الجزيرة
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه فخور بما تقوم به البحرية الأميركية في مواجهة القراصنة في الصومال، مشددا على أن بلاده التي "تحارب القرصنة"، كانت تضع إطلاق سراح القبطان الأميركي على رأس اهتماماتها.
وقال أوباما "لقد حان الوقت لنضع حدا لهذه الأزمة، إنها أزمة علينا أن نستيقظ".
يأتي ذلك في حين توعد القراصنة بالانتقام لرفاقهم الذين قتلوا على يد قوات أميركية وفرنسية أثناء عمليتي تحرير منفصلتين لرهينة أميركي ويخت فرنسي.
وقال أحد القراصنة "منذ اليوم إذا قمنا بأسر أي سفينة وقامت بلادها بمهاجمتنا فسنقتل الرهائن الموجودين لدينا"، في إشارة إلى نحو 230 رهينة أجنبية ما زالوا مأسورين لدى القراصنة الصوماليين، واستدرك قائلا في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس "الولايات المتحدة منذ اليوم أصبحت العدو رقم واحد بالنسبة لنا".
بدوره اتهم عبدي غاراد -الذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بأنه أحد قادة القراصنة- الأميركيين الذين وصفهم بالكذب بأنهم قتلوا رفاقه رغم التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح قبطان أميركي دون فدية.
وكان خمسة قراصنة قد لقوا مصرعهم، ثلاثة منهم أثناء عملية تحرير ريتشارد فيلبس قبطان السفينة ميرسك ألاباما أمس الأحد، واثنان في عملية تحرير رهائن يخت فرنسي جرت الأسبوع الماضي.
وهوجمت السفينة الأربعاء الماضي لكن طاقمها المؤلف من عشرين أميركيا قاتل القراصنة على ما يبدو واستعاد السيطرة عليها، غير أن قبطانها وقع تحت سيطرة القراصنة وقالت مصادر أميركية إنه تطوع بذلك حرصا على سلامة طاقمه.
وقال رئيس قيادة البحرية المركزية الأميركية في تصريح صوتي للبنتاغون من البحرين إن الرئيس أوباما أعطى صلاحية قتل القراصنة الصوماليين الذين كانوا يحتجزون القبطان الأميركي، معتبرا أن القائد العسكري تحرك حينما استنتج أن القراصنة على وشك قتل القبطان.
الأميركيون سيندمون
لكن قرصانا يدعى حسين ردّ على ذلك مؤكدا لوكالة رويترز أن الأميركيين والفرنسيين سيندمون على أنهم فتحوا باب القتل.
وقال حسين إن القراصنة لم يقتلوا أحدا، واقتصر عملهم على الحصول على فدى، لكنهم اعتبارا من الآن سيغيرون مسلكهم تجاه الأميركيين والفرنسيين.
كما نقلت رويترز عن عبد الله شيخ أبو يوسف المتحدث باسم جماعة أهل السنة والجماعة أن "مقتل ثلاثة من آلاف القراصنة لن يكون من شأنه سوى تصعيد القرصنة".
وتأتي هذه التطورات لتزيد من المخاطر في الممرات الملاحية الواقعة قبالة الصومال التي تعمها الفوضى بسبب حرب أهلية استمرت نحو 18 عاما في البلاد، ولم يقلل منها توافد أساطيل العديد من الدول الكبرى إلى المنطقة.
ومع تصاعد أعمال القرصنة في الأشهر الأخيرة، حرص القراصنة دائما على التعامل بشكل جيد مع رهائنهم حيث تركز اهتمامهم على تحصيل أموال، بعدما باتت القرصنة عملا مربحا فضلا عن تأكيد بعضهم أنهم يقومون بهذا العمل حماية لسواحل بلادهم من الأجانب.
وبعد فترة هدوء في مطلع العام الجاري عاد القراصنة للنشاط بشكل مكثف، وهم الآن يحتجزون أكثر من عشر سفن على متنها نحو 260 رهينة بينهم ما يصل إلى مائة من الفلبين.
ترحيب وتعهد
وكان أوباما قد تعهد بمكافحة القرصنة وذلك لدى ترحيبه بنجاح عملية تحرير القبطان الأميركي التي وفرت عليه عبء أزمة أخرى في السياسة الخارجية تضاف إلى الانهيار الاقتصادي الأميركي فضلا عن التورط في كل من أفغانستان والعراق.
وبدورها أشادت الحكومة الصومالية الوليدة بالإفراج عن الرهينة الأميركي، وقال وزير الخارجية محمد عبد الله عمر إنه "ليس مندهشا من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأميركية لإنقاذ مواطنها وضمان أمن شعبها".
وكرر الوزير النداء من أجل الحصول على مساعدات دولية لتعزيز قوات الأمن التابعة للحكومة الصومالية حتى تتمكن من التصدي للقراصنة بنفسها.
يذكر أن الحكومة الصومالية لا تحظى بقبول من جانب جماعات إسلامية متشددة، علما بأنها لا تسيطر إلا على العاصمة مقديشو تقريبا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1764&I=47