د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
استيقظ الباشمهندس إيَّاه، أمين تنظيم الحزب إِيَّاه من نومه صباحًا، يعني بتاع الساعة إتنين الضهر كده، التكييف مبرد له الجو، فدخل الحمام الملحق بحجرته ونظر إلى السيراميك والبانيو فلم يعجبانه فغسل وجهه متضررًا، وأبىَ أن يأخذ الشاور الخاص به، وقرر أن يأخذه في حمام القصر الرئيسي.
ونده على الخدم والحشم ليجهزوا له الفطار ويعدوا له الحمام، ودخل متثاقلاً وما أن دخل للحمام إلا وأعرب عن استيائه الفوري فهو يرى كل شيء غير ظريف على الآخر، فاتصل بمهندس الديكور الخاص به وقال له: غير لي تصميمات حمام أوضة النوم الرئيسية وحمام القصر الرئيسي على ما أرجع من جلسة المجلس إِيَّاه، ومتضررًا أخذ شاوره وهو يغلي وخرج متضايق، يا عيني عليه، وبدون نفس تناول إفطاره على عجل ونزل ليحضر جلسة لجنة الخطة والموازنة التي يترأسها.
وأثناء توجهه للمجلس تضايق وضج من كثرة العربات وأخذ يفكر وهو مش طايقها وهو ينظر لها من عليائه، كيف يتخلص منها؟ ما هو مش طايق حاجة، الحمام هيتخلص منه من خلال المهندس، طب العربيات اللي معطلاه وبتضايقه وبتزاحمه في الشارع وبتزمر ومش من مقام عربيته، يمشي جنبها أزاي؟ فأخد يفكر ويفكر ويفكر، ونام وهو يفكر.
فأيقظه سائقه الخاص على باب مجلس الشعب، فشعر بالضيق البالغ وهو يهبط من سيارته الفارهة جدًا جدًا واتجه للجلسة ووقف بين الأعضاء والإجهاد والضيق ظاهر عليه، وفجأة ألهمته شيطانة الشعر والشعراء بفكرة جهنمية فلم يتردد حيث قال اسمعوا يا جماعة، لا لا لم يقل يا جماعة عشان الجماعة محذورة، لكنه قال يا حضرات السادة الأعضاء إحنا لازم نعمل حاجة للشعب الغلبان دة، كل يوم بيتعبوا في المرور، والريس قال بنفسه إحنا لازم نحل مشكلة المرور، يبقى نعمل إيه؟ قالوا له دبرنا يا كبير، والكل قاعد خايف مووت وقلقان.
فرد عز الرجال طب خلوا بالكم لو قلنا إن فيه دعم في مصر، وناس مش بيوصل لها الدعم، وناس بيوصل لها الدعم وهما مش مستحقينه أبقى غلطان، قالوا له إللع إللع، فقال خلاص تبقى إتحلت إحنا عندنا ناس كتيرة عندها عربيات فارهة والناس دي خسارة فيها الدعم، فبص النواب لبعضهم مندهشين، فقال لهم ما تقلقوش إحنا بنتكلم على العربيات الفارهة اللي هي 1300 سي سي، فامتعض النواب لأن سياراتهم طبعًا بتبدأ من 2000 وأنت طالع، فلما قالوا له إنتَ كده هتأذينا، فقال لهم إيه؟!!!
فقالوا حضرتك هتأذينا فقال لا ما تقلقوش إحنا المجلس بيدفع لنا بدل انتقال وممكن نبقى نرفعه، فيغطي رفع الدعم، فميل العضو صاحب اللسان الزالف وقال طب ما نشيله عن الطاقة الموجهة لمصانع الأسمنت والحديد إلخ، فخبطه اللي جنبه وقال ما إحنا لو عملنا كده هنأذي الطبقة الكادحة من رجال الأعمال ملاك مصانع الحديد والأسمنت.
ها حضراتكم رأيكم إيه؟! إحنا نرفع الدعم عن الطاقة المقدمة للمصانع ونضايق رجال الأعمال الغلابة المطحونين ولا نرفعها عن السيارات الفارهة التي تبدأ من 1300 سي سي وإنتَ طالع، علمًا بأن المهندس إِيَّاه بقى يركب تُكتُك مركة مارشي ديس مكيف الهواء، عشان يبقى بدأ بنفسه وكمان بيفكر يركب عجلة ماركة رولز رويس ويبقى كده صديق للبيئة كمان.
المختصر المفيد مصيبة إن تدرس بلا تفكير ومصيبة أكبر إن تفكر بلا دراسة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18168&I=451