مايكل فارس
تقرير/مايكل فارس خاص الأقباط متحدون
•جيري ليتش.. أمريكا لها اهتمامات أخرى غير الشرق الأوسط.
•العلاقات المصرية الأمريكية متشابكة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
أقام مركز الدراسات الأمريكية بجامعة القاهرة (المنتدى المصري الأمريكي) في ورشة عمل تحت عنوان (العلاقات المصرية الأمريكية الإشكاليات وآفاق التفعيل).
وأكدت د. نورهان الشيخ مدير المركز إن الورشة جاءت في إطار تفهم دور العلاقات بين البلدين لتقريب الرؤى، وقد شارك في الورشة لفيف من الشخصيات السياسية والأكاديمية وأساتذة الجامعات وقد بدأت الورشة بكلمة افتتاحية من أ.د. نورهان الشيخ و أ.د. عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تشرح طبيعة العلاقات بين البلدين....
وبعدها شرح د. علي الدين هلال الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية نظرته في أوباما، وقال أن أوباما له أبعاد معينة في المنطقة العربية، وقال أن أوباما له اعتراض على مبادرة السلام العربية ومصر لم تأخذ حجم في حديثه.
وأضاف أنه لا جدوى من تعيين ميتشيل مستشار الشرق الأوسط حيث أن تقرير الكونجرس الأمريكي وتقرير سابان هم اللذان حددا الملامح الرئيسة لتحركات الإدارة الجديدة حيث أوضح التقرير على ضرورة تشجيع مصر والسعودية للضغط على حماس في المقابل قبول المبادرة العربية للسلام.
وأشار إلى أن العلاقة المصرية الأمريكية أصابها الفتور في إدارة بوش السابقة لعدة أسباب وهي:
1) لتوقف عمليات السلام في الشرق الأوسط.
2) الخلافات بين أمريكا ومصر حول حقوق الإنسان في مصر وتفعيل الديمقراطية.
3) الخلافات بينهم بخصوص حرب العراق حيث مصر كانت رافضة للحرب.
وتساءل كيف تجذب مصر اهتمام أوباما؟
وكيف تضع مصر أوباما كشخص والإدارة الأمريكية للتعاون الوثيق مع مصر وتقنعهم أن مصر هي حجر الأساس لنجاح السياسة الأمريكية في المنطقة.
وأجاب على هذا التساؤل حيث وضح الخطوط العريضة التي على مصر تنفيذها وهي:
1) أن تعرف مصر ما هي الاهتمامات الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية.
2) أن تلتحم مصر مع كل المؤسسات الأمريكية من نقابات وهيئات وليس فقط المؤسسات الرسمية.
3) أن تعطي مصر لأمريكا انطباعاً بأن هذه الرؤية المصرية هي محل تأييد شعبي، وأشار أن ذلك مهم جداً الآن لأن أوباما مهتم بتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي.
ومن جانبه أكد د. السيد أمين شلبي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إنه لكي تتطور العلاقة المصرية الأمريكية لابد من عدة محددات وهي:
1) البحث بين الطرفين على السلام المشترك في الشرق الأوسط.
2) أن تعتبر أمريكا إن الأمن في الخليج يكون بمشاركة مصرية مع الائتلاف الدولي.
وأضاف إن سبب تدهور هذه المحددات هي حرب العراق حيث جاءت ضد النصائح المصرية.
وتساءل.. ما هو المتوقع من إدارة أوباما؟
1) سياسة متماسكة تجاه عملية السلام تقوم في الإنصاف بين سياسة أمريكا الداخلية والخارجية ووضع الأمن الأمريكي في المقام الأول.
2) الخروج من المستنقع العراقي والمساعدة على أمن العرق.
3) معالجة حكيمة في البرنامج النووي دون اللجوء للحرب.
وأكد أن على مصر في هذه المرحلة أن تبني لنفسها دور فعال في المنطقة يقنع الولايات المتحدة بها وبناء نموذج ديمقراطي سليم في مصر.
وأكد د. جيري ليتش مدير مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة الأمريكية إن إدارة أوباما لها اهتمامات أخرى مهمة ليس فقط الشرق الأوسط مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والموجودة بكثافة في مصر ولكنها مهدرة.
ومن جانبه أكد أ.د. محمد كمال الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن إدارة أوباما ستأخذ إدارة واقعية وليست أيدلوجية لذا فما كان يتبناه بوش سينتهي مثل الحرب على الإرهاب حيث أن خطابات أوباما لم يحدد فيها الإرهاب كمحدد أساسي للعلاقة مع الدول بل أكد أنه سيلجأ للحوار ليس مع الأصدقاء فحسب بل مع الأعداء وهو يريد الانسحاب من العراق وتفعيل الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط عن طريق أرض الواقع وليس من نظره أيدلوجية حيث لا يمكن فصل الديمقراطية عن التعليم والثقافة الشعبية وغيرها.
وحدد طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية في عدة نقاط وهي:
1) الأساس الدبلوماسي يعتمد على السلام والذي دخلت فيه إسرائيل طرفاً ثالثاً بعد كامب ديفيد العراق والقضايا الإقليمية في المنطقة والتي تختلف فيها الرؤية المصرية عن الأمريكية في إدارتها.
2) الأساس الاقتصادي حيث أن أمريكا هي الشريك الاقتصادي الأول لمصر في كل دول العالم ويليها الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى المعونات الأمريكية لمصر والتي تقلصت إلى 200 مليون دولار وهو ضئيل حيث يصرف فيه 110 مليون للصحة والتعليم و45 مليون لمشاريع الديمقراطية و44 مليون تحويلات نقدية للاقتصاد.
3) الأساس العسكري حيث تشترك مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية في تدريبات مشتركة وخبرات مشتركة بل وصنع أسلحة مشتركة بالإضافة إلى المعونات العسكرية الأمريكية لمصر.
وأشار إلى تدهور العلاقة بين الطرفين في عهد بوش والتي من أسبابها هي مطالب محللون من الكونجرس الأمريكي بتخفيض المعونة الأمريكية ووقف التفاوض بخصوص التجارة الحرة بين البلدين.
وأكد د. محمد مجاهد الزيات نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن التباين بين العلاقات المصرية الأمريكية وضح هذه الآونة أيضاً بسبب:
1) غزة، ففي حين أن مصر تتحدث عن مصالحة الفصائل الفلسطينية إلا أن أمريكا تريد الضغط على حماس.
2) كما أن الاتفاق الأمني السابق بين أمريكا وإسرائيل والتي لم تشارك فيه مصر والذي مس الحدود المصرية لضبطها بالإضافة إلى الحديث عن جماعات تهريب السلاح عبر سيناء والذي يعد شأن داخلي مصري.
3) مزاعم أمريكا بإنشاء دول تحالف جديدة مثل سوريا وإيران واللذان كانا محور الشر سابقاً.
4) أمريكا تريد الانسحاب الآن من العراق وتركها لإيران فارغة لكيفية التصرف فيها.
وتساءلت د. منار الشوربجلي الأستاذة بالجامعة الأمريكية قائلة.. ما علاقة الولايات المتحدة بالإفراج عن أيمن نور؟ حيث أكدت في إجابتها أن أوباما لن يقدم هدايا مجانية وإن طرح هذا السؤال في مصر يدل على دلالات خطيرة مثل ربط العلاقة بين مصر وأمريكا بأيمن نور وهذا ليس صحيح حيث أن أوباما لن يقدم هدايا مجانية خاصة أن لم يكن هناك أوراق مصرية للعلب -على حد قولها- وأكدت أن هذه الأوراق متمثلة في:
1) العافية الذاتية المصرية.
2) حضور مصري إقليمي قوي أكثر صلابة متعدد العلاقات مع مختلف الدول حتى التي تختلف معها أمريكا.
وأنهت د. نورهان الشيخ الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة القاهرة الندوة في توصيات وهي:
1) الفترة الماضية أصابها الفتور في العلاقات المصرية الأمريكية.
2) مصر لم تحظي باهتمام كافي في خطاب أوباما.
3) لابد من فتح الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة التأكيد في التوجيهات الأمريكية الايجابية في المنطقة.
4) إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية على ضوء المتغيرات الجديدة والانفتاح على كل الولايات المتحدة الأمريكية بكافة ولاياتها وليس الولايات الكبرى فقط وليس المؤسسات الرسمية فقط.
5) ضرورة التعاون العلمي والتكنولوجي المشترك.
http://www.copts-united.com/article.php?A=177&I=5