هاني دانيال
بقلم: هاني دانيال
تشن الصحف المصرية وخاصة الحكومية منها حملات هجوم قاسية على حسن نصر الله أمين عام حزب الله، بعد الكشف عن خلية إرهابية نائمة في مصر تتبع حزب الله، واقترن ذلك باعتراف حسن نصرالله بأن قائد الخلية عضو بحزب الله، وهي مشكلة كبيرة ستلقى مزيد من التعقيدات على علاقة مصر بالدول المجاورة، وربما تطرح سيناريوهات لم تكن مطروحة من قبل!
الغريب في الأمر أن هناك من يدافع عن حسن نصر الله ويتهم الأمن المصري بتلفيق هذه القضية لحزب الله، وإضعاف المقاومة، والمساعدة في حصار غزة وشعبها لمصالح مشتركة بين المصريين والإسرائيلين، دون أدنى احساس بالمسئولية وخطورة الكلمة!
الأكثر خطورة مما تم القبض عليه الأسطوانة التي كشفت عنها جريدة روز اليوسف مؤخراً والتي أعدها شباب من طلاب الإخوان المسلمين في الجامع الخاصة بمبيعات هذه الأسطوانة من أجل الحصول على مصلحة معينة، وتضم الأسطوانة خُطب لقيادات حماس وطريقة تصنيع القنابل والقذائف بالفيديو، وكيفية تجربة هذه القنابل وفي أماكن معينة، واتباع خطوات معينة حتى لا يتعرض صاحب إعداد القنبلة للضرر.
الآن هذه الأمور قيد التحقيق، ولا بد من قيام الإعلام المصري بفضح هذه المخططات التي ترغب في الوقيعة بين مصر ودول أخرى لتحقيق مصالح معينة لمحور الشر -إيران وسوريا وقطر- حتى ولو على حساب الأمن القومي المصري!
الغريب في هذه المشكلة أن الأمن المصري كشف خيوط هذه الخلية التي كانت ترغب في شراء أماكن تطل على قناة السويس من أجل تقديم معلومات معينة عن الصحف المهمة التي تعبر القناة، وكذلك محاولة شراء المنازل الواقعة على الشريط الحدودي لضمان تهريب أسلحة وزعزعة استقرار البلاد، رغم أن كثير من دول العالم تعتبر حدودها أمن قومي لا يمكن التفريط فيه حتى ولو بمبالغ طائلة، خاصة وأن تأمين هذه الأماكن يعني أن المجتمع به العديد من حوائط الصد لحماية كيان المكان؟!
معروف من يدافع عن حسن نصر الله ومن يعتبره القائد والزعيم ومن يعتبره زعيم العصابة، الآن انكشف خيوط اللعبة في يد الأمن، خاصة وأن موضوع معقد مثل ذلك يحتاج لترتيبات ومعلومات غزيرة كان ينبغى جمعها قبل الكشف عن هذه الخلية، وهو ما فعله النائب العام، مما جعل نصر الله يسرع بالكشف عن هذه الخلية، رغم أنه كان ينكر ذلك قبل ساعات!
الكاتب المعروف فهمى هويدي يدافع عن هؤلاء الذين رهن التحقيقات، ويدافع عنهم باعتبارهم شهداء الأمن وأن هناك حاجة للتروي قبل توزيع الإتهامات، وقدم مثال لواقعة شهدها عصر السادات وثبت بعد ذلك تلفيقها، وحتى القنوات الفضائية التي تابعت الحدث باهتمام كانت قناة العالم.
الآن هناك حاجة لصحوة كبيرة من العاملين في الجامعات حتى لا تنفلت الأمور أكثر من ذلك، ولا بد أن يكون لأجهزة الأمن مناخ جاذب للحديث وزيادة ثقة المواطنين في الأمن المصري بعد سلسلة من حوادث السرقة والسطو على بعض المنقولات وغيرها، من أجل أن تكون العصمة في ايديك.
الآن انكشف من مع الدولة؟ ومن مع عملاء الدولة؟ ومن يقدم ولائه للدولة المصرية حتى ولو كان الخلاف معقداً؟، إلا أن الظاهر هو التشكيك في قدرات النيابة العامة والقضاء في مصر، بعد أن استباح أمن مصر القومي على يد هؤلاء.
مطلوب مزيد من الحملات وتمشيط البلاد من كل الخلايا النائمة، ومطلوب زيادة الحملات على شباب الجامعات حتى لا يتكرر ما فعله طلاب الأسر الجامعية الخاصة بالإخوان المسلمين من أجل صورة أكثر إيجابية عن ما يحدث، وعدم ترك الساحة لطلاب الإخوان حتى لا يإتي اليوم الذي يشهد كارثة القاهرة.
كما أن الاعلام عليه دور كبير في تصفية المتطرفين والذين يرعاهم حزب الله في مصر، وبيع بعض المنازل كى يتسنى للفلسطينيين تهريب ما يريدون بدون أى مجهود، حتى لا يدفع الأمن والمجتمع كارثة ما يتم التوصل إليه!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1696&I=45