سيد القمني وكعبة سيناء

لطيف شاكر

بقلم: لطيف شاكر
نقلت صحيفة الراية القطربة عن  الكاتب المصري سيد القمنى- والذى وصفته بالمعاد للإسلام- دعوته للحكومة المصرية  إلى إنشاء "كعبة" بسيناء لجميع "الأديان" ليحج إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، وطوال العام، حتى يتم قطع السبيل على بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
واضافت الصحيفة ان القمني و الذي دأب على إطلاق كتابات تنال من الاسلام وتطعن في ثوابته وعقيدته وقيمه- على حد وصفها-، زعم أن مقترحه سوف يدر على الخزينة المصرية نحو 30 مليار جنيه سنويا، وسبق وأن صدرت بحق القمني بيانات تكفير منفصلة من جبهة علماء الأزهر والجماعة الاسلامية والاخوان المسلمين والجماعة السلفية.

ونقلت الصحيفة عن القمني قوله ان " العلاقة مقطوعة بين الاسلام من جهة، وبين العلم والاقتصاد "و نافيه للإعجاز عن القرآن الكريم"
وفي الحقيقة اعتبر هذا الرجل د. سيد القمني مفكرا فذا وسابقا لعصره وشجاعا في طرحه هذا لان  العبرة ليس بالمكان لان الله داخلنا فنحن لانعبد احجار ولكن نعبد اله حي يسكن في ضميرنا ووجداننا وايضا موجود في كل مكان ولا يحده مكان فهو في السماء ننظر اليه  ونتمتع بسمائه الممتدة الي ملكوته السمائي, وعلي الارض  نفرح بصنعة يدية في جمال وروعة الطبيعة الخلابة .(الاله الذي خلق العالم وكل مافيه هذا إذ هو رب السماء والارض لايسكن في هياكل مصنوعة بايادي  ...وصنع من دم واحد كل أمة من الناس بسكنون علي كل وجه الارض وحتم بالاوقات المعينة وبحدود مسكنهم لكي
  يطلبوا الله لعلهم يتلمسوه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد)اع 27:17
وقد قام داهية السياسة الرئيس الراحل السادات بفكرة وادي الراحة بمنطقة سيناء في تخوم منطقة سانت كاترين المنطقة التي تكلم فيها الاله لموسي النبي لتضم كنيس وكنيسة ومسجد ليضم الثلاث اديان ولو طال عمره كان من المؤكد سيعمل علي استكمال هذا العمل العظيم الذي  سيؤثر  بلا شك علي الدخل القومي للوطن  ويؤثر  سلبيا علي دخل السعودية واسرائيل  اقتصاديا .لان المكان سيكون فرصة لجميع اصحاب الديانات الثلاث وفي المستقبل القريب مزارا مقدسا يشد انظار العالم اليه,    وتشجيعا للسياحة الدينية مما يجلب لمصر ثروة طائلة بالعملات الصعبة التي في مسيس
  الحاجة اليها مصر , اضافة الي تشغيل كثير من الايدي العاملة .

ويقول الكاتب الكبير الاستاذ انيس منصور بجريدة الشرق الاوسط بتاريخ 16 يونيو 2006 :....وكنت المسؤول عن مشروع بناء رمز توحيد الأديان أو مسالمة الأديان الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية، مبنى واحد يضم الجامع والكنيسة والمعبد، وكان السادات قد قرر أن يكون البناء من أموال المتبرعين، كل واحد من سكان كوكب الأرض بجنيه أو نصف جنيه أو حتى ما يعادل عشرة قروش، ومن هذه الأموال يمكن بناء الرموز الثلاثة، والتعايش بين الأديان، وهذا التعايش موجود في حي مصر القديمة، ففيه توجد كنيسة أبو سرجة، التي اختبأ تحتها السيد المسيح ووالدته وخطيبها يوسف
  النجار هربا من الرومان، وفي حي مصر القديمة مسجد عمرو بن العاص ومعبد بن عزرا. وماتت الفكرة كما مات صاحبها، ومات السادات دليلا على أنه لا سلام لمن ينادي بالسلام!
واللافت للانتباه ان مصر كانت وستظل كعبة لكثير من الحجاج بالعالم ,وعلي سبيل المثال كتب د.سيد كريم بكتابه الرائع لغز الجضارة المصرية ..... الاتي
فكان الهرم الاكبر هو معبد الاله الواحد وبيت اسراره فسجلت اسرار تنبؤاته علاقة السماء بالارض او علاقة البشرية برسالات السماء المتتالية التي تدعو الناس الي عبادة الاله الواحد وهوما اوضحته تنبؤات الهرم من تحديد تاريخ موجات الايمان والالحاد ونزول الكتب السماوية ورسالاتها المتتالية التي تتفق جميعها في العقيدة والمصدر والرسالة والدعوة .
مما يلفت النظر ان رسالة التوحيد الاولي التي عبر عنها الهرم الاكبر مازالت تجد لها صدي في المجتمع البشري الحديث , ممثلة في احدي الديانات او الجماعات الغربية التي يطلق عليها(جماعة الروزيكروشان ).الذي سنوضحها فيما يلي :

جماعة الروزيكروشان  اي الصليب الوردي او الهالة الوردية في لغات اخري وترجع نشأة هذه الجماعة الي اوائل القرن الخامس عشر ويبلغ تعداد الطائفة حوالي عشرون مليون او اقل ينتشرون في دول اوربا وامريكا لهم معابدهم الخاصة ويؤمنون بالاله الواحدالذي يرمز له بقرص الشمس او القوة الخفية خلف الشمس التي تهب الحياة في الارض وتحرك الكون في قبة السماءالتي يجلس الاله علي عرشها .
وتعتبر طائفة الروزيكروشان ان جميع الديانات الاخري التي تنادي بالتوحيد ابتداء من اخناتون ثم ابراهيم وموسي والسيد المسيح خرجت جميعها  من مصر لنشر العقيدة في انحاء العالم وكل دعوة او رسالة ماهي الا دعوة لتصحيح الايمان بالاله الواحد كلما انحرف الناس عن العقيدة الاصلية او خرجوا عن التعاليم التي وضعها الاله للبشر ليسيروا بمقتضاها .
وتعتبر جماعة الروزيكروشان ان الهرم الاكبر هو كعبة العقيدة وبيت الاله الذين يحجون اليه كل عام من جميع انحاء العالم في ميعاد عيد الاله . ومازالت تصل وفودهم كل سنة حيث يحضرون في جماعات عن طريق تنظيم هيئاتهم في فرنسا وامريكا حيث يتجمعون من انحاء العالم ويحضر مع كل مجموعة احد قادتهم الدينيين ويقومون بمراسم الحج وزيارة الهرم الاكبر   ويؤدون طقوسهم الدينية امام الناووس بغرفة الملك التي يطلقون عليها اسم (المحراب المقدس لروح الاله ) .

كما يرتدون اثناء طقوسهم الدينية محرمة فرعونية مثلثة الشكل كرمز للهرم او ثالوث القوي الالهية . ويضعون علي صدورهم وردة حمراء ترمز الي دماء الحياة التي تجري في عروق البشر وتدور بانتظام كدورة الافلاك كما تتوقف الحياة عندما يأمرها الاله بالتوقف . ويضعون ايديهم متقاطعة فوق صدورهم كالطريقة الفرعونية ويتلون الصلاة التي يقولون انهم يحتفظون بها في معابدهم السرية وهي من البرديات والمتون القديمة التي كانت  محفوظة داخل الهرم .
ومما هو جدير بالذكران ان تلك النصوص التي يرددونها في طقوسهم لاتخرج عن بعض اناشيد اخناتون ومتون كتاب الموتي , ومن بينها مايتلونه في قداسهم امام الناووس وفيه يقولون ( هو الاله الواحد , اخفي من ان يعرف جلاله .. وأسمي من ان يناقش أمره , وأقدر من ان يدرك شأنه , يخر له الانسان صعقا لتوه من الرهبة اذا نطق اسمه وحدد مصير الكائنات كلها بحكمة . مااعظم اعماله فهو الاله الاوحد ولاشبيه له).
وتهتم تلك الجماعة بالهرم وما يتعلق به من الغاز واسرار كما ان لها مكتبة خاصة تحوي مجموعة ضخمة من المؤلفات والمطبوعات تدور جميعها حول عقيدة التوحيد وعلاقتها بالهرم الاكبر وتاريخ الفراعنة . ومن بين مطبوعاتهم التي وضعت عن الهرم الاكبر (النبؤات الرمزية للهرم الاكبر) للدكتور سبنسر لويس الذي ضمنه جميع التنبؤات التي كشفها علماء الفلك والآثار والغيبيات في مختلف العصور . وايضا كتاب (الهرم الاكبر بيت الاسرارالخفية )  و(عقيدة التوحيد والعودة الي الحقيقة) .

وضمت جماعة الروزيكوشان مجموعة كبيرة من كبار العلماء والكتاب العالميين وفنانين من بينهم علي سبيل المثال وليم بتري عالم الاثار, ودافيسون عالم الفلك, ونيوتن عالم الرياضيات وسبنسر لويس عالم الكهنوت وبول روبنسون المغني .
وفي21 من اكتوبر من كل عام عيد ميلاد رمسيس الثاني حيث تتعامد الشمس علي وجهه يأتي اعداد غفيرة من الامريكان الافارقة(السود) ليحجوا اليه وهم يلبسون ملابس  بيضاء  كاملةالاناقة ,  ويقدمون له صلواتهم مهللين  ومرنمين امامه  ببعض كلمات اخناتون ثم يأخذون من مياه النيل المقدسة في زجاجات يحملوها لهذا الغرض مايستطيعون حمله كهدايا ثمينة لعائلاتهم واحبائهم  في امريكا   , بعد الانتهاء من طقوس عبادتهم امام رمسيس الملك  ويعودون وهم في فرح وسعادة  ( كانوا زبائن دائمين علي شركتي السياحية وكان يصل عددهم حوالي 500 سائحا) وكان اهل اسوان والاقصر
  ينتظروا قدومهم بفارغ الصبر لان حضورهم يحمل خيرا كثيرا لهم.

واذا كانت الاديان تنادي بالسلام فلماذا  لايتجاوروا في سلام ويتصالحوا علي المحبة ..واذا كان سيد القمني قد طرحها كفكرة اتمني ان تختمر في عقول المسئولين والمستثمرين  وتتحول الي واقع   فاكبر الاعمال تبدأ بفكرة جديدة, او حتي  حلم سعيد ثم يأتي دور التفعيل واظهاره علي ساحة الحقيقة  ...ارجو ان يفكر القارئ كم ستجني مصر وراء هذا المشروع العظيم... الا يعم الرخاء علي شعب مصر ويغطي كثيرا من احتياجاتها  ويسد اعوازها ..نحن نملك اكبر ثروة في العالم , ولدينا مقومات لنملك النصيب الاكبر  في  دخل السياحة العالمية.
وللعجب العجاب وكأن في مصر مايعوق الطريق  دائما نحو رفاهية الشعب وسعادة المواطنين  فتقول نفس جريدة قطر في ختام المقال :وفى أولى ردود الافعال الغاصبة على هذه الدعوة وصف الشيخ خالد الجندي كلام القمني المعادي للاسلام و الحائز على جائزة الدولة التقديرية بانشاء كعبة بسيناء لجميع الاديان ليحج اليها الناس من مختلف الملل و الديانات من شتى دول العالم, بإنه ازدراء و تطاول على الاسلام و المسلمين و ليس بالامر المقبول.... ولا تعليق ..وعجبي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع