جرجس وهيب
بقلم: جرجس وهيب
منذ فترة كبيرة وأنا عاكف على دراسة موقفي من مختلف المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية والذين أعلنوا رغبتهم فى خوض هذه الانتخابات حتى الآن والتي ستُجرى نهاية العام القادم ومن الذي سأعطي لة صوتي وأدعو له بين أسرتي و أقاربي وأصدقائي ومن يسألني، وأبرز هولاء المرشحين هم السيد الرئيس محمد حسني مبارك (مبارك الأب) أو السيد جمال مبارك (مبارك الابن) الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني، والدكتور محمد البرداعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأستاذ حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي حزب الكرامة تحت التأسيس، والدكتور أيمن نور المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عام 2005 والحاصل على المركز الثاني فى عدد الأصوات بعد الرئيس مبارك وعضو مجلس الشعب السابق ومؤسس حزب الغد.
فالمتأمل فى هذه الأسماء التي أعلنت رغبتها فى الترشيخ للانتخابات العام القادم وعلى دراية بقواعد الترشيح والتى تتطلب إما أن يكون مرشح لحزب رسمي من أحزاب المعارضة المُعترف بها إما أن يحصل على موافقة عدد كبير من أعضاء مجلسي الشعب والشورى أو المجالس الشعبية بكافة مستوياتها المحافظة والمركز والمدينة والقرية، يرى أنه لايجوز للسيد حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي حزب الكرامة تحت التأسيس واقعيًا الترشيح لهذه الانتخابات لأن الحزب الذي ينتمى إلية لم يحصل على الموافقة الرسمية، ومن الصعب بل من المستحيل الحصول على الأعداد المطلوبة من أعضاء المجالس الشعبية وخاصةً أن هذه المجالس يسيطر عليها الحزب الوطني بأغلبية كبيرة، والدكتور أيمن نور لن يستطيع الترشيح لأنة سجن بقضية تعتبر فى نظر القانون مخلة بالشرف وهى قضية تزوير التوكيلات الشهيرة والتى سُجن بسبها عدة سنوات، فيبقى كل من مبارك الأب أو الابن والدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فالدكتور محمد البرادعى سيرته الذاتية ناصعة البياض فى مجال الطاقة الذرية ولكن هل يؤهله ذلك ليكون رئيسًا للجمهورية؟ من وجهة نظري الخاصة لا يصلح.
فالدكتور محمد البردعي عاش أغلب سنوات عمره خارج مصر وغير مُلم بقضايا ومشاكل واحتياجات المصريين، وهوشخصية مدنية وليس من خلفية عسكرية، فأعتقد أن كثير من المؤسسات السيادية فى الدولة لن تتعاون معه إذا فاز فى الانتخابات، بل قد تتلعب به هذه المؤسسات.
فضلاً على أن الدكتور محمد البردعي ليس له اتجاه أو رأي واضح فى كثير من الأمور السياسية، كما أن آرائه من بعض القوى السياسية تثير خوفي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.
فقد أعلن منذ فترة عن موافقته على إنشاء حزب للإخوان المسلمين - يعني حزب ديني - وعلى انخراطهم فى الحياة السياسية، وهذا يعني أنه لو فاز البرادعي وأُجريت فى عهده انتخابات برلمانية حرة ونزيهة سيفوز بكل تأكيد الأخوان المسلمون باكتساح، وليس من المستبعد أن يشكل الإخوان الوزارة وما أدرانا بالإخوان، فالإخوان يؤمنون إيمانًا كاملاً بفكرة القومية العربية والدولة الإسلامية، فمن المتوقع بعد فوز الإخوان فى الانتخابات أن تتحول مصر إلى إمارة إسلامية، وتعود الخلافة الإسلامية مرة أخرى إلى مصر.
كما يؤمن الإخوان بأنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم مما يعني استبعاد أكبر للمسيحين من المناصب القيادية أكبر مما نحن عليه الآن، كما أن الإخوان يفضلون أن يكون رئيس الجمهورية مسلم ماليزي على أن يكون مسيحيي مصري، كما أعلن رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان بمجلس الشعب مواقف الجماعة من بناء الكنائس خلال برنامج فى الممنوع منذ عدة سنوات مع الإعلامي الراحل مجدي مهنا والذي يتلخص في أنه لا يجوز بناء كنائس جديدة فى المدن الجديدة والاكتفاء بالكنائس الموجودة، ولا يجوز بناء الكنائس التي تتهدم فالشروط التعجيزية التي تفرضها الدولة الآن على بناء الكنائس أهون بكثير مما قد يفرضه علينا الإخوان إذا وصلوا للحكم.
فالقضية ليست في الدكتور محمد البرداعي ولكن إن البرداعي ليس له اتجاه معين ويحاول أن يكسب كافة التيارات السياسية وهذا مستحيل فى السياسة، فلابد أن يكون له رأي محدد وخاصة من الإخوان ويُعلن رأيه صراحةً فى العديد من القضايا الهامة وخاصة موقفه من الأقباط وبناء الكنائس وتولي الأقباط المراكز القيادية.
ولذلك سأعطي صوتي لمبارك الأب أو الابن ولكن بشروط سأذكرها فى المقال القادم وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية
http://www.copts-united.com/article.php?A=17305&I=430