عماد خليل
كتب: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
الانتخابات العراقية الأخيرة التي اختُتمت مرحلة الاقتراع بها في 7 مارس الجاري، كانت تتم وسط أجواء داخلية وإقليمية غير طبيعية، وإذا ما كان العراقيون هم من ذهبوا إلى صناديق التصويت، إلا أنه على ما يبدو هناك اعتبارات أخرى ستتحكم في النتيجة المعلنة، أبرزها تدخلات القوى الإقليمية، والدول ذات المصلحة، والاحتقان المذهبي، والطائفي، والإرهاب الذي أطل برأسه في مشاهد متفرقة من اليوم الانتخابي.
وكانت مؤسسة "ماعت" قد راقبت الانتخابات العراقية الأخيرة من خلال مراقبتها لمراكز الاقتراع التي خُصصت للعراقيين في مصر خلال الفترة من 5- 7 مارس 2010، وذلك ضمن نشاطها وعضويتها في شبكة الانتخابات في العالم العربي، وقد أقرت المؤسسة في بيانات سابقة لها أصدرتها بالتزامن مع مرحلة الاقتراع بأن الحرص على إشراك عراقيي الخارج يمثل نقطة ايجابية تستحق الثناء، كما أشادت المؤسسة في بياناتها بإجراءات سير الانتخابات في المراكز التي خضعت للمراقبة، والتي لم يشوبها إلا بعض التجاوزات البسيطة غير المؤثرة في سير العملية أو نتائجها.
ولكن المتغيرات التي جرت خلال الأيام الأربعة التالية للانتخابات جديرة بأن تجعلنا نتخوف من تأثير هذه المتغيرات على نتيجة الانتخابات ونتشكك في أن تأتي النتيجة معبرة عن ما تقوله صناديق الاقتراع، ومن هنا فإن مؤسسة "ماعت" تود أن تسجل بعض ملاحظاتها على ما جرى:
1- تؤكد المؤسسة على موقفها الذي أعلنته في بيان صحفي تم إصداره صبيحة انتهاء مرحلة الاقتراع، وأشارت فيها إلى أن تأخر عملية فرز الأصوات وعدم تحديد موعد نهائي لذلك أبرز سلبيات الانتخابات العراقية في الخارج لأن ذلك يمكن أن يفتح بابًا للتلاعب في نتائج الانتخابات، وها هي الأيام تثبت صدق توقع المؤسسة، خاصة وأنه حتى الآن لم يعلن أي موعد لإجراء عمليات الفرز الخاصة بأصوات العراقيين المقيمين في مصر.
2- تنظر مؤسسة "ماعت" بقلق بالغ للتصريحات الصادرة والمعلومات التي يتم تسريبها عن أطراف وكتل سياسية بالعراق، وكذلك مسئولين بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي تزكي فوز فصائل معينة بالانتخابات العراقية بالرغم من عدم إعلان النتائج المبدئية حتى الآن.
3- ترى مؤسسة "ماعت" في ضوء ذلك أن نزاهة الانتخابات في العراق يمكن أن تكون ثمنًا لصراعات القوى الإقليمية وجماعات المصالح الدولية المتربصة بالعراق وثرواته ومقدراته والتي تود استخدامه كورقة ضغط في معاركها المقبلة معًا.
ودعت مؤسسة "ماعت" كافة الأطراف الدولية والإقليمية والعراقية المعنية برفع يدها عن انتخابات العراق، وترك نتائجها لرغبة الناخب العراقي بالداخل والخارج، وتناشد المؤسسة كلاً من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة القيام بدورهما المنوط في هذا الشأن، خاصة وأنهما يشاركان بفاعلية في عمليات المراقبة والدعم الفني.
http://www.copts-united.com/article.php?A=15245&I=380