سامح سليمان
بقلم : سامح سليمان
يكتشف الطفل مرجعياته فى الحياه اليوميه ، وفى الملاحظات التى يوجهها له والداه، ويشكل بذلك تدريجياً فكره عن هويته الشخصيه .
فى معظم الأوقات يضطر الولد إلى التعايش مع الصوره التي يكونها عنه والداه .وقد تعرضنا جميعاً لمثل هذه الكلمات القاسيه " لست
سوى أنانى " ، " لن تنفع فى الحساب " . إن هذه الأحكام المبرمه التى تردد بأنتظام تقيد الأولاد فى الحكم الصادر بحقهم وتتخذ الجمله الصغيره المسمومه صفة النبوءه . فمن باب الولاء للأهل ، يفضل الولد طاعة أبويه وأستخدام طاقته فى تحقيق مشروع حياه لا يخصه .
1 _ " أنت مقرف حقاً " تصرخ أحدى الأمهات وقد أغضبها ألحاح أبنها المتواصل فى السوبر ماركت .
من الضرورى تفادى مثل هذه العبارات مهما كان الظرف ، فهى تنزل مرتبة الوالد أو الوالده إلى مستوى رفيق السوء .
الكلام البذئ هو تعبير أنفعالى سلبى يريح قائله ولكنه لا يريح بالتأكيد الشخص المستهدف ، ولا سيما إذا كان هذا الشخص هو ولدكم .
إن الوالد ( أو الوالده ) الذى يستخدم كلاماً بذيئاً لإسكات ولده يخلق عنده شعوراً قوياً بأنه منبوذ ، إضافه إلى شعوره بالذل والخزى .
2 _" هل أنت بلهاء أم ماذا ؟ " إن الأكثار من أستخدام كلمة غبى أو ابله يشير إلى وجود أضطراب عاطفى نفسى عند الوالدين ،
يمكنه أن يؤدى إلى إصابة الطفل بنقص عاطفى شديد الخطوره . فى وقت لاحق ستملأ الفتاه جسمها لملْ هذا الفراغ من خلال البوليميا
( الشراهه المرضيه ) أو تجبر نفسها على التقيؤ لأفراغ الحمل الزائد الذى تشكله كلمة بلهاء ومغفله وغبيه التى امطرتها بها أمها .
وكما الفتاه كذلك الفتى ، فالفتى الذى يسمع والده يصفه بالأبله ليس بحال أفضل من الفتاه ، إلا أن العواقب تكون مختلفه .
3 _" هذا الطفل حياتى كلها . وقد اردت كثيراً أن يصبح كاملاً ـ مثالياً ـ عندما يكبر "
نحن هنا فى قلب أيديولوجيا الطفل الكامل . فليلمع ويتألق لكى اتألق معه ! لبس لهذا الطفل أى حياة خاصه ، إنه حياة أمه وأبيه ولا يستطيع أن يتنفس إلا من خلالهما .عليه أن يكون الوجه الأخر للعمله،الوجه الأخر لعدم كمال أو نقص الوالد،أو الوالده، أى الكمال بعينه.
ليس للطفل أى وجود بحد ذاته،إنه شئ ، عبد ، طفل مستنسخ ، إنه عامل يرفع من نوعية حياتهم . إن هذه الطريقه فى إظهار حبكم له ليست سوى مظهر من مظاهر عبادة الذات لا أكثر ولا أقل ، حب مفرط للذات عبر الطفل .
" الكلمات تغير الحياة . فعندما تتالى فترات النهار على الأم مصحوبه بالتصادمات والمعارضه العنيفه والغضب والدموع، فإن حياتها اليوميه تصبح شديدة الوطأه ويبدو دورها كأم بغيضاً مقيتا . كلماتنا هى التى تؤثر فى الصوره التى نكونها عن ذواتنا وفى الصوره التى نظهرها لمن حولنا، لذلك فمن الأجدى والأنفع لنا أن نراجع كلامنا ونعدله . وبغض النظر عن تحسين فهمنا لأنفسنا وللأخرين، تساهم الكلمات فى جعلنا نشعر بالراحه مع أنفسنا ، وبالراحه فى دورنا كأهل . والأهل الذين يشعرون بالراحه مع أنفسهم يربون اولاداً طيبي النفسيه . إن نجاح أولادكم رهن بكلماتكم . "
" عن كتاب : ـ كلمات نقتل بها أولادنا : جوزيف وكارولين ميسينجر . "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=17571&I=437