سامح سليمان
بقلم : سامح سليمان
بلاد الفرنجه، كلاهما لديه نفس الأعاقات.أحدهما يعمل استاذ جامعى والأخر ملقى على كرسى متحرك ، أمام أحد المطاعم الشعبيه !!
الغربى يستثمر مواهبه وقدراته ويحقق ذاته، ويجد كثير من المؤسسات التى تدفعه للأمام وتعطيه حقه كاملاً فى المساندة والتدعيم.والمصرى بكل أنانيه وساديه وأنعدام للرحمه والضمير يتم تحويله الى مطيه ودميه وأداه لتمكين الأصحاء بدنياً من تحقيق ذواتهم.بأعطائه بعض الطعام _ ربما كان ما تبقى منهم وخافوا يسيبوه فى الثلاجه أكتر من كدة لئلا يحمض وينكب فى الزباله – ليستمتعوا بلذة القدرة على العطاء، والشعور بإحساس السيد الواهب المانع، وأيضاً لتغفر لهم خطاياهم الكثيرة المتنوعه ( ويدخلون الجنه على قفاة ) .
ولا ننسى من يجلس أمامه لساعات يمصمص شفتاه ويشكر الله لأنه ليس فى مثل حالته، ويتأمل فى حكمة أبتلائه حتى يكون عبره لمن لا يحمد ربه. بخلاف طوابير المستظرفين محترفى القاء النكات السمجه، فلابد أن يجلس أحدهم بجانبه بعض الوقت ليمارس عليه موهبته التى لم تجد من يكتشفها، من اجل أن يخفف عنه وبرضوه يكسب ثواب ( وأيضاً أضاعه الوقت،بدلاً من الجلوس على المقهى).
فى الغرب يفعلون الصواب لأقتناعهم بأنه صواب، يقدمون يد المساعده للأخر لأيمانهم بالأنسان وبقيمته،وأنتمائهم ومحبتهم لمجتمعهم وسعيهم نحو تقدمه، وأيضاً بسبب دافع الخير والرغبه فى مساعدة الأخر دون الأهتمام بمعرفة دينه أو جنسيته، والذى تم غرسه فى نفوسهم منذ الطفوله عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفه بدايةً من مؤسسه الأسره، وصولاً الى المؤسسه التعليميه والأعلاميه .بينما نحن لا نفعل شئ الا من اجل غرض و غايه شخصيه سواء كانت ماديه أو معنويه . علاقتنا مع بعضنا البعض وحتى علاقتنا بالله هى علاقه أستغلاليه نفعيه تعويضيه قائمه على الأستفاده وتبادل المصالح. لا نطلب من الله إلا غفران ذنوبنا أو تلبية رغباتنا الشخصيه، ندفع التبرعات للحصول على البركه المضاعفه،نصوم ونذهب الى الصلاة ونقيم الموائد لأطعام الفقراء فى المواسم والأعياد كى يمدحنا الناس وننال النعيم فى الأخره، نترك الفقراء والمرضى يحيون فى بؤس ومهانه ومذله، ونبنى أضخم وأفخم الأضرحه و دور العباده ، نطلب منهم ليل نهار فى خطابنا الأجتماعى والتعليمى والثقافى والأعلامى والدينى أن يصبروا و يحتملوا ألامهم ومرضهم وفقرهم، ثم نغادر أعمالنا مستقلين أفخم وأحدث السيارات لنأخذ أبنائنا من مدارسهم الأجنبيه ونعود معهم الى شقه جاردن سيتى أو فيلا أرض الأحلام (نظهر أمام الناس مظاهر الحب والعطف تجاههم ونحتقرهم بداخل أنفسنا، نتركهم فريسه للجوع والمرض والموت ثم نبنى لهم قبور)
إن الفقراء فى مجتمعاتنا ليسوا الا وسيله للأسترزاق ومادة للنصب ونهب ألأموال بأسم التبرعات التى يذهب أكثرها الى جيوب جامعيها، (مع بدايه شهر رمضان كأحد أهم مواسم البيع،بدأت الشركات حملاتها الترويجيه مستخدمه الرساله الدينيه فى الترويج لمنتجها من خلال الطرق على باب العاطفه الدينيه،بتخصيص جزء من ايرادات الشركه لأعمال الخير،وفيما اعتبرة البعض ضرب عصفورين بحجر من خلال منح التبرعات الماليه من صدى لدى العامه،وايضا تحقيق اقصى استفادة من اعفاءات قانون الضرائب ، وفى الوقت ذاته تؤكد انها جزء من المجتمع،ولم يخل الامر من بعض المخالفات التى اكتشفتها مصلحه الضرائب فى التلاعب بأيصالات التبرع. فضلا عن انه من المتوقع أن يسفر البحث الخاص بالأقرارات الضريبيه عن عدد من الأخطاء التى وقع فيها الممولون ) (مجله روزاليوسف5/9/2009) .
وأقامة المستشفيات الخيريه،ذات المستوى الردئ جداً من حيث الكفاءة المهنيه للأطباء أو لطاقم التمريض،والمعامله اللاأنسانيه للمرضى، والأصابه بالأمراض المتنوعه نتيجه التلوث والأهمال " بل ربما لا يخرج المريض حياً، أو ربما يخرج ناقص كبد أو كلى ،أو يكون الطبيب عنده زهايمر وينسى فى بطن المريض فوطه أو مشرط أو جايز شاحن الموبايل " ويتحمل الكثير من المرضى تلك النتائج الكارثيه فى صمت،فليس لديهم القوة أو المال حتى ستطيعوا أن يحصلوا على حقوقهم،بل ربما قمنا بتبكيتهم وأمرناهم ان يرضوا بقضاء الله وقدره، والله هو من سيعاقب الجناة فى الأخره، أما ما حدث لهم فهو تجربه وأختبار لقوة ايمانهم وأبتلاء من الله علشان يفوزوا بنعيم الجنه!!
سامى عبد الراضى : عند أحد المنحنيات أصطدم الشاب بسياره متوقفه لا يمكن مشاهدتها،المعاينه كشفت أن السياره ربع نقل،وحضرت من كفر الشيخ وتمر خلال 3 محافظات ولا يسألها أحد عن غياب الأضاءه،ولا يسأل أحد قائدها عن تحقيق شخصيه...،توقف بعض قائدى السيارات وأتصلوا بسياره الأسعاف ،وحضرت بعد 45 دقيقه،نزل منها المسعف وامام الجميع امسك بيد أبنى وقال ده مات ، ابنى كان مغشياً عليه من كثرة الجروح وقسوتها ومن هول الصدمه، حمل المسعف خطيبة ابنى وانطلق بها إلى المستشفى، وصرخ الجميع فيه " خد الشاب ده معاك ،ممكن يكون عايش،خده المستشفى لوجه الله " لم يستمع وانطلق، ابنى ظل ملقى فى الشارع 5 ساعات كامله ، ورفضت سيارة الأسعاف أن تعود ، ورفض مرفق إسعاف الإسكندريه أن يستجيب . " المصرى اليوم 20 / 3 / 2010 "
جمال الشناوى : درجة الحراره فى الخارج كانت أقل بكثير منها داخل ثلاجة الموتى بمستشفى مدينة نصر للتأبين الصحى،عامل الثلاجه
يسحب التروللى وعليه جثمان المريض الذى فارق الحياة للتو بسبب أهمال جسيم،فالأطباء هنا يتعاملون مع المرضى كل حسب واسطته إما البسطاء فليذهبوا ألى العالم الاخر،ها هى الثلاجه أدارة المستشفى وضعت بها كم كبير من المهملات،أسره قديمه ومفروشات ملوثه بدماء الضحايا،العامل دفع التروللى الى داخل مبنى الثلاجه فبها أثنان نجح أطباء المستشفى فى إنهاء حياتهم ببراعه،النصف العلوى من الميت مازال عارياً، وكنت واهماً أن للموتى حرمه،ولكن الفساد وطلب الرشوه الأجباريه أى الأتاوه لا يرتبط بمكان، فحتى داخل الثلاجه عليك بدفع المعلوم حتى تجد ما يستر جسد الميت ألذى أنتفخ من فعل عبث ما يطلق عليهم بأطباء التأمين الصحى،أذا أردت ستره جيده للميت فعليك أن تدفع لعامل المشرحه الذى يشبه جزارى المدبح،فالدماء تغطى ملابسه والرحمه قد غادرت قلبه منذ ألحقوه بهذا العمل، زوجة الميت كانت تتحدث ألى الراحل تسأله عما تفعل فى الدنيا من بعده،وماذا تقول لأطفاله الذين لا يعلمون أن أباهم لم يعد موجوداً..، ولكن بكاؤها لم يشفع لها عند جزار ثلاجة الموتى، وكان عليها الأذعان لطلبه بالدفع حتى يستر عورته، وبعد ساعات وصل أهل قتيل الأهمال بعد إبلاغهم،أحدهم ذهب الى أدارة المستشفى لأنهاء الأجراءات،ولكن مشهد الرشوه والفساد الذى لا يميز حتى مع الموتى يتكرر، ست ساعات أحداث شاقه للميت وأسرته حتى يفلتوا بجثمان الراحل من جحيم مستشفى التأبين الصحى،وها هى السياره تنطلق بالفقيد وزوجته،وتنفس الجميع الصعداء فالفقيد سيذهب الأن ألى قبره ليرتاح من وهم أسمه العلاج فى مصر." اليوم السابع 22/12/2009 "
(ولكن هذا لا يجعلنا ننكر الدور الكبير الذى تلعبه تلك المستشفيات فى التوريد المنتظم والمكثف للمرضى من مختلف ألأعمار الى ألأخره بواسطه سفراء عزرائيل(أقصد بعض ألأطباء)ويساعدهم فى ذلك شياطين العذاب(ملائكه الرحمه سابقاً)،مما يساهم فى حل مشكله الكثافه السكانيه، وأنتعاش الحاله الماديه للحانوتيه ونابشى القبور،وتحقيق أزدهار ملموس فى تجارة الأعضاء،مما يؤدى الى حدوث تخفيضات فى أسعارها وأتاحة القدره على تقديم أفضل العروض وفتح ألأسواق للتصدير، وتسهيل الفرصه أمام تلامذة كليه الطب الغلابه للتدريب!!)
" وللحديث بقيه "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=18125&I=450