الصراخ ليس لغة الحوار فى بيوتنا

ميرفت عياد

بقلم : ميرفت عياد 
إن كلَّ أمٍ تصرخ طوال اليوم، ليس بسبب اعتقادها أن هذا هو الأسلوب الأمثل لتربية أبنائها، ولكن هذا يكون دون إرادتها، حيث تعلو الصرخات تليها الصرخات، ولا تستطيع التحكم في غضبها لأنها في هذه اللحظة تطلق للضغوط المكبوتة بداخلها العنان،  فالأعباء المتزايدة عليها، وإرهاقها وإنهاكها  ليس فى عملها فقط، ولكن فى رحلة الذهاب والعودة منه وإليه أيضًا، هذا إلى جانب صعوبة الحياة، وسرعة إيقاعها، ومشاكلها الإجتماعية والإقتصادية، والضغوط النفسية المتزايدة التى تتعرض لها المرأة، إلى جانب الأعباء المنزلية،هذا إلى جانب عدم تعاون الزوج معها، واعتماده الكامل عليها  في تربية ومساعدة أطفالها فى تحصيل واستيعاب دروسهم، بعد ان فقدت المدرسة دورها، كما أن أي محاولة للحوار مع الزوج فى شئون الأولاد؛ تبوء بالفشل بسبب تذمره ورفضه للمناقشة، ورغبته فى الاستمتاع بالهدوء؛ بادعاء التعب وضيق الوقت الذي  يختلس فيه بعض الراحة؛ ليستطيع العمل وتوفير متطلبات البيت والأولاد،  معتقدًا أن دوره يقتصر فقط على توفير الأموال لأسرته.
 
صراخ الأمهات ظاهرة: 
والحقيقة أن ظاهرة صراخ الأمهات فى البيوت ظاهرة جديدة، بدأت تتسلل الى بيوتنا الى الدرجة التى جعلت أي بيت لا يخلو منها، خاصًة إذا كان فى هذا البيت أطفال فى المراحل التعليمية المختلفة، وصراخ الأم يعقبه بالتبعية صراخ الأب الذي لا يستطيع احتواء الموقف، وهنا يدفع ثمن هذا العنف والصراخ الأولاد الذين يعتادون عليه ويتعايشون معه ،فالعديد من الدراسات النفسية أجمعت على أن الأم التي تعبر عن غضبها بالصراخ أو باستخدام ألفاظ بذيئة، أوسيئة أمام طفلها ، تدفع به إلى طفل مشاغب وعدواني، حيث أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل، لذلك يجب على كل أم ألا تغضب، ولكن السؤال هو: كيف تتحكم الأم فى غضبها؟ وكيف تملك نفسها حين يتكرر خطأ طفلها؟

بعض النصائح للأمهات: 
وهناك بعض النصائح التي ينصح بها علماء النفس كل أم لكي تساعدها على كبح جماح غضبها، وأقول لهؤلاء السيدات: أنظري إلى طفلك طويلاً حين يكون نائمًا، وتأملي براءته وضعفه، ولعل هذا يجعل  صورته وهو نائم ضعيف تنطبع فى ذاكرتك ، حيث تستدعي ملامح البراءة المرسومة على وجهه عندما يرتكب خطأ ما يثير فيك الغضب؛ مثل كسر الأشياء في البيت، أوضرب أخيه الصغير؛ فإن هذا يساعدكِ كثيرًا على السيطرة على غضبك. كما يجب عليك أن تكوني على يقين بأن غضبك لن يفيد شيئًا في تربيته، بل سيزيده شغبًا وعنادًا وتمردًا، هذا إلى جانب أن تشغلي نفسك بأي عمل آخر، وأنتِ تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه على خطئه أوذنبه بعد الانتهاء مما تقومين به، لأن هذا التأجيل يساعدك على إطفاء ثورة الغضب في نفسك، وفي نفس الوقت يشعر الطفل أن خطأه لن يمر دون حساب .