ميخائيل رمزى عطالله
بقلم : ميخائيل رمزى عطاالله
غريب أمر هذا البلد وغريب أكثر أمر المسؤلين فيها فكل مسؤل فى مكان أصبح هو الحاكم والأمر الناهي فيه ولا سلطان لأحد عليه وأى حد مش عاجبه يشتكى لأى حد .
بأمانه هذه هى لغة المسؤلين هذه الأيام يكون لك الحق وواضح وضوح البيان لكن السيد المسؤل الذي يملك مقاليد الأمور يقول لحضرتك بكل فجور < لو مش عاجبك روح إشتكى> وهنا يكمن السؤال لمن أشتكى وماهى الجهات الرقابية فى الدولة ما مدى قوة عملها وإعطاء الحق لأصحابة وماهى الجهات الأخرى التى يمكن الشكوى لها :-
- أولاَ: رئيس العمل : كنا قديماَ لمجرد التلميح ان المواطن سيقدم شكوى لرئيس العمل تنقلب الدنيا لكن ككل شيء انقلب شأنه فى هذا البلد أصبح رئيس العمل يخاف ويهاب الموظف
- ثانياَ:إرسال شكوى أو فاكس الى الجهات العليا ولتكن الوزارة التى يتبع لها الموظف وهنا يحس المواطن أن الدنيا سوف تنقلب وخلال ساعات سيتم استدعائه للتحقيق فى مظلمته لكن تمر الشهور والسنين ليكتشف أن هذه الشكاوى ليس لها سوى طريقين – الأول أن ترسل لنفس الشخص الذى قدمت الشكوى فيه وهنا يقابلك ليخرج لسانه لك وكأنه يقول هذه نهاية الشكاوى التى أرسلتها
- الطريق الثانى هو إرسال طلب استعلام من الموظف المشكو فى حقه عما نسب إليه فيقوم برد بتقرير كل مافيه أكاذيب وضلال وليس فيه شىء من الصحة
- ثالثاَ: الشكوى للنيابة العامة أو عمل قضية فى المحكمة:- وهنا تجد مثل يتردد كثيرأ من المقربين منك عند سماعهم إنك رفعت أى قضية والمثل أبلغ رد لأنه يقول < موت ياحمار> ولتكتشف فى نهاية الأمر إنك فعلاَ حمار لسلوكك هذا الطريق حتى أن السادة المسؤلين فى بلدنا الأمين يعون ذلك جيدأ ويعرفون قواعد اللعبة ويعرف هذا المسؤل السىء أنك مظلوم ولك الحق فيما تطلب و يقول لك أمامك المحكمة لأنه يعى أنك لن تحصل على حكم قبل سنوات يكون هو فى المعاش أو تكون أنت فى المثوى الأخير
- _رابعاَ الشكوى للصحف والجرائد والقنوات التلفزيونية :- وكان ذلك قديما كفيل أن يقلب الدنيا وتقوم تحقيقات على أعلى المستويات ولمجرد ورود شكوى فى أى صحيفة يكون يوم أسود على الهيئة المتسببة فى الشكوى لكن اليوم أصبح المسؤلين عندنا فى منتهى البلادة بل بعضهم يفرح عندما يجد إسمه فى الجرائد حتى لو كان أسمه أتى فى مصيبة وبالنظر الى الجرائد ستجد يومياَ كم من المشاكل بل والاستغاثات والتوسلات ولكن ولا مجيب
- خامساَ : الشكوى لمنظمات حقوق الإنسان: وأنت تتقدم بالشكوى واضعأَ فى إعتبارك أن هذه المنظمات تملك العصا السحرية التى كانت لسيدنا موسى وبعد وقت تكتشف إنها تصارع مثلك مع أجهزة غبية بيروقراطية لا تعترف بحقوق إنسان ولا بالإنسان نفسه وهنا يأتى السؤال المهم
ماهو الحل
- إذا أردنا الحل العملى البعيد عن الشعارات وكلة تمام ياأفندم وإعطاء كل ذى حق حقه هناك طريق واحد هو:
- أن يتم إنشاء مكتب بكل محافظة وليكن شقة بها عدد من الموظفين يتم إختارهم بعناية تتوافر فيهم صفه الأمانة جيدا لا يزيد عددهم عن عشرة يكونوا تابعين لمجلس الوزراء ولهم صلاحيات الحصول على المعلومات من أى جهة كما تكون توصيتهم مقدمة الى محافظ الإقليم شخصيا ليتخذ قراراته بناء عليها ويتم رفع تقرير شهري لمجلس الوزراء بشرط أن تتلقى شكاوى المواطنين مع أخذ بيناتهم كاملة والرد على مظالمهم فى غضون ثلاثون يوم على أكثر تقدير ويكون الرد مكتوب ويوقع المواطن على إستلام الرد وأسبابة وهذا المكتب يختلف تماماَ عن عمل النيابة الإدارية
والحل الأخرى عدم الشكوى عملاَ بالمثل القديم< الشكوى لغير الله مذلة > لان المذلات كثرت فى هذا البلد
ناشط حقوقى
Mikhel_ra@yahoo.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=16819&I=419