تحرشوا بالفتيات في الأعياد؟؟ وكأن في قرارهم هذا اعتراف ضمني يقول (يكفي عليك التحرش بالمنتج المحلي فقط وإياك والمستورد، فإن اقتربت منه سنُلحقك بعقاب مُبين ونسحب منك الرخصة والتأمين، وأدينا حذرناك يا مواطن إياك والسائحين).
وبرأيي أن التحرش هذا هو نتيجة وليس سبب، فعلينا إذاً بمعالجة الأسباب لتتحسن النتائج، فباعتقادي أن تلك التحرشات هي تنفيس طبيعي عن احتياجات بيولوجية للإنسان ونتيجة لكبت وحرمان عاطفي مادي ومعنوي.
فماذا سيحدث حين يتوافر لأولئك الشباب فرص عمل وعيش كريمة ويتوافر لهم أبسط حقوقهم الآدمية من شقة ومن ثم إمكانية الزواج؟؟ وأن يكون الفرد عضو فاعل في مجتمعه بشكل إيجابي وليس ناقم عليه وعابث بمفرداته؟؟؟ باعتقادي أنه حين يحدث ذلك ستقل تلك النتائج المريبة من تحرشات وغيرها وربما تتلاشى بشكل نهائي.
وبالنهاية لست بتلك الكلمات أدافع عن المتحرشين أو أجد لهم مبرر لأفعالهم ولكن دوماً كلما عالجت الأسباب تحسنت النتائج، وقبل أن نبحث النتيجة فلنبحث عن السبب.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1817&I=49