نحن ولعبة الأمريكان والروس

عماد الدين أديب

بقلم عماد الدين أديب
لا بد للرئيس الجديد من أن يتفهم جيداً طبيعة العلاقات الحالية بين واشنطن وموسكو، وشكل التوازن فى العلاقات الدولية.

ويبدو أن المساحة الزمنية لتقييم هذه العلاقة سوف يتم تصنيفها على 3 مراحل زمنية.

الأولى، وهى مرحلة العلاقة الحالية التى تمارس فيها موسكو كل عناصر القوة، بينما تقف الولايات المتحدة فيها فى أقصى درجات الاستضعاف والارتباك فى تاريخها المعاصر.

أما المرحلة الثانية فهى تلك الفترة الزمنية التى سوف تستغرق قرابة الـ30 شهراً، وهى بقية الفترة المتبقية للرئيس باراك أوباما وحزبه الديمقراطى.

ويتحدثون فى واشنطن عن أن الرئيس المقبل بالتأكيد سوف يكون من الحزب الجمهورى بعدما أخفق الرئيس أوباما فى كل وعوده الداخلية فى إصلاح الاقتصاد أو فى تحقيق الوعود الخدمية الخاصة ببرنامج إصلاح النظام الصحى المعروف باسم «أوباما كير».

أما فى مجال السياسة الخارجية، فإن مكانة الولايات المتحدة قد تراجعت بشكل كبير بعد سوء إدارة أوباما أزمات بلاده فى كوريا الشمالية وإيران وسوريا وفلسطين.

أما المرحلة الثالثة فهى مرحلة تعامل الرئيس المصرى المقبل مع الرئيس الجمهورى القادم.

إن هذا الفهم الدقيق سوف يؤدى إلى ضرورة انتهاج سياسة مبكرة تبدأ من قيام رئيس مصر الجديد بإعادة رسم سياسات واستراتيجيات مصر الخارجية.

من ناحية أخرى، يظهر بوتين الذى يمارس صلاحياته كقيصر روسيا الجديد بكل علامات القوة وبدبلوماسية ذكية يقودها وزير خارجيته سيرجى لافروف ببراعة منقطعة النظير.

إن مصر بحاجة إلى ممارسة هذه السياسة بفهم كامل، لأن هذا الأمر يرتبط ارتباطاً معنوياً باقتصادها وسياستها التسليحية من ناحية، وبتوازنات المنطقة من ناحية أخرى.

أكبر خطأ يمكن أن نقع فيه هو أن نستمر فى التعامل بنفس السياسات القديمة فى عالم يتغير فى توازناته الدولية بشكل معقد ومتسارع.

هذا هو أهم ملفات الرئيس المصرى المقبل خارجياً.
 نقلآ عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع