جرجس بشرى
• الهجرات القبطية إلى لبنان عادت لتبرز بقوة مع بداية الثورة في مصر عام 1952، ومع تنامي حركة الإخوان المسلمين بقوة الأمر الذي ضيق على حرية الرأي والتعبير والمُعتقد في مصر.
•تمت الموافقة على منح الأقباط الحق الرسمي والمدني والسياسي في منتصف عام 1996.
•منذ فترة وجيزة أقدمت مجموعة من الأقباط الميسورين في لبنان وبمعونة من مساهمين مصريين أقباط على رأسهم الملياردير المصري "نجيب ساويرس" على شراء عقار كبير تبلغ مساحته 10000 مترًا بمنطقة البربارة "شمال لبنان" بهدف تشييد دير كبير عليه.
•كان يوجد بلبان 17 طائفة وبالاعتراف بالطائفة القبطية رسميًا أصبح عدد الطوائف الآن 18 طائفة، وأن عدد أفراد الطائفة القبطية الذين يحملون الجنسية اللبنانية يقارب 2000 شخص منهم 700 ناخب يتوزعون بين بيروت وجبل لبنان، وهناك أيضًا نحو 3000 قبطي يقيمون في لبنان.
كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
نشر موقع "أبونا" الالكتروني الصادر عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي بالأردن مؤخرًا تقريرًا صحفيًا عن تاريخ التواجد القبطي في لبنان، وأوضح التقرير أن الوجود المصري في لبنان ليس حديث العهد، ويؤكد على هذه الحقيقة المؤرخ المصري ورئيس الطائفة القبطية في لبنان د. سليمان أن الوجود القبطي في لبنان وجود تاريخي تشير إليه دلائل عدة منها العثور نواويس فرعونية في جنوب لبنان في كلاً من صيدا وصور في مقابل العثور على خشبة الأرز الأطول في العالم ويبلغ طولها 22 مترًا داخل مركب الشمس الخاص بالفرعون الأكبر "خوفو" وقد وجدت مدفونة تحت الأرض وقد اُستقدمت من لبنان.
كما أن وجود الإمارات الفرعونية التي كانت قائمة داخل لبنان تدلل على العصور المصري الفرعوني فيه، تمامًا مثل الوجود الفينيقي حينذاك في مصر، وهو ما يؤكد على التبادل الثقافي الحضاري بين الفينيقيين وبين الفراعنة منذ قديم الأزل.
ويؤكد التقرير أن الوجود القبطي الحديث في لبنان فقد بدأ بالظهور مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأنه بحسب مُمثل رئيس الطائفة القبطية في لبنان أدمـون بطرس يشير إلى علاقات تبادل ثقافي وسياسي بين البلدين في تلك الفترة.
وهو يُذكر بالأخوين " تقلا " تكلا، اللذين أسسا جريدة الأهرام في مصر، وبالأديب والمؤرخ "جرجي زيدان" الذي أسس دورًا للطباعة والنشر فيها.
بالإضافة إلى أسرة الجميل التي ولد أفرادها في المنصورة في مصر ومنهم "بيار الجميل" مؤسس "حزب الكتاتيب".
ويقول أدمون بطرس بحسب ما جاء في التقرير أن عددًا كبيرًا من العائلات المصرية المسيحية ولدت وعاشت داخل لبنان، كما أن الأقباط كانوا يقصدون لبنان لتمضية قضاء فصل الصيف، لا سيما في ضهور الشرير، وقد أحبوا هذا البلد وبقوا فيه.
ويشرح بطرس بحسب التقرير المُشار إليه أنه خلال فترة الاضطرابات التي شهدها العالم العربي مع احتلال فلسطين وقيام دولة إسرائيل عام 1948، ثم مع انتشار النزعة الإسلامية المتطرفة بولادة الإخوان المسلمين بزعامة حسن البنا، أطلقت صرخة قبطية تطالب بوقف مساعي تهميش الطائفة، ووسط ذلك كله جاءت الهجرة الأولى للأقباط إلى لبنان حيث لاقوا ملاذًا آمنًا حالهم في ذلك حال الكثيرين من مسيحي الشرق الذين أتوا من كل من العراق وسوريا وفلسطين خاصة بعد عام 1948.
كما أوضح أدمون بطرس في التقرير أن الهجرات القبطية إلى لبنان عادت لتبرز بقوة مع بداية الثورة في مصر عام 1952، ومع تنامي حركة الإخوان المسلمين بقوة الأمر الذي ضيق على حرية الرأي والتعبير والمُعتقد في مصر، فكان لابد من الهجرة إلى لبنان الذي عُرف وقته بأنه "سويسرا الشرق وبلد الحريات الدينية والفكرية والإعلامية" ومع مرحلة التأميم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عَمُدَ عدد كبير من المصريين "مسلمين ومسيحيين" إلى تهريب أموالهم إلى لبنان والاستثمار فيه.وتلك كانت هي الهجرة الكبرى للأقباط من مصر.
وأوضح بطرس أن عدد قليل جدًا من الأقباط هاجروا إلى مصر خلال الحرب الأهلية ولكن هجرتهم كانت كبقية اللبنانيين موزعة بين الولايات المتحدة واستراليا وفرنسا وألمانيا، وأنه خلال الفترة ما بين 1920 إلى 1990 كان الأقباط في لبنان من المقيمين يجددون أقاماتهم كل سنة ويدفعون كفالات مادية للدولة بالإضافة إلى توكيلهم لكفيل لبناني عنهم، واستمر الأمر على هذا الحال حتى عام 1994 في عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي عندما مُنحت الجنسية إلى بعض الأقباط والطوائف الأخرى المُقيمة رسميًا منذ أكثر من 10 سنوات داخل لبنان.
وقال أدمون بطرس أن الاعتراف الرسمي بالطائفة القبطية كطائفة مستقلة فقد جاء عام 1996 م عندما زار الأنبا شنوده لبنان وجال على أبناء الطائفة القبطية.
ويذكر الدكتور سليمان أنه حينها: التقينا الأنبا شنوده وطلبنا منه تحريك قضايا إحالة ملف التجنيس وحق الاعتراف بالطائفة على أنها رسمية، وطلب إدراج أبنائها على لوائح الشطب الانتخابية.
وأخذ الأنبا شنودة الملف وعرضه على رئيس الحكومة آنذاك الراحل رفيق الحريري الذي وافق عليه وعرضه على كل من مجلس النواب ورئيس الجمهورية آنذاك "إلياس الهراوي" وتمت الموافقة على منح الأقباط الحق الرسمي والمدني والسياسي وكان ذلك في منتصف عام 1996.
ويشرح الدكتور سليمان في التقرير المُشار إليه أن للأقباط في لبنان كنيسة واحدة هي كنيسة "العذراء ومار مرقص" التي بدأ بناؤها في سن الفيل عام 1972 بمساهمة من أثرياء الأقباط، وتوقف العمل على بنائها مع بداية الحرب الأهلية وقد أعيد استكمال البناء بها عام 1995 وافتتحها رسميًا الأنبا شنودة خلال زيارته للبنان.
ويشير التقرير إلى أن للأقباط في لبنان مدفن واحد في منطقة الحدث "جنوب بيروت" وأن هذا المدفن أقيم على أرض قدمتها الرهبانية الأرثوذكسية كهبة، وليس للأقباط أي مدارس أو إرساليات ويقصد معظم أولادهم مدارس السريان في لبنان.
كما كان الأقباط يؤدون طقوسهم الدينية من زواج ومراسم الجنازة والعماد في كنائس السريان إلى أن تم بناء كنيسة مار مرقص.
وأوضح التقرير على لسان أدمون بطرس أنه منذ فترة وجيزة أقدمت مجموعة من الأقباط الميسورين في لبنان وبمعونة من مساهمين مصريين أقباط على رأسهم الملياردير المصري نجيب ساويرس على شراء عقار كبير تبلغ مساحته 10000 مترًا بمنطقة البربارة "شمال لبنان" بهدف تشييد دير كبير عليه يحوي كنيسة وقاعة كبيرة للمحاضرات والمؤتمرات ومركز خيري ومستوصف طبي يشرف على أحوال وحاجات أبناء الطائفة داخل لبنان.
ويجرى العمل حاليًا لإتمام هذا المشروع ومن المتوقع أن يتم انجازه نهاية فصل الخريف المُقبل.
هذا وقد أوضح التقرير أنه كان يوجد بلبان 17 طائفة وبالاعتراف بالطائفة القبطية رسميًا أصبح عدد الطوائف الآن 18 طائفة، وأن عدد أفراد الطائفة القبطية الذين يحملون الجنسية اللبنانية يقارب 2000 شخص منهم 700 ناخب يتوزعون بين بيروت وجبل لبنان، وهناك أيضًا نحو 3000 قبطي يقيمون في لبنان.
http://www.copts-united.com/article.php?A=16545&I=412