ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
لا أحد يعرف لماذا أطلق المصريون اسم "أبو إصبع" على تمثال ابراهيم باشا الشهير الذي يُزين شوراع القاهرة، فربما لشعورهم أن ما أخذوه وما سيأخذوه من الحياة مجرد "بمبة" أو "صفر" كبير مثل صفر المونديال، وكلنا نتذكر في أعقاب هذا الإنجاز الكبير الرائد وحصولنا على "الصفر" العظيم، اجتمعت لجان وانبثقت عنها لجان أخرى إلى أن تم نسيان الموضوع ويومها تأكد الجميع أن الزعيم الخالد "سعد زغلول" لم يخطىء عندما قال: "مافيش فايدة".
وإكرامًا لتمثال الزميل "أبو إصبع" الواقف مشيرًا إلى شيء ما بميدان الأوبرا غير البعيد عن مقر اتحاد "الكوسة" الكورة سابقا "بالجبلاية"، والغريب أن اسم "الجبلاية" ارتبط في ذهن المصريين بحديقة الحيوان، بالتحديد بيت القرود، وكما توقع الجميع، لم تقر لجنة الانضباط باتحاد "الكوسة" المصري أية عقوبات على محمد بركات لاعب الأهلي بعد أن أشار بأصبعه الأوسط لجماهير الزمالك بعد إحرازه لهدف التعادل.
إن معظم الخبراء والنقاد اجمعوا على قيام بركات بالإشارة السيئة وعلى رأسهم ياسر أيوب ومحمد شبانة وغيرهم، وكان على رأس الرافضين الاتهام، رغم أن الحركة واضحة جدًا طبقا للصورة التي تم نشرها على الإنترنت وكذا الفيديو، الناقد الرياضي علاء صادق، والكابتن مدحت شلبي، وكل أعضاء اتحاد الكوسة والقرع.
نفس الشيء ينسحب على واقع الحياة، فهناك أشخاص أو هيئات أو أفراد فوق الجميع، فوق القانون والمحاسبة، ولا يمكن أن يقترب منهم أحد مهما كانت أخطاؤهم، رغم أن نفس الأخطاء يُعاقب عليها آخرون، فقط لأنهم بلا نفوذ أو سطلة أو بالبلدي "ظهر يحميهم"، قد أختلف كثيرًا مع المستشار مرتضى منصور ولكن أحترم أنه القاضي الوحيد في العالم الذي استقال من على منصة القضاء معلنا للجميع أن القانون في مصر يُطبق على الضعيف فقط، وبعد كل الأمور المشيرة إلى سطوة أولي الأمر، نتذكر فورًا تمثال "أبو إصبع" وعلينا جميعًا أن نشعر بسعادة لانتمائنا لهذا الشعب العبقري الذي يستطيع أن يُعبِّر عن كل ما يشعر به مهما كانت الضغوط التي يتعرض إليها، فيُطلق أسماء على بشر أو شوارع أو حتى تماثيل أو يؤلف ويرتجل نكات تكاد تصرِّح بواقع شديد السخرية والمرارة معًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=16838&I=419