بشأن ما فعله سيادته بممتلكات الكنيسة الإنجيلية بالأقصر " تعليق وخطاب مفتوح لجميع الـمسئولين "
السيد / سمير فرج - محافظ الأقصر
تحية طيبة ، وبعد
الكنيسة الإنجيلية لا تلوي ذراع أحد ولا تكذب والمرجو من سيادتكم أن تراجعوا أنفسكم لتتأكدوا من صدق ما تصرحون به هنا وهناك ،
لتعرفوا من الذي يكذب ..... " واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
وأود أن أوكد لسيادتكم أننا كرعاة إنجيليين نخاف الله . والذين يخافون الله حقاً لا يرهبهم وعيد أي سلطان من الناس أو بطشه .
ونحن ككنيسة إنجيلية ديمقراطية نترفع عن لي أي ذراع ويستوي عندنا كل ذراع ، كما أننا كمصريين شرفاء نعتز بوطننا ونتفانى في في خدمة بلادنا نرفض لي ذراعنا ، طالما أننا نحترم الرأي الآخر ونقوم بخدمة بلادنا بصدق وبشرف ، ونستنكر الإرهاب والقهر ، وطالما أننا نحترم قانون البلاد وحقوق الإنسان ونلتزم بأدب الحوار وصدق الكلمة والأسلوب الحضاري الذي ينبغي أن يسود التعامل به بين السلطة والمواطنين ، كما أن تاريخنا يشهد أننا نتعاون مع السلطات لما فيه خير العباد في البلاد .
ويؤسفنا يا سيادة المحافظ أنكم تتهمون ( البعض ) بأنه يدعي كذباً أن المنزل الذي هدمتموه تابع للكنيسة الإنجيلية بالأقصر . مع أن الذين يعرفون التاريخ يعرفون أيضاً أن هذا المنزل هو جزء لم يكن يتجزأ من حرم الكنيسة وداخل أسوارها ، وهو ملك لها وليس لراعيها ، وأنه لم يكن مجرد غرفة كما تزعمون ، بل كان مقرأ لضيافة وخدمة أبناء الكنيسة وأطفالها وسائر المواطنين والمغتربين ، ويشهد بذلك الآلاف من المواطنين ومن ضيوف بلادنا من السائحين الأجانب – وهم لا يكذبون .
ولو أن سيادتكم سمعتم شهادة بعض هؤلاء الناس – ومن بينهم كاتب هذه السطور – فإنكم لابد سوف تدركون عندئذ من هم أولئك الذين يكذبون . وأن الكنيسة لا تكذب ولكن الذي يكذب هو شخص آخر لابد أنكم تعرفونه جيداً ، وإلا لما قلتم الذي قلتموه . أليس هذا مؤسفاً ؟؟؟
بالتأكيد !!
وربما فات سيادتكم أن كرامة الإنسان المصري التي أنتهكت في الكنيسة الإنجيلية بالأقصر هي أغلى على مصر من كل الأطلال ومن كل كباش الدنيا والآخرة ؛ وأن كرامة السلطة – من غير بطش أو غرور أو وعيد – هى من كرامة المواطن المتواضع البسيط ؛ والعكس صحيح . فهما صنوان لا يفترقان ، لأنهما معاً يمثلان كرامة مصر عند أهلها وفي نظر العالم المتحضر يا سيادة المحافظ .
وإذا كان كل تخطيط سيادتكم الذي تفاخرون به مبنياً على مثل هذه الكذبة المشار إليها ، فإنه من الأمانة للوطن أن تحاط القيادة السياسية علماً بمثل هذه الأكاذيب والإفتراءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عمليات التخريب في الأقصر ولإعادة النظر في الموضوع برمته ومحاسبة الذين ضللوا المسئولين بهذه الكذبة وبغيرها .
وياسيدي محافظ الأقصر ، ويا كل الناس ، أرجو أن تقرأوا ما جاء في كتابنا المقدس !
" إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ" ( إنجيل لوقا 19 : 40 )
إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا.
( سفر جامعة 5 : 8 )
ثم ماذا ؟ ..
ألا يمكن أن يكون هناك خطاب آخر مع المواطنين يعطي المواطن حقه بوقار متبادل ؛ ويعيد للكنيسة حقها الذي أنتهكه العناد والغرور وشهوة الإنتقام ؟؟؟
وهل هذا هو الأسلوب الذي نعلمه لأجيالنا الشابة ؟؟
وهل هذه هي كباش اليوم التي سنتركها تراثاً لجيل الغد ؟؟
وهنا أستعيد عنواناً لمقال كتبته كاتبة مصر الشهيرة المرحومة السيدة / أمينة السعيد في أوائل التسعينات من القرن الماضي في مجلة المصور وفي ظروف لا ينساها التاريخ ، ويعيها جيداً كاتب هذه السطور .
كان ذلك العنوان هو :
" ياللعار !! "
كما تذكرت عناوين أخرى مماثلة لأحداث تاريخية أشفقت على نفسي من إجترارها كما أشفقت عليكم من ذكرها ، لعل القوم يستردون وعيهم من أجل مصر الحاضر ومصر المستقبل .. نعم من أجل مصرنا العزيزة أيها الناس ، وذلك ليسود الحوار العاقل والحضاري والمهذب ، بدلاً من التلويح بالوعيد وبالقهر وبالإرهاب وبدلاً من ترديد الأكاذيب ..
إن الناس ليسوا أغبياء كما تتصورون ..
بل إن الإنسان المصري أذكى مما يتصورون . وآه لو أنهم يعلمون ...
إن ما حدث هناك في كنيسة الأقصر لم أكن أصدقه لولا أنني رأيت وسمعت بنفسي ..
ولولا أنني أعرف التاريخ وأذكره جيداً حتى بعد أن وهن العظم منا وأشتعل ما تبقى من شعر الرأس شيباً ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل
كما أننا نحن أيضاً نؤمن أن الله مع الصابرين ..
مع رجاء قبول تحياتي وأطيب تمنياتي لسيادتكم ،،
( قد يتبع )
بقلم : القس باقي صدقة جرجس
عضو سنودس النيل الإنجيلي للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
وراعي الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط
http://www.copts-united.com/article.php?A=15802&I=393