شريف منصور
بقلم: شريف منصور
العنوان ليس للمجادلة وليس مقال بالمعنى الشائع، إنما هو محاولة فردية بمثابة توضيح وتعريف للقارئ.
في الديمقراطيات استطلاع الآراء من أهم الأساليب للتعرف علي أراء الشعب وما يتفق مع الغالبية، وأيضًا في الديمقراطيات الحُرة يستطلع رأي الأقليات حتى توازن الحكومات بين قوة الأغلبية وحقوق الأقليات.
وبناءً عليه قام موقع الأقباط متحدون بطرح فكرة البرلمان علي القراء للتعرف علي آرائهم. وهذا في حد ذاته يؤكد على نضوج الإعلام القبطي.
فمجرد استطلاع الرأي وإتاحة الفرصة للقارئ لكتابة رأيه يعطينا إحساس حقيقي بما يطالب به الأقباط من الذين يؤمنون بالديمقراطية، ويؤمنون بالتمثيل السياسي الحقيقي للشعب القبطي، وهذه خطوة هامة بل تُعدْ علامة كبيرة وضخمة في مضمار ممارسة الديمقراطية.
من أراء القراء، استطلاعنا أن هناك لبس بين معني الكونجرس ومعنى البرلمان. وعلي هذا الأساس أخذت علي عاتقي أن أبحث وأقدم للقارئ بعض المعلومات في هذا الموضوع. ولأن البرلمان أو الكونجرس متشابهان في المعني العام، فكليهما يجمع ممثلين للشعب منتخبين انتخاب حُر حقيقي في غالبية دول العالم الديمقراطية.
علي سبيل التعريف البسيط، الكونجرس أعضاءه منتخبين كأفراد والناخبين يفاضلون بين أفراد وأفكارهم الفردية وكل ما يجتمع في هذا الفرد من فضائل ظاهرة للناس، أما في البرلمان: العضو غالبًا ما يتبع حزب معين ويمثل الحزب في أيدلوجياته وفي نظامه.
في الكونجرس العضو يُدلي بصوته في الأمور المطروحة دون التقييد بأفكار حزب ولا يتبع تفكير عام معين، أي بمعني العضو قد يكون شيوعيًا أو ماركسيًا أو رأس مالي أو رأس مالي اشتراكي أو ديني أو لا ديني علي الإطلاق. صوته يتبع تفكيره الشخصي فقط.
وفي الديمقراطيات عضو الكونجرس يكون غالبًا من أصحاب خلفية مهنية وبالتالي يتقاضى أعضاء الكونجرس رواتب اعلي بكثير من عضو البرلمان. في بعض الدول الديمقراطية الكونجرس أو السنت في كندا أعضاءه غير مُنتخَبين بل مُعيّنون من رئيس الوزارة في وقت التعيين والعضوية مدى الحياة.
عضو البرلمان غالبًا ما يتبع حزب معين وهذا ما يمثل غالبية أعضاء البرلمانات في العالم، وهناك عدد من المستقلين ينتخبهم ناخبين دائرة معينة بسبب شخصياتهم الفريدة أو بسبب انشقاقهم علي حزبهم نتيجة لمعارضة العضو لسياسة الحزب في موقف معين.
والتاريخ مملوء بكثيرين فُصِلوا من الحزب أثناء انعقاد الدورة البرلمانية لعدة أسباب غير الاختلاف في الرأي ، وهؤلاء لهم الخيار إما الالتحاق بحزب آخر ويطلق علي هذا التصرف عبور بلاط الحزب أو يختار العضو أن يظل مستقل حتى انتهاء الدورة البرلمانية.
نسبة نجاح العضو المستقل في انتخابات برلمانية يعد ضئيلة جدا بسبب قوة الدعاية الانتخابية للأحزاب والكاريزمة التي يتمتع بها زعماء الأحزاب ودرجة تأثيره علي الناخبين. ولأن العضو المستقل لا يستطيع أن يفرض سياسة معينة تلزم حزب الأغلبية على تبنيها.
لذلك من وجه تعددية الهيئات والمنظمات القبطية نرى أن نظام البرلمان وطريقة عمله تعد أنسب صورة للحياة السياسية النيابية القبطية. فالهيئات والمنظمات بتعددها تعتبر كأحزاب وهذا ليس بعيب بل يعد شيء صحي جدًا بل ويُحتَرم.
ولكن في برلمان ديمقراطي سيجد البعض أنهم متقاربين في الفكر وأن وجودهم تحت مظلة هيئة واحدة أو منظمة أو حزب يعطيهم عدد من المقاعد حتى يصير لهم صوت مسموع.
أما بعد فدعونا نفكر منطقيًا بتسلسل الأحداث حتى نضع الخطوات العملية والتي نستطيع تنفيذها على أرض الواقع.
هل وضع مهام البرلمان تسبق فتح باب الترشيح لعضوية البرلمان أم مهام البرلمان يحددها الأعضاء المنتخبين؟
إذًا كيف نصل إلي أنتحاب أعضاء البرلمان؟ هل هناك انتخابات بدون ناخبين ومنتخبين؟
إذًا أين الناخبين ومَن يرغب في نوال حق الانتخاب؟ ومَن يحق له الانتخاب؟ ومَن له حق منح حق الانتخاب لشخص دون شخص آخر؟
على سبيل المثال رئاسة الدورة البرلمانية مهمة جدًا للتسلسل الإداري لتنظيم عمل البرلمان. هل البرلمان يحدد رئيسة قبل انتخاب الأعضاء أو الأعضاء هم من ينتخبون من بين المنتخبين رئيسًا؟ إجابة كل هذه الأسئلة تقع علي عاتق مجموعة التأسيس.
مجموعة المؤسسين أو المتطوعين لعمل البنية الإدارية الأولي للنهوض بالفكرة عليهم أن يكونوا محايدين لكل المنظمات والهيئات ولا يكونوا أعضاء في هيئة أو منظمة معينة ويمتنعون عن ترشيح أنفسهم في أول دورة برلمانية.
علي هذه المجموعة كسب ثقة الجميع والشفافية في العمل هما أول مبدأ يجب أن يقوم عليه بناء البرلمان القبطي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=16709&I=416