في أي عصرٍ نعيش؟

الراسل: وكيل صبحى
هل يتخيل أحدٌ أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين؛ سنة2010 ميلادية، لا.. بل كنت أظن أننا في العصر الجاهلي، أوفي عصر دخول الإسلام مصر، كنت في أحد الأعراس بإحدى قرى محافظة سوهاج، وبعدما جاء العريس ليأخذ عروسه من بيت أبيها، وقف شخص مسلم وقال للعريس: "عازوين –التقيدة- يا أستاذ".

وبكل بساطة أخرج العريس الحافظة من جيبه وفتحها وأخرج منها المال، وأعطاه للهواري؛ وهذا هو الإسم الذي أُطلِق على الرجل المسلم، مع أنه ليس من قبيلة "هوارة"، فسألتُ: ماذا لو لم يدفع العريس؟؟ قالوا: لن يسمح له بأخذ عروسه.
والغريب أنه كان هناك استسلام كامل من المسيحيين للأمر، وكأنه أمر طبيعي، وعندما حاولت التدخل طلب مني أهل العريس والعروس عدم التدخل، قالوا: "خليها تعدي علي خير".

وكان السؤال المُلِح: لماذا يستسلم هؤلاء للأمر الواقع؟؟ هل أنا أدافع عن هؤلاء الأشخاص الذين بلا إرادة؟ أومسلوبة منهم الكرامة والنخوة؟ أوعلى الأقل يقفون أمام البلطجة بكلمة "لا".