هاني عزيز الجزيري
بقلم: هاني عزيز الجزيري
سمعنا كثيرًا عبارة استفزاز مشاعر المسلمين وكانت أسبابها واهية مثل سماع جرس الكنيسة، أو صلاة الأقباط بصوت مرتفع، أو حتى سماع ترانيم روحية يرددها بعض المسيحيين في اجتماعاتهم، واقترنت هذه العبارة بتصور جديد يحاول البعض إضافته إلى منظومة كراهية الآخر وهو أن المسيحيين يشيدون كنائس جميلة وقوية وعالية الأسوار..والبعض يأخذ بهذه الأسباب ويحاول أن يجعلها ضمن التبريرات التي يستخدمها الكثيرون الآن لتبرير التصرفات البربرية من قبل المتشددين المسلمين ضد المسيحيين ولا ننسى أحداث بمها والمنيا وغيرها كثيرًا..
بصراحة أنا لا أرى أبدًا في هذا أي استفزاز لمشاعر المسلمين بل هي حجج واهية لتبرير أعمال مستفزة ضد الأقباط، هي بلطجة من نوع معين وفرض سطوة وإرهاب شعب مسالم.
وفي نفس الوقت نستطيع أن نرصد أكثر من طريقة يمكن أن نطلق عليها وبكل اطمئنان استفزاز مشاعر الأقباط، وهذا الاستفزاز له عدة أشكال منه الحكومي وغير الحكومي ومنه الشعبي والفردي..وسنبدأ اليوم الحلقة الأولى وهي بطولة المدعو أحمد عز.
وأحمد عز لمن لا يعرف هو أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الحاكم، الحزب الوطني الديمقراطي، وله عدة شركات منها عز الدخيلة وسيراميك الجوهرة وغيرها وهو من مواليد يناير 1959.
أحمد عز يصر على استفزاز مشاعر الأقباط
واستفزاز مشاعر الأقباط في تصرفات أحمد عز يكمن في ارتباطه الوثيق بعبد الرحيم الغول والاستماتة في الدفاع عنه وتبرير موقفه وتلميعه وهذا غريب جدًا .
فالمفروض وهو السياسي المخضرم في الحزب الحاكم أن يحاول إيجاد توازن في علاقاته مع الجميع وأن يبتعد عن مجال الشبهات خاصة إذا كانت طائفية ولكن ذهابه من قبل إلى عبد الرحيم الغول ثم التوسط لدى الأستاذة الفاضلة جورجيت قلينى والاعتذار نيابة عن الغول لها ومحاولة الصلح بينهما رغم تطاول الغول، ثم تكليف الغول بالذات للعزاء في الشهيد المجند على حدود مصر في رفح برصاص حماس ثم زيارته الأخيرة للغول واستقبال الأخير له بالطبل البلدي والمزمار في تحد سافر لمشاعر أهالي نجع حمادى وأسر شهدائها والأقباط جميعًا، فهذا هو المثير للدهشة..
وهنا نتساءل: هل هي رسالة موجهة من الحزب الوطني إلى الأقباط مفادها أن الحزب سيقف مع الغول إلى النهاية حتى ولو متورط؟
ولكن العيب ليس في عز ولكن نحن أيضًا نرسل رسالة إلى السيد أمين عام الحزب السيد صفوت الشريف الذى كان يجب أن يوجه نظر السيد أمين التنظيم إلى أن زياراته المتكررة لعبد الرحيم الغول في قنا تنبىء عن استفزاز لمشاعر الأقباط الذين يطلبون رفع الحصانة عن الغول والتحقيق معه خاصة بعد ظهور السي دي الذي عرضه وائل الإبراشى في برنامج الحقيقة على قناة دريم والذى يؤكد على صداقة الغول والكموني.
كان من الأولى على عز أن ينأى بنفسه عن هذه التساؤلات وهذه المواقف وهذه الصداقة الغريبة بينه وبين الغول حتى لو كان هناك مصالح تربط بينهم، فبعض الخبثاء يرددون أن عز بعد أن احتكر الحديد عينه على مجمع الألومنيوم بنجع حمادي.
عز يتحدى مشاعر الأقباط بل هذا هو الاستفزاز بعينه.. وهناك نوع من البشر يشعر بالعز والفخر كلما زادت كراهية الناس له.
h.1000000@yahoo.com
http://www.copts-united.com/article.php?A=16761&I=417