تعديلات عربية طفيفة لإعلان حقوق الإنسان

بقلم/ سامى البحيري

يتمتع الإنسان العربى بحقوق يحسده عليها مواطنو الدول التى وقعت على الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والذى أصدرته الأمم المتحدة فى عام 1948، للإطلاع على النص الكامل باللغة العربية لوثيقة حقوق الإنسان ما عليك إلا التوجه إلى موقع الأمم المتحدة التالى: اضغط هنا
تعالوا نستعرض سريعا مواد هذا الإعلان، ونرصد بعض التعديلات العربية الطفيفة:
المادة الأولى: المساواة
طبعا تعرفون أن معظم العرب متساوون فى الظلم، وكما تعرفون فإن المساواة فى الظلم عدل، ولكن حتى الظلم لا يتساوى فيه كل العرب تماما، فهناك خيار وفقوس فبعض الناس يتم ظلمهم أكثر من الآخرين، وهذا يسبب تذمرا شديد فى أوساط هؤلاء الذين تلقوا ظلما أقل من الغير ويطالبون بظلم أكبر لتحقيق أول مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.
المادة الثانية: عدم التمييز بسبب العنصر أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الأصل الوطنى أو الإجتماعى
ومعظم العرب يقدرون هذا المادة حق تقديرها، فهناك عدم تمييز، فعندما يقتل السنى أخوه الشيعى، فإنه من حق الشيعى أن يقتل سنيا فى المقابل، أما التمييز الطائفى بسبب الدين، فكلها إشاعات صهيونية فالمسيحيون واليهود يعيشيون وسط إخوانهم المسلمين فى هناء ونعيم الأمر الذى إضطر الملايين منهم إلى الهجرة لأنهم لم يتحملوا الجرعة الزائدة من عدم التمييزالدينى وذهبوا إلى بلدان أخرى تعرف كيف تميز بين مواطنيها، لدرجة أن البلاد العربية قد خلت تقريبا من اليهود، بعد أن كان اليهود يهربون من الظلم الأوروبى إلى البلاد العربية.
المادة الثالثة: الحق فى الحياة والحرية والسلامة الشخصية
للإنسان العربى الحق فى الحياة فى المخيمات والعشوائيات، وله الحق فى ممارسة حريته داخل المعتقلات، أما عن سلامته الشخصية فحدث ولا حرج، فإلانسان العربى سليم معافى طالما يجلس على المقهى يدخن الشيشة ويلعب الطاولة، أما إذا خرج عن هذا النطاق، فالله وحده يعلم ما قد يحدث له.
المادة الرابعة: حظر الإستعباد والرقيق
بالرغم من إلغاء تجارة الرقيق من العالم العربى منذ أكثر من مائة وخمسين عاما، إلا أن رؤية العمال والخادمات الآسيويات واللاتى يتم شحنهن إلى بلاد الخليج العربى، تعطيك فكرة تامة على أن الرقيق قد إنتهى من العالم بالفعل.
المادة الخامسة: عدم التعذيب
من قال أن فى سجوننا أى تعذيب، إنما هى مجرد تهذيب وإصلاح، مثلما ضرب طفلك عندما يخطئ، ومن منا لم يضرب عندما كان طفلا، وعندما يكبر ويقل أدبه على السلطة (والتى تمثل الأبوة الحنونة) فإنه يضرب أيضا بهدف تهذيبه وعدم تكرار فعلته، بدليل أن بعض أعضاء مجلس الشعب المصرى الموقر طالبوا مؤخرا بضرب متظاهرى المعارضة (ليس بالعصا لا سمح الله) ولكن بالرصاص وذلك حرصا منهم على مصلحة الشعب الذى يمثلونه.
المادة السادسة: لكل إنسان الحق فى أن يعترف بشخصيته القانونية
الحقيقة هذد المادة لا أفهمها ويبدو أنها أعلى من مستوانا لذلك سوف أغض النظر عنها.
المادة السابعة: الناس سواسية أمام القانون، ولهم الحق فى الحماية ضد أى تمييز يخل بهذا الإعلان.
الناس دى ما بتزهقش من الكلام عن المساواة، طيب ما المساواة مذكورة فى المادة الأولى.
المادة الثامنة: حق اللجوء إلى المحاكم
طبعا كلنا من حقنا الذهاب إلى المحاكم والقضاء الذى يحكم لنا دائما، حتى أن لدينا محاكم غير موجود فى أى دولة أخرى مثل المحاكم العسكرية والمحاكم الشرعية ومحكمة القيم، ولكن الحكم شئ وتنفيذه شئ آخر، إعلان حقوق الإنسان لم ينص على تنفيذ الأحكام وإنما نص فقط على حق الذهاب إلى المحكمة.
المادة التاسعة: لا يجوز القبض على الإنسان تعسفيا
لا أفهم معنى كلمة تعسفيا، إذا إشتبهت السلطة فى أى شخص فمن حقها أن تقبض عليه وتحتفظ به حتى لو ثبتت براءته، الإحتياط واجب برضه.
المادة العاشرة: لكل إنسان فى المثول أمام القضاء النزيه
هذه مادة أخرى مكررة، وقضاؤنا آخر نزاهة.
المادة 11: المتهم برئ إلى أن تثبت إدانته
لقد أجرينا تعديلا بسيطة على تلك المادة، فأصبحت:"الإنسان مدان حتى بعد إثبات براءته" (مجرد تعديل أماكن الألفاظ).
المادة 12: لايحق لأحد التدخل فى الحياة الشخصية لأى إنسان بدون إذنه
هذه المادة محترمة تماما فى العالم العربى، فلا يوجد أى إنسان يجيب سيرة إنسان آخر إلا بالخير
المادة 13: حرية التنقل داخل حدود دولته وإلى خارج دولته
هذ الحرية مكفولة بإستثناء بعض الدول العربية والتى تطلب من ضيوفها الحصول على تأشيرة خروج.
المادة14: للفرد حق اللجوء إلى البلاد الأخرى هربا من الإضطهاد:
هذاالحق مضمون تماما بدليل الشباب الذين يهربون فى المراكب ويغرقون فى البحر المتوسط بكامل إرادتهم وبكامل وعيهم.
المادة 15: لكل فرد الحق فى التمتع بجنسية بلده
هذا الحق مكفول بإستثناء الإنسان الفلسطينى والبدون فى الكويت.
المادة 16: للرجل والمرأة حق الزاوج متى بلغا سن الزواج
لقد سبقنا الأمم المتحدة فى هذا فبعض الفتيات لدينا يتم تزويجهن حتى قبل بلوغ سن الزواج، وايضا إخترعنا أنواعا أخرى من الزواج لم ينص عليها إعلان حقوق الإنسان مثل الزواج العرفى وزواج المتعة وزواج المسيار، وكلها إضافات جليلة ممكن نصدرها للعالم.
المادة 17: حرية الملكية الشخصية
للإنسان العربى الفقير الحق فى مشاهدة الأغنياء وهم يتمتعون بحرية تملكهم الشخصية، ولكن ليس من حقه أن "يقر" عليهم ويحسدهم ويحقد عليهم، فحرية القر والحسد والحقد ليست مذكورة فى إعلان حقوق الإنسان.
المادة 18: لكل شخص الحرية فى ممارسة دينه وعقيدته بحرية
طبعا تلك الحرية مكفولة ولكن إحذر فربما يطلق عليك النار وأنت خارج من مكان عبادتك وأيضا قد يقبض عليك إذا أديت صلاة بدون إذن مسبق من السلطات.
المادة 19: لكل شخص الحرية فى التعبير عن رأيه
هذه أفضل الحريات فى العالم العربى، فالإنسان حر فى التعبير عن رأيه طالما يهتف:"بالروح والدم نفديك يازعيم"، أما إذا هتف بأى شئ آخر، فهو حر!!
المادة 20: لكل شخص الحق فى الإشتراك فى الجمعيات
هذا الحق مضمون تماما طالما لم يشترك فى "الجماعة المحظورة"
المادة 21: لكل شخص الحق فى الإشتراك فى تولى المناصب السياسية والعامة
طبعا هذا الحق مضمون تماما طالما أنت مشترك فى الحزب الحاكم.
المادة 22: لكل شخص الحق فى الضمانة الإجتماعية
برضه المادة دى مش فاهمها، لابد أن نسأل الدكتورة عائشة راتب
المادة 23: لكل شخص حرية العمل وبأجر متساو
هذا الحق مكفول تماما للإنسان العربى بإستثناء الخريجين الجدد
المادة 24: لكل شخص الحق فى الراحة والإستمتاع بوقت فراغه
هذه المادة هى أعظم مادة فى إعلان حقوق الإنسان ويتفوق فيها الإنسان العربى لدرجه أنه مسجل فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية لوقت الراحة (والرحرحة وهى درجة أعلى كثيرا من الراحة).
المادة 25: لكل شخص الحق فى مستوى معيشة يكفل له الصحة
طبعا الإنسان العربى من حقه الإستمتاع بصحة جيدة وخاصة بعد شرب بوب الأبل ولبن العصفور والحبهان واللجوء إلى الشعوذة بعد فشل الطب العالمى فى علاجه.
المادة 26: لكل شخص الحق فى التعليم
كلام جميل كلام معقول، ولكن هل ذكر إعلان حقوق الإنسان أى شئ عن حق الإنسان فى الدروس الخصوصية، يجب تعديل تلك المادة لكى تشمل الدروس الخصوصية.
المادة 27: لكل إنسان الحق الإشتراك فى الحياة الثقافية والفنية
هذا الحق مكفول للإنسان العربى فهو يسمع الموسيقى الكلاسيك مثل بأحبك ياحمار، والعنب العنب والبلح البلح، وكذلك لا ننسى كونشرتو البيانو (بوس الواوا).
المادة 28: لكل فرد الحق فى التمتع بنظام إجتماعى
فى مصر نحن لدينا معاش السادات، لست أدرى عن باقى البلاد العربية.
المادة 29: على كل فرد واجبات نحو مجتمعه
إيه إللى جاب سيرة الواجبات دلوقت، نحن نتكلم فقط عن (حقوق) الإنسان وليس واجباته، أرى شطب هذا المادة من إعلان حقوق الإنسان
المادة 30: لايجوز إهمال أى نص من نصوص هذا الإعلان
الإنسان العربى لا يهمل أى نص أو مادة بإستثناء المادة السابقة 29
...
وكل حقوق إنسان وأنتم بخير، وسلم لى ع المترو!!

samybehiri@aol.com
 نقلاً عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع