حركه" 7 مليون " معاق تتطلع الى نهضة مجتمعية وحقوقية

ناهد صبري

أجرى الحوار: ناخد صبري
يعيش ثلث الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة تقريبًا، في الدول النامية، ويقدر عددهم في مصر وحدها بــ 7 مليون من واقع سجلات جاز التعبئة والإحصاء، وهم بشكل عام يمثلون أكبر أقلية في العالم، إلا أنهم يعانون من العيش محرومين من بعض الأمور الأساسية، مثل التعليم والعمل .....الخ.
 
بلغت نسبة الأمية بين المعاقين 61% للذكور و70% للإناث، وهى ضعف نسبة الأمية بين الأصحاء، وبلغت نسبة حاملي الشهادة الابتدائية فأعلى 28.3%، وهى نصف النسبة لإجمالي الجمهورية البالغة 58.3%.

وقد اعتمدت الكثير من المنظمات الدولية، اتفاقيات حقوق الأشخاص ذوو الإعاقة، لتكون بمثابة صك لحقوق الإنسان، فيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية، ويعد تأكيد ضرورة تمتع جميع الأشخاص، الذين يعانون من الإعاقة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية جزءًا مهما من تمتع هؤلاء بحقوق المواطنة كاملة.
من هنا انطلقت حركة " 7 مليون " للمطالبة بحقوق هذه الفئة، وقامت هذه الحركة بإطلاق مجموعة لها على الفيس بوك، أيضا ستطلق أول برنامج إذاعي لها يوم 19-3-2010.

والأقباط متحدون، إيمانا منها بعدالة هذه القضية، التقت بـ سارة سمير، عضو مؤسس الحركة لتتعرف على الحركة عن قرب، وكان لنا معها هذا الحوار.

كيف بدأت حركة الــ7 مليون في التكوين ؟
بدأت حركة 7 مليون في التكوين، عن طريق شبكة الانترنت، وتكونت من أشخاص لم تكن لهم علاقة مسبقة ببعضهم البعض، من محافظات مختلفة، لكن مستفزين جدًا من وضع ذوى الإعاقة في مصر.

- متى بدأت هذه الحركة ؟

بدأت الحركة يوم 15 سبتمبر 2009، وأعلت عن تواجدها الفعلي على أرض الواقع يوم 2 أكتوبر من العام نفسه، وذلك بتنظيم احتفالية في حديقة الحرية ومسيرة صامتة على كوبري قصر النيل، تندد بأوضاع المعاقين المتردية في مصر

 -ما هي أهداف الحركة ؟
أهداف الحركة تتلخص في الآتي:
•  تغيير لهجة الخطاب السابق عن المعاقين من الاستجداء ومناشدة أصحاب، القلوب الرحيمة إلى خطاب من واقع شراكتنا الكبيرة في المجتمع المصري،حيث يزيد عدد المعاقين في مصر عن 7 مليون مواطن.
•  الدفاع عن كافة الحقوق التي تخص المعاقين والتي نصت عليها المواثيق الدولية مثل:
•  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
•  العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
•  الإعلان العالمي الخاص بحقوق المعوقين لعام 1975.
• ضمان دمج المعاقين في مجتمعاتهم، من خلال تطوير التأهيل المهنى، ليحاكي متطلبات المجتمع، وضمان مشاركتهم في جميع الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
• ضمان طرح قضايا المعاقين في المجالس التشريعية، والمطالبة بكوتة خاصة، تضمن وجود أعضاء في البرلمان من المعاقين.
 حيث أن الدورات السابقة للمجالس التشريعية، خلت من مناقشة قضايا المعاقين كما أنه غير مقبول أن تكون قضايا أكثر من عُشر المجتمع على هامش اهتمامات عضو برلماني.
• مطالبة كل المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، بوضع قضايا المعاقين على أولويات برامجهم الانتخابية.
• ضمان حصول المعاقين على عمل، وضمان فرصتهم في الترقي، ومسكن ووسائل مواصلات مناسبة وتأمين صحي واجتماعي خاص.
 حيث أن كل أزمات المجتمع تكون تأثيرها أشد على المعاقين، من أزمة مساكن وارتفاع أسعار وزحام مواصلات وغيرها.
• تسهيل البعثات الطبية والدراسية للمعاقين، لضمان فاعلية دور المعاق وإضافته لمجتمعه.
• مراقبة جميع التبرعات والمنح التي تتلقاها الدولة باسم المعاقين، سواء من الداخل أو الخارج وضمان وصولها للمعاقين بحيادية وشفافية.
• الاستفادة من خبرات العالم الخارجي، في آليات دمج المعاقين في المجتمع والتعاون في كافة الأنشطة والمجالات التي تخص المعاقين.

-ما هو الجديد في حركة الــ7 مليون ؟
ينطلق أول برنامج إذاعة على شبكة الانترنت، وذلك يوم 19-3-2010 والذي ينتهج نفس سياسة الحركة بشقيها الحقوقي والتوعوي، والذي تحرص الحركة جاهدة على نشره في المجتمع.

 كما تعمل الحركة على المطالبة بتغير القوانين المختصة بذوي الإعاقة في مصر، والعمل على تفعيلها، فالقوانين لم تعد منصفة ولا ترضي الأفراد ذوى الإعاقة.

فعلى سبيل المثال غرامة عدم تنفيذ قانون العمل الخاص بالأفراد ذوي الإعاقة، والذي ينص على أن كل مؤسسة أو شركة تلتزم بتشغيل نسبة 5% من الأفراد ذوى الإعاقة، 100 جنيه فقط وهو ما يعد تحريض مباشر على عدم تنفيذ القانون .

 –ما هي تطلعات الحركة للفترة القادمة؟

تتطلع الحركة إلى نهضة مجتمعية وحقوقية في مجال ذوى الإعاقة، نشر وعي مجتمعي، وتشريع قوانين جديدة لذوى الإعاقة.

 - ما هي كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
لا يوجد فارق بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم، إلا أن الشخص المعاق أكثر حساسية وأكثر حبًا للاعتماد على النفس وحبًا لإثبات الذات.

- كيف يجب أن يقدم أصحاب الاحتياجات الخاصة أنفسهم للمجتمع ؟أو ما هي الصورة التي يجب أن يكونون عليها؟
غالبية أصحاب الاحتياجات الخاصة، أشخاصًا قادرون على إثبات أنفسهم وتحدي العقبات التي توضع أمامهم، ويرغبون في ممارسة مواطنتهم بشكل كامل، وبالتالي يجب أن يكونوا أشخاصًا قادرين على تحمل المسئولية،وعلى الاندماج الفعال في المجتمع.

 - كلمة لكل ذي احتياج خاص ؟
لتتسلحوا بالقوة والصبر، فإن التغيير الذي ننشده لن يأتي لنا بين يوم وليلة، ولن يمنح لنا من أشخاص آخرين، ولكن لابد أن ينبع من داخل كل فرد مننا، نحن أفراد، من حقنا ممارسة مواطنتا بشكل كامل.