سامي فؤاد
بقلم: سامي فؤاد
زوجة الأب القاسية هي تلك المرأة التي تبدو أمام المجتمع وأحيانًا أمام الأب نفسه بأنها من ترعاني وتسهر على راحتي والحقيقة عكس ذلك تمامًا.. وهي نفسها التي قد تضربني في الظهيرة إن لم أغسل يداي بعد الأكل متهمة إياي بعدم النظافة، وإن غسلت يداي بعد العشاء تتهمني بإهدار المياه، أي لن توجد بيننا قواعد تريحنا، وللأسف هذه علاقتنا بحكوماتنا الرشيدة، والتي توالت علينا لعدة سنوات، فعندما يتحدثون؛ تشعر أنهم يحدثون شعبًا آخر سوانا، أو أنهم حكومة لغيرنا لا حكومتنا، لذا أصبح التغيير أو الحديث في التغيير شيئًا هامًا.. فهو تجسيد للأحلام المؤجلة، هو قطعة اللبان التي نلوكها بألسنتنا لكي ننسي مرارة جوفنا..
ولم أقصد بكلمة "التغيير" أحدًا بعينه ولكن التغيير بمفهومه العام أي "تغيير والسلام" تغيير الدستور, تغيير الحكومة، أو "حتى تبقى الحكومة والدستور ويتغير الشعب بشعب آخر أكثر نظافة".. وتوفير في نفس الوقت، "شعب اثنين في واحد"، يعني شامبو وبلسم بدلاً من شعب اثنين في واحد لكن سعال وبلغم...
وبالرغم من ضجيج صوت سعاله الذي يصم الآذان، تعطيه زوجة الأب (الحكومة) كلينكس ليضعه على فمه عند السعال بدلاً من الدواء أو حتى مشروب دافئ يهدئ سعاله..
ولكن لماذا كثر الحديث عن التغيير، البسطاء وعوام الناس أمثالي يريدون رغيف خبز يحصلون عليه بدون أن تهدر كرامته في طابور طويل قد ينتهي العمر قبل انتهائه، وكوب ماء نظيف، وأن يجد دواءًا عندما يمرض ولا يضطر أن يطلب لنفسه أو لأحد أحبائه الموت راحة له من الألم والعجز أمام عدم القدرة علي العلاج في الوقت الذي يذهب فيه أصحاب الملايين للعلاج علي نفقة الدولة!، نريد أن نجد مأوى عندما تنهار منازلنا تحت صخرة أو بسبب السيول، نريد أن يجيبنا أحد لماذا يتم حفر ورصف شارع أو طريق ثلاث مرات خلال شهر واحد، نريد أن نعرف نتيجة حقيقية بين أرقام السيد جودت الملط ورد السيد وزير المالية غير المقنع، نريد أن نعرف مدى استفادة بعض الوزراء والسادة أعضاء المجلسين من رجال الأعمال من نفوذهم وتقربهم من السلطة،
وهل كان تمثيلهم السياسي بغرض الاستفادة من تسهيلات؟ وهل يُحاسب من يثبت عليه ذلك ممن تحوم حولهم الشبهات؟
هذه بعض تساؤلات ومطالب البسطاء الرئيسية والتي تمس صميم حياتهم اليومية.. ناهيك عن مطالب المثقفين والسياسيين من تعديل لبعض مواد الدستور وإيقاف قانون الطوارئ وغيرها من المطالب التي تمس حقوق المواطنين وحرياتهم.. يريد الجميع أن يكون هناك دستور وقانون يحكم علاقة الأفراد بعضهم البعض وعلاقتهم مع حكومتهم، وأن تنتهي تلك الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات لنوال الحقوق.
افعلوا أنتم كل هذا وأشعرونا أنكم حكوماتنا وأننا شعبكم وقتها فقط سنقول: "نعم.. نعم للتغيير".. لأنه كما قال أحدهم: "إذا لم نتغير، لا ننمو.. إذا لم ننمو، فنحن لا نعيش حقيقة".
http://www.copts-united.com/article.php?A=16244&I=405