صرخـة أسى وأمـل

نشأت عدلي

أشكر الفنان أستاذ شفيق والمعلقة الأستاذة مادونا الذان أوحيا لي بهذه الخواطر عن مقالة: زعقة وابور..
أصبحنا كالآلات تتحرك بدون حواس، وفقدنا أهمها بل فقدناها كلها، وفقدنا معها إنسانيتنا وأخلاقياتنا حتى ما يُسمى بشرف المهنة، أصبحت كلمات من ماضي نستنشقه ونسمع عنه وحتى إن حكينا عنه لا ننظر إلا إلى سخرية باسمة على وجوه السامعين.. فأصبحنا في مسيس الحاجة لا إلى زعقة بل نحتاج إلى صرخة قوية تزلزل كيان القلب القابع بداخل صدورنا حتى يتحرك فنتحرك، يقوم من غفوته ليحرك حواسنا ومشاعرنا وإحساسنا، فنحس بما وقع علينا من ظلم وطول إهمال، فيفكر العقل ويتكلم اللسان، تنحل عقدته وتنفك قيوده، تنزل الغشاوة من على عيوننا فنرى وننظر جيداً ما يحدث حولنا، ننتزع سدّادة الأذن لكى تسمع بوضوح وتعي.. نتعلم الدرس الذي نسيناه وطال زمن نسيانه...

- نصرخ أمام الحكومة لنقول لها إلى متى تعتصرينا بقهر لا يُحتمل, كفاك لعب بمقدراتنا وإمتهان لكرامتنا وإنسانيتنا.. فكم من وعود.. وكم من أمنيات.. ولكنها قبض الريح.. إلى متى سنظل موجودين في المهملات.. لا وظائف لنا.. لا بناء لكنائسنا.. لا ترميم لها.. شباب بيضيع مننا في كل حادثة من الحوادث المخزية للتعصب الأعمي.. فكم من نداءات وكم من إستغاثات.. ولا مجيب.. "فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" لن يعطينا أحد حقوقنا.. أو يقدمها لنا هبة.. لا بد أن نصرخ مثل الوابور.. يسمعنا واحد.. في الغد إثنان.. وهكذا.. إلى أن نصل بصوتنا لما نريده.. لا بد أن أصواتنا تعلو وترتفع ونطالب بكل حقوقنا المسلوبة..

لن يعطيها لنا أحد.. وربما هم منتظرين أن يعلو لنا صوت.. صوت واحد.. لا أصوات متفرقة، وربما لم يسمعونا لأن أصواتنا باهتة وليست جادة ومطالبنا متفرقة، لا بد أن يكون لنا مطالب محددة ومنظمة.. لا نستجدي حقوقنا ولكن نصرخ لكي نحصل عليها.. يكون لنا صوت واحد عالي يسمعة القاصي والداني.. ولكي يكون هذا لا بد لنا:

- أولاً أن يكون لنا وجود سياسي ملموس عن الإشتراك في الأحزاب المختلفة أو التقابات.
- أن نحافظ على وجود هويتنا من بطاقاتنا الإنتخابية لكي يشعر الكل بأن وجودنا حقيقي وليس من قبيل الكلام، ندلي بأصواتنا التي سيكون لها تأثير في المجرى الإنتخابي.
- مصرين على حقوقنا كمواطنين لهم حقوق في هذه البلد مصرين على نوالها ولا نمل من المطالبة بها أمام كل الجهات المعنية.
- مستعينين بكل من له ثقل سياسي حتى تصل أصواتنا لكل مسئول خاصة صناع القرار, ودائماً الأصوات العالية والمتكررة لا بد أن تُسمع.
- نكف عن الولولة وإنعاء حظنا ونبدأ فى خطوات عملية جادة مستعينين بمن لهم وسيلة من وسائل الحصول على القرار لتتأكد أحقيتنا في هذه البلد.
- أن يكون لنا موقف واحد، نجتمع معاً ونحدد ما نريده كرجل واحد، ليست وقفات متفرقة ومطالب متفرقة، بل كلنا على إختلاف طوائفنا لنا مطالب محددة ومعروفة.
- أن يكون هناك تنسيق بين أقباط المهجر وبيننا متفقين على الخطوط الرئيسية لكل مطالبنا لكي تكون أصواتنا واحدة.

يجب أن نتخلى عن المجاملة التي عن طريقها تضيع كثير من الحقوق، وتكون لنا وقفات جادة نتفق عليها ونحددها ونطالب بها، بل ونصر عليها حتى لو متنا في سبيل تحقيقها أو فقدنا مناصبنا أو حتى استشهدنا حينئذ لا نظهر أما م الله وكأننا مقصرين أو أمام أبنائنا وكأننا متخاذلين.

ولا نترك المشكلة مدّعين أنها سوف تُحل بفعل الزمن...
نصير كلنا يد واحدة متماسكين لنا صوت واحد كزعقة الوابور.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع