لأنني امرأة

هيام فـــاروق

بقلم:هيام فاروق
كم أنا فخورة حقاً أن أرى هؤلاء النسوة (مريم المجدلية, ومريم أم يعقوب, وسالومة) أن لا يفوتهن عمل الواجب نحو مَن أحبوه، فلم ينسّين أن يشترين مستلزمات تحنيط جسد يسوع عندما انتهى يوم السبت أي في تمام الساعة السادسة بعد غروب الشمس, ولأن لم يكن هناك وقت لتحنيط جسد الرب قبل دفنه لأن السبت كان قد أزف قامت النساء باكراً جداً وذهبن إلى القبر ليقمن بتلك العادة وهي تـُعتبر الخدمة الأخيرة لمن أحببنه وأحبهن ولكنهن كن محتارات فيما بينهن مَن سيرفع الحجر, فالقبور كانت عبارة عن فتحات منحوتة في الجبل وأمام فتحة القبر كان يوجد مجري حيث يُوضع فيه حجر دائري أكبر بكثير من طاقة النسوة لكي يدحرجنه ولكن عندما وصلن إلى القبر وجدنه قد دُحرج ووجدن داخله ملاكاً على هيئة شاب أخبرهن بأعظم خبر أنه (ليس ههنا)... لقد قام يسوع المصلوب..!! مر 16 : 1 – 8
هناك شيء واحد مؤكد وهو أن الحبيب قد قام، فالقيامة هي التي وهبت القوة لنسوة خائفات وأعطت الفرح لتلاميذ حزانى... كما جعلت وجود كيان مسيحي (شعب الكنيسة) لا تستطيع قوى الشر التغلب عليه.
فمن القيامة أدركنا أن يسوع ليس شخصاً موجوداً في الكتب ولكنه إله حي، فالذكرى مهما كانت عزيزة لشخص عزيز علينا نجد أن الزمن كفيل بأن يخفف من حدة هذه الذكرى لكن يسوع بقيّ لا كذكرى بل كحضور كامل موجود, إنه ليس شخصاً ندرسه ولكنه شخص حيّ نعيش معه لحظة بلحظة لذلك فإن الإيمان المسيحي إيمان حيّ فنجد حقائق وإعلانات جديدة يكشفها لنا يسوع في حياتنا كل يوم.
ويذكر إنجيل يوحنا أن مريم المجدلية هي أول من متعت عيناها برؤية المخلص حيث يقول المفسرون أنها ربما تأخرت أو سبقت باقي النسوة عندما دخلن القبر ووجدنه فارغ وفي هذه اللحظة تقابلت مع رب المجد حيث كانت المرأة الوحيدة التي تحملت مسئولية إبلاغ التلاميذ بما حدث, أنه موقف صعب جداً على امرأة أن تتحمل رؤيتها لرب المجد والجري مسرعة لتبليغ هذه الرسالة "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني لم أصعد بعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" تقول بعض التقاليد أن مريم المجدلية قدمت بيضة كانت تخفيها في ملابسها لتؤكد بها حقيقة القيامة حيث أن الكائن داخل البيضة يخرج دونما أي حاجة لأحد أن يفتح له ويخرجه.. لذا صارت البيضة علامة من علامات عيد القيامة.
المجدلية أطاعت المسيح وقد كانت عاطفية ومشاعرها ملتهبة بالحب والدليل على ذلك أن عشرة ألسنة قالت لتوما قد رأينا الرب ولم يصدق ولكنها صدقت بمجرد كلمة رب المجد لها (لماذا تبكين)..
احتاج توما أن يلمسه لكي يتأكد من قيامته.. أما هي فيكفيها أن يناديها يسوع باسمها.. فيوقف نزيف دمعها.. إن مرض الشك يصيب الإنسان في فكره وقلبه وعقله.. فيحتاج أن يلمس المسيح ويتلامس معه... ولكن المرأة سمعت خبر القيامة من فم الملائكة.. (يو20: 10-15) أما الرجل عرف قيامة المسيح من فم المرأة (28: 8، 9) فأعطى للمرأة أن تكون للكارزين كارزة وللمبشرين مبشرة.
ما أصعب حال المرأة قبل قيامة المسيح.. حقاً عظيم هو إيمانها.. ففي بشارة المجدلية نرى جوهر المسيحية "لقد رأيت الرب" نحن نعرفه وقوة قيامته والحياة الممتعة معه, المسيحية لا تعني أننا نمتلك القدرة أن نتكلم ونتحاور مع الآخرين عنه ونحاول أن نقنعهم به لكن المسيحية تعني أننا نُكون شهود له في يومياتنا وتفاصيل حياتنا.. حيّ فينا وفي حياتنا وفي كياننا....
فإن كانت حــواء هي أول من أوقعت البشرية في الخطية.
لكنها هي أول مَن بشرت بتبريــــــــــــــــــر البشـــــرية.! 
وكل عام وأنتم بخير و إدارة موقعنا المبارك وإخوتي القراء بصحة وعافية وأنتم مغفوري الخطايا والزلات من قِبَل مراحم الرب.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع