ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
سمعت كثيرًا عن دولاً يقال دائمًا عنها أن مَن يصحو مبكرًا يتولى الحكم وأن أطول فترة حكم في تلك الدول كانت لرئيس استطاع أن يجلس على كرسي الحكم نحو أربعة أيام بعد أن "طبّق" دون نوم خوفًا على الكرسي، ولكن مقاليد الحكم اختطفت منه بعد أن غلبه النعاس بسبب الإرهاق الشديد، ولكني لم أسمع أبدًا عن أي مكان في العالم يتولى فيه لجنة الحكام واتحاد كرة القدم فيها مَن يصحو مبكرًا ويفوز بالدوري الفريق الذي هجره النوم.
عانت مصر وستعاني لفترات طويلة الفساد الذي تخطى الأعناق وحسب تقرير الفساد العالمي لعام 2009 الصادر حديثًا عن مؤسسة الشفافية الدولية حول قضية الفساد والقطاع الخاص تراجع ترتيب مصر عالميًا في مجال محاربة الفساد، للعام الثالث على التوالي لتحتل المركز 115 من بين 180 دولة.
ويتكون مؤشر الفساد من 10 نقاط، وتعد الدولة أكثر نزاهة كلما زادت نقاطها عليه، وأكثر فسادًا كلما اقتربت من الصفر ولا أعرف العلاقة بين الرقم المذكور والوضع الحالي لجدول الدوري المصري، فالفارق بين الأهلي المتصدر والزمالك الوصيف تسع نقاط ويلزم الفريق الأبيض عشرة لكي ينجح في اعتلاء الصدارة، فربما خافت أن يتمكن الزمالكاوية من تحقيقها فتفقد الباقي من الشفافية.
إلى متى ستسمر المؤامرة في استغلال الزمالك كمادة لإلهاء الشعب فقديما ظهرت زوجة أحد كبار رجال الدولة وذو سطوة عظيمة في مصر في أحد البرامج في التليفزيون المصري مؤكدة أن زوجها صاحب الفخامة يحزن جدًا في حالة خسارة الأهلي لأي مباراة ومن تخطو الخمسين يتذكرون مباراة الأهلي والزمالك في موسم 1977 / 1978 التي حكمها أحمد بلال وكان محمد حسام رئيس لجنة الحكام الحالي حاملا للراية فيها وتم إلغاء هدف صحيح مليون في المائة أحرزه على "خليل" مهاجم الزمالك الدولي في مرمى ثابت البطل رحمه الله، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي في مباراة نتيجتها كانت مؤثرة بشدة في تحديد البطل، وبعدها بموسمين (1979/1980) كرر "رئيس لجنة الحكام" الذي وصف رجاله بالنزاهة خاصة في مباراتي الأهلي وأنبي ومباراة الزمالك واتحاد الشرطة الأخيرتين في مباراة بين قطبي الكرة المصرية التي تحدد بطل الدوري عندما قام بتحكيم المباراة وألغى هدف لن يلغيه أي فرد يقوم بالتحكيم على طريقة "برايل" للمكفوفين، ودارت الأيام حتى وصل حسام رئيسًا للجنة الحكام وكتم على مراوح اللعبة في مصر وكأنه الوحيد الذي يستطيع أن "يصفر" ويكفي أن نتذكر دوري "ريشة" في العام الماضي ودوري "سمير عثمان وتوفيق السيد" حاليًا.
والغريب هو مهاجمة الجمهور على رد فعله العنيف تجاه إحساسه المتواصل لعقود طويلة بالظلم الفادح، كرة القدم هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيع أي شخص أن يعبر عن رأيه بمنتهى الحرية، لم يراع أي فرد من السادة الأجلاء المسئولون في اتحاد "الكوسة" كما يحب الزمالكاوية والاسمعلاوية ومشجعوا كل الفرق باستثناء الأهلي تسميتهم أن عدم تنفيذ العقوبات بالعدل على الجميع يجعل الجمهور يشعر أنه لا توجد فائدة.
ومن هنا أحذر من رد فعل المظلوم فيكفي الناس الإحساس بالقهر الشديد بسبب إفقارهم المتعمد لصالح بعض رجال الأعمال، وجوعهم من أجل إشباع السادة أولي الأمر في مصر، وصحتهم معظمهم المعتلة من انتشار التلوث ، وباتت رائحة الفساد تسبب في "كرشة نفس" والعفن ساد كل شيء، فلا تمنعوا عنهم متعتهم الوحيدة التي يلهون بها أنفسهم، فغير أن منطقي أن نؤكد دائمًا أن أخطاء الحكام واردة رغم أنه واضح جدًا لمن لا يرى أن الأخطاء على الأقل في السنتين الأخيرتين لمصلحة ناد واحد.
أما اتحاد الكوسة ولجنة الحكام وكذا لجنة المسابقات التي طبق رئيسها الحاج عامر حسين مثل "جه يكحلها عماها" عندما أجاب على رد سؤال الصحفي محمود معروف على عدم تطبيق اللائحة التي عاقبت لاعبي الزمالك حازم أمام وعلاء على بالإيقاف والغرامة على حسام عاشور ووائل جمعة عندما ارتكبا نفس الأخطاء في مباراة فريق الأهلي أمام المحلة مجيبًا أن تقرير الحكم لم يتضمن ما فعلاه بالرغم من أن شاشة التليفزيون تعرض أمام عينيه الأخطاء ،فأطلب منهم أن يناموا أو يأخذوا تعسيلة لفترة وجيرة فقد يأتي من يقفز على سدة الحكم في إتحاد الكوسة من يدير اللعبة بشكل يرحم الشعب من سطوة السلطة على كل شيء، أو على الأقل يتبعوا القول المأثور الذي صرخ به شخص مخنوق قائلاً: استقيلوا يرحمكم الله.
http://www.copts-united.com/article.php?A=16374&I=408