مثقفون يؤكدون أن حرية الإبداع ركيزة أساسية للتقدم الليبرالي

عماد خليل

كتب : عماد خليل - خاص الاقباط متحدون 
أقام اتحاد المحامين الليبراليين ندوة الإبداع ضمن سلسلة ندوات الليبرالية بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش نومان" الألمانية وقال شادي طلعت مدير الندوة، "إن الندوة تختلف عن كل ما سبق من سلسلة ندوات الليبرالية وتحديات المستقبل حيث أنها هذه المرة تتطرق إلى جزء فني ولكنه هام بالنسبة للفكر الليبرالي الذي يحمي و يقدر الإبداع، والذي بدونه لا تقوم نهضة للأمم، وهذا هو الفارق بين مصر والدول التي سبقتنا في الحضارة علميًا وسلوكيًا.
ونحن نتحدث عن حرية الإبداع اليوم فإن إهتمامنا ينطلق من إدراكنا لأهمية الإبداع أولاً و للعقبات التي تواجه المبدعين ثانيًا"
 
وقالت ماجده خير الله الناقدة السينمائية "في الواقع أنني لست متفائلة أن يأتي يوم ويصبح المبدعون فيه أحرارًا، فالمناخ العام في مصر لا يوحي بأي أمل قادم لكافة مجالات الإبدع، موسيقية كانت أم في الرسم أم في السينما .. إلخ
وأول أزمات الإبداع في مصر هو وجود رقابة من الدولة على أعمال المبدعين، و هي رقابة غير مبررة من الدولة بتبرير يقبله العقل!

كما أشرات إلى أن هناك تيارًا قويًا داخل مجلس الشعب لا ينشغل إلا بما يصدر عن المبدعين، و تارة نرى أعضاء المجلس يطالبون مرة برفع أفلام من دور العرض السينمائي بل وصل الأمر إلى أن بعضهم مؤخرًا طالب بضرب الرصاص على من يحاولون التظاهر بالطرق السلمية !
 
واستطردت قائلة أنا لا أعلم لماذا يطالب البعض في السينما على سبيل المثال برفع أفلام من العرض!؟ و لماذا يعتدون على حرية الآخرين في تلقي رسالة ما من عمل فني حتى و إن اختلفت مع من يعارض تلك العمل!؟
و من أهم الأسباب أيضًا اتجاه الصحافة إلى مهاجمة المبدعين! و نذكر معًا فيلم "الحب قصة أخيرة" للمخرج رأفت الميهي مع أنه من الأعمال الفنية الرائعة إلا أن الصحافة كانت شديدة الهجوم عليه!
وأنا أرى – والكلام ما زال للناقدة ماجدة خير الله - أن منع إبداع نوع من العدوان على المبدعين وتعدٍ على حق أصيل من حقوق الإنسان، فالمبدعون في مصر يتعرضون لخطر شديد، فلطالما وُجهت إليهم اتهامات عديدة منها على سبيل المثال تكفيرهم!

ومنع المبدعين من طرح الرؤى الخاصة سيكون له تأثير سلبي على المناخ الإجتماعي والسياسي والإقتصادي أيضًا، إذ أن المبدع ليس بشخص عادي بل إنه يختلف عن الآخرين، فللمبدع نظرة مستقبلية لا تتوفر للأشخاص العاديين.

في النهاية أود أن أقول أن العدوان على المبدعين يؤدي إلى إفساد المجتمع بصورة أكبر من الفساد الموجود بالفعل، وأرى أنه لن ينصلح حال المجتمع إلا بإفساح مجال الحريات للمبدعين وإطلاق العنان لهم".
 
ثم تحدث الأستاذ والناقد السينمائيالأستاذ والناقد السينمائي  طارق الشناوي   طارق الشناوي قائلاً : "إن عنوان المحور الذي أتحدث فيه وهو "رؤية تحليلية لحل أزمة حرية الإبداع في مصر" موضوع صعب وأستطيع أن أقول لكم في البداية أنني لا أرى أي تفاؤل أو أي طريقة تصلح لحل تلك الأزمة !
فالأزمة في مصر شديدة و مصر من دول العالم الثالث وهذه الدول أصبحت مجبرة في اللآونة الأخيرة على أشياء ضد رغبة أنظمتها بسبب الإعلام وتطور وسائل التكنولوجيا الخاصة بالإعلام عن طريق الفضائيات والإنترنت.

حيث أصبحت كافة دول العالم الثالث تتعرض لفضح كافة أساليبها القمعية بالصوت والصورة، والتطور التكنولوجي الإعلامي الموجود حاليًا قد أصبح خارج نطاق سيطرة أنظمة دول العالم الثالث! وكان سببًا في خلاص شعوب كثيرة من أنظمتها الإستبدادية، وقد أدى ذلك إلى رفع سقف الحريات عما كان عنه في دول العالم الثالث ومنها مصر والتي يعاني المجتمع فيها من قيود على الحريات !

وأصبحت نبرة التصريحات الصادرة عن الدولة تأخذ أشكالاً دبلوماسية مثل تصريحات الوزير فاروق حسني مثلاً عندما وجه إليه أحد الصحفيين سؤالاً حول أسباب عدم عرض أفلام إسرائيلية بالرغم من المعاهدات والاتفاقيات المُبرمة بين كل من مصر و إسرائيل ؟ فأجاب أن السبب الرئيسي يرجع إلى الأمن إذ أن هناك من يتربصون بإسرائيل من بعض العناصر الموجودة في مصر، والتي من الممكن أن تتصرف أي تصرفات قد تضر بالمواطن الإسرائيلي!

لقد أصبحت مصر الآن بحاجة ماسة إلى تحسين صورتها الدولية، فالدول لا تسعى لأن تكون صورتها في مجال الحريات سيئة أمام العالم، وهناك ضغوط دولية على مصر من أجل الديمقراطية، ولا يوجد إبداع بدون ديمقراطية فكلاهما مترابطان ولا يفترقان، وأنا أراهن على الزمن القادم وأن حرية الإبداع ستأتي رغم كل شيئ ولكن مع استمرار العمل عبر الانفتاح الواسع في الإعلام الجديد والفضائيات والتي حتمًا ستجبر الدولة على رفع أيديها عن المبدعين.