نادر شكري
*نحن بحاجة لأن يدين القادة المسلمون الإرهاب
* لا بد من إحداث قفزة نوعية في مجال الحوار بين الأديان.
كتب - نادر شكري
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان: إن "القرآن هو كتاب سلام، ولا يمكننا أن نساوي بين الإسلام والإرهاب، لكننا بحاجة لأن يدين القادة المسلمون الهجمات الإرهابية"، وذلك في حديثه للصحفيين المرافقين له، في المؤتمر الصحفي الذي عقده، أمس الأحد، على متن الطائرة التي أقلته في طريق عودته من تركيا إلى روما.
وأضاف البابا في معرض رده على سؤال طُرح عليه بشأن الإسلاموفوبيا: "من الجميل أن يندد كل القادة المسلمين ـ أكانوا مسؤولين سياسيين أم دينيين أم شخصيات أكاديمية ـ بالإرهاب؛ لأن هذا الأمر يساعد الجزء الأكبر من الشعب الإسلامي على أن يقول كلمة (لا)، لكن ينبغي أن تأتي هذه الكلمة على لسان قادته".
وأكد البابا أن "العديد من الشهداء المسيحيين يسقطون اليوم"، وقال إنهم "يُطردون من الشرق الأوسط"، وأضاف "إن شهداءنا يصرخون لنا قائلين: (إننا واحد) ثمة وحدة في الروح وفي الدم أيضًا".
وعبَّر عن "رغبته في التوجه إلى العراق"، لكنه قال إن "الأمر اليوم مستحيل"، وأضاف أنه "إذا ذهب حاليا إلى البلد العربي، فسيخلق هذا الأمر مشكلة جدية للسلطات المحلية، في مجال الأمن".
كما عبَّر عن "قناعته بأن البشرية اليوم تعيش حربا عالمية ثالثة بشكل متجزِّئ"، لافتا إلى أن "ظاهرة تهريب الأسلحة هي ظاهرة رهيبة، وباتت اليوم مزدهرة جدًا".
ومضى إلى القول: "علينا أن نصلي من أجل المصالحة بين الشعوب، ونأمل بتحقيق خطوات من التقارب على هذا الصعيد"، معربا عن أمله "بإعادة فتح الحدود التركية ـ الأرمنية".
أما فيما يتعلق بالحوار مع الأرثوذكس، فأكد البابا أن "الكنيستين تتابعان السير على هذه الدرب"، وأضاف: أنه "إذا انتظرنا أن يتفق اللاهوتيون، فهذا اليوم لن يأتي أبدًا! يجب أن نعزل اللاهوتيين ونتابع السير معًا".
وقال: "هذه هي المسكونية الروحية: الصلاة معًا، العمل معًا، والقيام بكثير من الأعمال الخيرية"!
وأكد البابا فرنسيس: أن "الكنائس الكاثوليكية الشرقية تتمتع بالحق في الوجود"، وعبَّر أيضا عن "رغبته في لقاء بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل"، لافتًا إلى أنه "يتقاسم مع رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الرغبة إياها، لكن البطريرك منشغل حاليًا بقضايا أخرى في ضوء الأزمة الأوكرانية".
و اعتبر أن "الكنيسة تسبب الانقسامات عندما تصب اهتماماتها على ذاتها، وعندما تعتقد أنها النور، لا حاملة النور! وهذا الأمر يحوِّل الكنيسة إلى منظمة لاهوتية غير حكومية". وتمنى أن "يتمكن المسيحيون من الاحتفال بعيد الفصح بالتاريخ نفسه في المستقبل".
وتعليقًا على زيارته للمسجد الأزرق بتركيا، شدَّد البابا فرنسيس على "ضرورة إحداث قفزة نوعية في مجال الحوار بين الأديان؛ كي لا يقتصر على البُعد اللاهوتي، بل يكون حوارا بين مؤمنين ينتمون إلى مختلف الديانات".
http://www.copts-united.com/article.php?A=180819&I=2105