عزت عزيز حبيب
كتب: عزت عزيز - خاص الأقباط متحدون
في خطوة قوية وهادفة و تحت عنوان "مشاكل المراهقة المبكرة في المرحلة الابتدائية وكيفية التعامل معها "، نظمت مدرسة النصر بالقوصية، اجتماعًا صحيًا ناجحًا، ونال اهتمام أولياء الأمور بصورة مبهرة، وقام بالإشراف على الاجتماع، الأستاذ" دميان غالي" مدير المدرسة والأستاذة "شوق سلطان" وكيل المدرسة، وكان المُحاضر لهذا الاجتماع، الأستاذ الدكتور "فوزي صموئيل معوض" أخصائي الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى القوصية المركزي، وحضر الاجتماع عدد كبير من أولياء أمور التلاميذ، ولوحظ أن أغلبية الحاضرين من السيدات، وقام دكتور فوزي بتناول مرحلة المراهقة المبكرة وعرفها بأنها هي مرحلة نمو يحاول الفرد فيها التغير من مرحلة الطفولة إلي مرحلة النضج، وهذه المرحلة تكون ما بين سن العاشرة إلي سن الخامسة عشر، وأوضح أن وسائل الإعلام والاتصال غيرت مفهوم الاختلاط لدى المراهقين .. وأوضح سيادته عملية التغير الجسماني التي تحدث للطفل والتي تأخذه إلي مرحلة البلوغ.
وفي تحذير منه لأولياء الأمور قال أنه يجب التنبيه على الفتيات بعدم العري، أو اللمس من قبل الغير حتى ولو كان هذا الغير قريبًا لها، وأيًا كانت درجة القرابة.
أما عن التعامل مع الأطفال، فأشار سيادته إلى كيفية التعامل مع الأطفال طالبًا من أولياء الأمور أن يكونوا هادئين في تعاملهم مع أبنائهم وعدم الانفعال، لأن من شأن الانفعال أن يؤدي إلي انغلاق الطفل وعدم تعبيره عن مشاكله، وطلب منهم عدم معاقبة أبناءهم بدنياً.
وعن كيفية تطعيم الطفل ضد الانحراف قال دكتور فوزي صموئيل:
يجب على الوالدين أن يقوموا بنصح أولادهم، وأن تكون النصائح عملية أكثر منها نظرية، كتعليم الطفل الصلاة والصوم ومشاهدة القنوات الدينية، ويجب إلصاق الطفل بالمبادئ الدينية السليمة وحب الآخر دون تمييز.
وفي نصيحته لأولياء الأمور طلب أن يوضع جهاز الكومبيوتر في الصالة، وأمام مرأى أعين كل من بالمكان، ولا يوضع في غرفة النوم أو غرفة الأطفال.
وطالب أن لا يكون هناك فاصل بين الآباء والأبناء، وأن تكون الصراحة بينهم، وأن تكون المعلومات للأطفال صحيحة، ويجب عدم التفرقة بين ابن وآخر.
وأوضح أنه يجب أن نحصّن أولادنا ضد أي غزو فكري، ويكون هذا بفكر آخر مضاد للفكر الذي يتأثر به.
وطلب من أولياء الأمور أن يشعروا أولادهم بأنهم ذوي قيمة، وتطعيمهم اجتماعيًا لجعلهم ذوي شخصية قوية، وشدد على عملية التشجيع الدائم للأطفال، لأن شعور الطفل أن له قيمة يجعله معتزًا بنفسه، ولا يسقط بسهولة ويكون ذلك أيضًا عن طريق بناء شخصية للطفل ذات مستوى راقٍ، حتى يصنع منها شخصية ناجحة.
أما عن بعض المفاهيم القديمة والتي تؤدي لخلق شخصية غير سوية للطفل فقال دكتور فوزي:
إن توجيه الشخص لكلية معينة يجعله يحس بشعور صغر النفس مما يؤدي به أن يرتمي في حضن من يشعره بالحنان، حتى ولو كان هذا الحضن خارج نطاق المنزل .. وأشار أن مرحلة المراهقة قد تبدأ مبكرة بسبب وسائل الإعلام وما تبثه من مناظر لا تتماشي مع مستوى إدراك وفكر الطفل.
وأشار دكتور فوزي إلي تعلم الطفل عن طريق التقليد والتعليم بالتجربة الخطأ والتعليم الابتكاري والتعليم بالبصمة، والذي تقلد فيه الابنة أمها، ويتم فيه طباعة الشخصية على الطفل دون أي تغيير، وهنا يجب أن يكون الصدق مع الطفل هو العامل الرئيسي للتربية.
وطلب من أولياء الأمور أن يتفقا على أن تكون نصائحهم لأطفالهم تتميز بالوسطية والاعتدال، ونصحهم بأن يطلبوا من بناتهم وأبنائهم أيضاً أن يحتشموا في الملبس، بل وفي الكلام أيضًا، وفي حركة الجسد ونظرة العيون، وأن لا يكون أي من الوالدين مترددًا في إجابته لأي سؤال يُطرح عليه من طفله، وأن تكون الإجابة موحدة لنفس التساؤل.
وعن ما يحدث داخل الأبناء في هذه المرحلة أوضح سيادته، أن لكل مرحلة وسيلة معينة من اللعب، وأن كل فرد داخله طفل، وإنسان ناضج، وأب أو أم، ويحدث التكامل عندما يشمل الثلاثة أوجه لهذه الشخصية.
وطلب من أولياء الأمور أن يقوموا بإشباع أطفالهم في الإجازة بمختلف أنواع التسلية.
وفي سؤال لـ " الأقباط متحدون" عن وضع الأطفال وبالأخص الفتيات اللواتي يكبرن من ناحية الجسم عن مثيلاتهن في نفس السن، وما الحل عند تعرضهن لمشاكل نفسية بسبب ذلك، أجاب سيادته:
أنه يجب أن نشجعها وننصحها، ونخبرها بماهية هذه التغيرات، ويجب التوازن بين النصائح دون التشدد في الآراء، مع التنبيه أن هذا الكبر والنمو يجب أن نشكر الله عليه لأنه خير لنا وليس بضرر.
وفي سؤال لإحدى الأمهات عن دورهن مع الأطفال عندما يرفضون الاستذكار قال سيادته:
يمكن تقسيم المادة إلى عدة أجزاء، وتتم مذاكرة المادة على عدة أيام، ويتم تشجيع الطفل بهدايا في حال المذاكرة وأيضًا يمكن حرمانه من بعض الهدايا في حالة عدم المذاكرة.
وفي سؤال لإحدى الأمهات عن أن طفلها يرفض التعليم، ويقول لها أنه يود تعلم حرفة لأنها هي المستقبل !! أجاب دكتور فوزي :
يمكن إجابة هذا الطفل بأن التعليم ليس للحصول على مهنة معينة، ولكن التعليم لتكوين شخصية تفيده والمجتمع معاً ..وأشار إلى أن هناك من الحاصلين على كلية الطب أو الهندسة أو الحقوق ولا يعملون في نفس مجالهم، ولكنهم يعملون في مهن أخرى وهم ناجحون، وهم هنا لا يتساوون مع الجهلة الغير حاصلين على أية شهادة.
وفي سؤال عن دور الأم مع البنت بالذات، و في حالة غياب الأب بالخارج، وهو ما تعاني منه ألاف الأسر بالقوصية، أجاب دكتور فوزي صموئيل قائلاً :
إنه من المستحيل أن تقوم الأم بدور الأب ولكن هناك ما يسمى بالأب البديل، كالجد أو العم أو الأخ الأكبر أو الخال .. ولكن هذا كله لن يقوم بدور الأب على أكمل وجه.
والعديد من الأسئلة طُرحت على المحاضر الدكتور فوزي صموئيل حول مدى استطاعة الأم أن تتحدث مع أطفالها وتجيبهم عن بعض الأمور الجنسية فأجاب:
يجب أن تكون حذرة وصريحة وحكيمة في إجاباتها.
وعن مشاهدة الأخوة والأخوات لبعضهم البعض مثلا وهم بالحمامات أثناء الاستحمام أجاب:
أنه لا يصح ذلك بعد بلوغ الطفل سن العاشرة.
وعن عزل الأبناء عن بعضهم أثناء النوم، وأيضًا عزل البنات عن بعضهم البعض في النوم أجاب سيادته:
أنه يجب القيام بعزلهم عن طريق تخصيص سرير لكل منهم وبقدر المستطاع.
وشدد على تعليم الأطفال أن الجنس الآخر ليس خطرًا حتى لا يحدث نفور من قبل أي من الجنسين تجاه الآخر.
واتسم هذا الاجتماع بالحوار والصراحة بين المحاضر وأولياء الأمور، وأظهر هذا الاجتماع أيضًا، الكم الهائل من المشاكل التي تحويها البيوت بين الآباء والأبناء، والتي يعجزون عن حلها نظراً لعدم وجود مؤسسة أو جمعية متخصصة لمعالجة هذه الحالات، مما يترتب عليه تفاقمها وزيادة خطورتها وتأثر المجتمع ككل بهذه المشاكل.
كانت مدرسة النصر قد دعت لهذا الاجتماع بناء على طلب العديد من أولياء الأمور الذين يعانون من العديد من المشاكل في تعاملهم مع أبنائهم
وفي حديثنا مع الأستاذ دميان غالي مدير مدرسة النصر بالقوصية أشاد سيادته باهتمام أولياء أمور التلاميذ بالحضور، وأرجع ذلك لما يعانونه في تربية أولادهم، نظرًا لوجود مشاكل لم يكن المجتمع على علم بها ونظرًا للتقدم التكنولوجي والسطوة الإعلامية وتأثر الأطفال بها.
وفي لقائنا مع الأستاذة "شوق سلطان" وكيل المدرسة أوضحت لنا أن المسئولين بالمدارس أيضًا يعانون الكثير في تعاملهم مع التلاميذ، حيث أن المشاكل التي يعاني منها الأطفال بالمنزل تأتي بأثر سلبي على تصرفاتهم داخل المدرسة، وشددت على أن دور المنزل في التربية هو الدور الأساسي أما المدرسة فهو دور تكميلي.
وفي حديثي مع بعض الحاضرات لهذا الاجتماع، أحسست بحاجتهن الشديدة لمثل هذه التعاليم والنصائح والمشورة، فهل تأخذ باقي المدارس، بل والمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية نفس هذا النهج، الذي أخذت به مدرسة النصر بالقوصية، حتى يمكننا أن ننشئ أجيالاً سليمة وصحيحة وقوية، حتى نضمن لمصرنا مستقبلاً يتسم بنفس هذه الصفات؟؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=15427&I=385