هاني عزيز الجزيري
بقلم: هاني عزيز الجزيري
مصر زي ماهيه لن تتغير
كلما جائتني رسالة من صديق للتهنئة بعيد القيامة المجيد أو مكالمة لنفس السبب، أسأل نفسي وأنا أشعر بكم المحبة والود التي يهاتفني بها صديقي أو الدفء الذي أجده في كلمات رسالته المُرسلة، إلى أين تذهب هذه المحبة؟ أنا أحب كل هؤلاء وهم أيضًا يحبونني، وأتساءل هل أستطيع أن أعيش دون هؤلاء المسلمين؟ هل أستطيع أن أستغنى عنهم؟ مستحيل طبعًا، لن أستطيع ولا أستطيع أن أتصور مصر بدون مسلميها أحبائي الذين تربطني بهم كل محبة، حاول أن تتخيل هذا معي، هل يمكن الاستغناء عن أصحابك ومعارفك وجيرانك وزملائك في المدرسة والجامعة والعمل.
محمد أبو ستيت وساهر جاد! لم نتقابل منذ زمن وكل ما بيننا معايدات في المناسبات، ولكن ما أن أرسل ساهر رسالة حتى تذكرت كل الأيام الجميلة التي جمعتنا والمواقف المشرفة التي واكبناها معًا وأحسست بحنين صادق نحوه، لا.. لن تنتهي هذه المحبة، فشعبنا المصرى لا يعرف إلا الحب وهؤلاء المخربون ليسوا منا.
محمد أبو ستيت، لن أنسى يوم اعتصامنا في نقابة المحامين ساهرين معًا طوال الليل وكان هو المنوط بعمل الشاي والنيس كافيه، يخدم الجميع وأولهم أنا في محبة لا حدود لها، وفي لحظة أن رأيت رقم تليفونه في هاتفي يطلبني، قفزت كل الذكريات الجميلة أمام عيني وشكرته على محبته الكبيرة.
كيف يمكن أن أستغنى عن د.علاء الأسواني وقنديل وزيان وأحمد وهدى، فليذهب التطرف الديني إلى الجحيم ولتبقى المحبة المتأصلة فينا إلى الأبد.
حقيقة تأتي لحظة نكره فيها كل شيء حولنا حتى أنفسنا وهي لحظة حدوث الفتنة ولكن المشاعر الحقيقية هى التي تبقى، إنني أحب كل المسلمين.. أحبهم بصدق، ولكن يأتي زمن الفتنة ليفرق بيننا وتتوالى الأزمان وكأنها مُصرة على الفراق!
أحب المسلمين.. بحجابهم ومساجدهم وزحامهم وميكروفوناتهم.. كل هذا الضجيج لا يهمني، وكل هذه المظاهر تعودنا عليها، ولا أجد فرقًا، فكلنا نعيش وحولنا زحام وفساد ومياه ملوثة، وضغوط اقتصادية وقانون طوارىء.. كل هذا يهون ونهونه على أنفسنا وعلى بعضنا البعض.. ولكن أن يرفع أحد صوته بالفرقة.. أن تشعرني الدولة بالدونية.. أن يتحرش أحد بأبنائي.. أن يستغل أحد عربات المترو لينال مني ومن ديني.. أن يُحرِّض أحد أعضاء مجلس الشعب البلطجية لإيذاء أبنائي وإخوتي، هنا أجد نفسي منفصلاً وأحتاج وقتًا لاسترجاع نفسي إلى وضعها الطبيعي واسترداد مشاعري الحقيقية.
والمشكلة أننا أصبحنا نحتاج وقتًا طويلاً لهذا الاسترداد من قسوة الفتن التي حولنا، فلنستغل المشاعر النبيلة التي بيننا وتوهجها في الأعياد لنضع حلولاً شعبية ومجتمعية ونرفض هذا الغول الذي يهدد حياتنا ويتربص بمستقبل أبنائنا ووطننا، فغالبية الشعب المصري معتدل المزاج والميول والمشاعر، وعلينا أن نحارب هؤلاء ومن وراءهم، ونطالب الدولة بالقصاص منهم ليعيش بقية الشعب في أمان.
حفظ الله مصر وظللها بأمانه..
h.1000000@yahoo.com
http://www.copts-united.com/article.php?A=16287&I=405