ميرفت عياد
د. عادل غنيم: ثورة 1919 نموذج حي للتآخى والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد
يجب نشر الوعي التاريخي بين أبناء الوطن.
تهتم الجمعية بتطوير الدراسات التاريخية ونشر الوثائق الهامة.
"المجلة المصرية التاريخية " أقدم المجلات العلمية في مجال الدراسات التاريخية.
الأمة التي ليس لها تاريخ لا تحسب من الأمم المتحضرة.
حاول الاستعمار تفريق عنصري الأمة ليثبت أقدامه.
أنا مسلم قبطي.
أجرت الحوار: ميرفت عياد - خاص الاقباط متحدون
تأسست الجمعية الملكية للدراسات التاريخية بمرسوم ملكي في 30 يوليو 1945، وبعد قيام ثورة يوليو 1952، تغير اسمها إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وقد اتخذت من مكتب المؤرخ محمد شفيق غربال بوزارة المعارف العمومية مقرًا لها، وظلت الجمعية تنتقل من مكان إلى آخر إلى أن استقرت الجمعية أخيرًا في مقرها الحالي بالحي الثامن بمدينة نصر بعد أن قام سمو الشيخ الدكتور"سلطان بن محمد القاسمي" حاكم الشارقة بالتبرع ببناء هذا المقر لها وتفضل بافتتاحه في عام 2001 بحضور نخبة كبيرة من المثقفين المصريين، ولأهمية هذه الجمعية التي تعد أقدم جمعية تأسست في هذا المجال، كان لـ "الأقباط متحدون" حوار مع دكتور عادل غنيم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
-ما هو الهدف من إنشاء الجمعية؟ وما هي الأنشطة التي تقوم بها؟
-الهدف من إنشاء الجمعية هو النهوض بالدراسات التاريخية، ونشر الوعي التاريخي بين أبناء الوطن. والحقيقة أن الجمعية تقوم بالعديد من الأنشطة مثل تنظيم الدراسات التاريخية وتشجيعها، وخاصة فيما يتعلق بتاريخ مصروالعرب، وجمع الوثائق والمصادر والمذكرات التاريخية الخاصة بالتاريخ المصري
والعربي، إلى جانب نشر البحوث والمؤلفات المتصلة بالدراسات التاريخية، والمساهمة في خدمة البيئة والتنمية الاجتماعية فيما يتصل بالمجالات التاريخية.
-هل الجمعية تقوم بإصدار أي مطبوعات أو مجلات؟
-نعم.. لقد أصدرت الجمعية العديد من المطبوعات في مناسبات تاريخية مختلفة، كما شجعت أصحاب الأقلام الجادة من المؤرخين لتبني نشر بعض مؤلفاتها رغبة منها في تطوير الدراسات التاريخية ونشر الوثائق الهامة، وأذكر منها على على سبيل المثال لا الحصر (مصر في عهد محمد علي – الدين والدولة في العالم العربي – التقاء الحضارات في عالم متغير – الفكر العربي عبر العصور بين الأصالة والإبداع).
-كما تقوم الجمعية بإصدار "المجلة المصرية التاريخية" التي تعد أقدم المجلات العلمية في مجال الدراسات التاريخية، وقد تم صدورها منذ عام 1948 وحتى الآن بصفة منتظمة، وإن كانت قد اقتصرت في السنوات الأخيرة على مجلد واحد سنويًا، وتهدف هذه المجلة إلى نشر الأبحاث والوثائق والخرائط والصور المتعلقة بالتاريخ المصري والحضارة المصرية وعلاقات مصر الخارجية، إلى جانب تقديم النقد العلمي للمؤلفات التي تظهر في مصر أو الخارج عن التاريخ المصري.
-هل الجمعية تقدم جوائز للمتميزين في مجال الدراسات التاريخية؟
-تمنح الجمعية جائزة عبد الحميد العبادي لأول خريجي قسم التاريخ بإحدى كليات الآداب، وجائزة محمد شفيق غربال لصاحب أحسن رسالة ماجستير في التاريخ الحديث، وجائزة لطيفة سالم لصاحب أحسن دكتوراه في التاريخ الحديث.
-ما هي أهمية دراسة التاريخ؟
-إن التاريخ هو ضمير الأمة، والأمة التي ليس لها تاريخ لا تُحسب من الأمم المتحضرة، فالتاريخ يُظهر لنا تطور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر العصور المختلفة، والتاريخ هو مرآة الأمم يعكس ماضيها ويترجم حاضرها، ونستلهم من خلاله مستقبلها لذك يجب الحفاظ عليه ونقله صحيحًا إلى الأجيال القادمة.
-هل للدراسات التاريخية دور إيجابي في الحد من الاحتقان الطائفي؟
-من وجهة نظري لا توجد في مصر طوائف، نحن جميعًا مصريون سواءً من يعتنق الدين المسيحى أو الدين الإسلامى، إننا إخوة في هذا الوطن نشارك بعضنا بعضًا الآلام والآمال، ودراسة تاريخنا الحديث والمعاصر تؤكد هذه المقولة، فثورة 1919 على سبيل المثال هي نموذج حي للتآخي والمودة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، حيث كان الشيوخ يخطبون في الكنائس والقساوسة يخطبون في المساجد، أما ما يُثار اليوم من احتقان طائفي فهو أمر غريب على الشعب المصري، فقد حاول الاستعمار فيما سبق أن يستفيد منه في تفريق عنصري الأمة ليثبِّت اقدامه، ولكنه استطاع قبل خروجه من البلد أن يترك لنا بعض النعرات الطائفية التي تثار من حين إلى آخر.
-ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه المؤرخون في هذا الملف؟
-واجبنا جميعًا كمواطنين وكمؤرخين أن نقاوم مثل هذه النعرات وأن نستفيد من التاريخ لإبراز أهم التجارب والأحداث التي تؤكد أهمية التلاحم بين عنصري الأمة، فنحن جميعًا أبناء وطن واحد.
-ما هو الأصل التاريخي لكلمة قبطي؟ وهل كلمة قبطي تدل على من يعتنق الديانة المسيحية فقط؟
-كلمة قبطي أصلها يوناني وهو تعبير مرادف لكلمة مصري، ومن هنا يتضح أن أي مصري هو قبطي، ولنلاحظ أن بعد انتشار الإسلام وعندما كان يذكر اسم أي علم من الأعلام في كتب التراجم يقولون فلان القبطي، أي أنه مازال يحتفظ رغم إسلامه بلقب قبطي، وعلى ذلك، فأنا مسلم قبطي، ولكن اصطلاحيًا في عصرنا الحديث، فإن تعبير قبطي صار ينصرف على من هو مسيحي الديانة من المصريين.
-هل الجمعية التاريخية تقوم بدور فعَّال في تعميق مفهوم المواطنة؟
-اعتادت الجمعية أن تتطرق إلى موضوعات جديدة بعضها يدور في إطار المواطنة وتعميق هذا المفهوم، ولعل هذا يتضح من أسماء بعض الندوات مثل محاضرة ثورة 1919 ودورها في دعم الوحدة الوطنية وتأكيدها، وندوة مصر والوطن العربي عبر العصور.
http://www.copts-united.com/article.php?A=17290&I=430