د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
أكتب لكم هذه المقالة وأنا مش فاهم إحنا فين.. لا ما تفهمنيش غلط، أنا عارف إننا في مصر، بس أنا بأسأل إحنا فين من فصول السنة الفصول إللي كلنا نعرفها، الشتاء الربيع الصيف الخريف، بس حد يقول لي إحنا فين، مشغل المروحة وفارش البطانية، لا مش متغطي بيها، لكن فارشها عندي، تحفُّظ على الموقف العام للجو، الجو مِدي على صيف رغم إننا جغرافيًا في الشتاء ومقربين على الربيع، يعني تقدر تقول إننا في شتاء مربع.
ولما طرحت هذه الفكرة على صديقي – دائم الشكوى من الحكومة- وجدته يقول ما هي حكومة.... فاندهشت لماذا يا ابني بس.. مالها الحكومة! ده حتى الأرصاد طلعت صادقة في ما تقوله وبتنبهنا على كل ما سيحدث.. يبقى ذنب الحكومة إيه!؟.. فرد صديقي هو كده يعني الحكومة كان دورها إيه في مكسب شحاتة لكأس أفريقيا لثلاث مرات، قلت له مالهاش دور، قال خلاص يبقى زي ما بيبقاش لهم دور وبينسبوا لنفسهم دور في النجاحات يشربوا بقى ذنبهم في أي حاجة مالهمش ذنب فيها.
كنت أتمنى أن أستطيع أن أخفض حرارة الجو قليلاً لأنني أستشعر أن الدنيا حر أوي والناس مش طايقة نفسها، إزاي يعني مثلاً تلاقي صاحبي إللي في مرسى مطروح بيقول لي إن مافيش فايدة، وجود البحر زي عدمه، تلاقي الناس مش طايقة نفسها من الحر والزعلان يشرب من البحر، والصديق التاني إللي في الدقهلية بيقول لي إن حتى في ديوان المحافظة نفسه إللي المفروض يكون مكيف الناس مش طايقة نفسها، فرد عليه صاحبي الخبيث قائلاً لا إزاي يا فالح دة أنا سامع إن فيه أسرة راحت تبيِّت في مبنى المحافظة من الطراوة إللي فيه، فابتسم صاحبي المتذاكي دائمًا وقال طبعًا لا مانع أن أقول لكم إن المِنيا حر لأنكم كدة كدة عارفين إن الصعيد كله مولع من فرشوط للمنيا.
أذكر أن اللحظة الوحيدة التي شعرت فيها بملامح البرد كانت يوم السبت ليلاً وأنا جالس في الهواء الطلق أتابع احتفالية موقع "الأقباط متحدون" لتكريم أمهات شهداء نجع حمادي، ولم يهون عليَّ برودة الجو الخفيفة إلا حرارة الدموع في عيون الأمهات حينما أُنشدت أنشودة يا تراب الأرض حاسب، وازداد الدفء بالنسبة لي عندما استمعت لأنغام الفلوت التي عزفتها الفنانة سيلفيا لروائع الألحان العالمية لبخ وتشايكوفيسكي وغيرهم، وأكثر ما صبغ الجو بالدفء الجو الأسري الذي لمسته في كلمات "الباشمهندس" عزت بولس الإنسان الرائع الذي أدين له بدين كبير، وأنا على ثقة بأنه سيأتي اليوم الذي أقول للعالم كله ما هو الدين بل وسأحاول أن أرده، وأيضًا تقديم الرائعة باسنت موسى والاستاذ عزت عزيز وأبينا يوأنس كمال المبدع.
وفاضل سطر وتخلص المقالة ممكن نستعيض عنه بموسيقى هادئة تهدئ الأجواء المتوترة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=15335&I=383