فاضل عباس
بقلم : فاضل عباس
ما يمر به السودان حالياً مقلق لجميع العرب، فحالة الاحتقان السياسي بشان الانتخابات الرئاسية، وقضية تقرير المصير لجنوب السودان، وقضية دارفوركلها محاور وقنابل موقوتة قد تؤثرعلى وحدة السودان إذا استمرت هذه الملفات معلقة وبدون حل جذري.
فما يهم العرب من المحيط الى الخليج هو رؤية سودان ديمقراطي وموحد، لذلك لا يفضل في الحالة السودانية الوقوف مع طرف ضد الآخر، ولكن في المقابل هناك معايير دولية تتعلق بالية إجراء الانتخابات الرئاسية تمنع التزوير أو التلاعب بنتائج الانتخابات فقضية الرقابة أو الإشراف الدولي عليها ضرورة لمنع الاعتراض على نتائجها، والتدقيق على قوائم الناخبين يجب أن يتم بعناية كبيرة حتي لو تطلب ذلك تاجيل الانتخابات كما أن مفوضية الانتخابات في جميع دول العالم الديمقراطي هي دائماً مستقلة وبعيدة عن كل الاحزاب لمنع الانحياز لاي حزب وفي حالة السودان هذه تعتبر مطالب مشروعة ويجب التفاهم عليها.
كما أن التجديد للرئيس يجب أن يكون لفترتين فقط كما هي الديمقراطية في العالم ولذلك كل تلك ملفات يجب أن يتم التوافق عليها قبل الانتخابات، ولكن المهم هنا هو ما اثارته بعض احزاب المعارضة من ضغوط مارستها الحكومة السودانية ضد حركة تحرير جنوب السودان للمشاركة في الانتخابات مقابل تسهيل عملية انفصال جنوب السودان وهو أمر خطير وبالغ الاهمية كان يجب على النظام الحاكم في السودان نفيه بشكل قاطع.
فمهما تكن الخلافات السودانية الا أن وحدة السودان والعمل على الحفاظ عليها يجب أن لا يكون خاضعا للمساومات خصوصاً وان السودان اذا فتح المجال للانفصال على اساس ديني فهذا يعني أن الجنوب ليس أخر المنفصلين عن الدولة السودانية لذلك لا يمكن معالجة قضية وحدة السودان الا من خلال نظام علماني ديمقراطي يسمح بتداول سلمي للسلطة ويتعامل مع السودانيين على اساس المواطنة وليس الجغرافيا أو الدين وهي بالتاكيد تحتاج إلى نظام حكم يصل إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع وبشكل ديمقراطي ويتخلى عن السلطة بشكل ديمقراطي وبغير ذلك فالسودان يواجه مصيرا مجهولا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=16404&I=409