أهالي النوبة وتمييز عرقي للونهم الأسمر

جرجس بشرى

** سمير العربي: يجب تدريس اللغة النوبية والفلسفة النوبية والأخلاق والعادات والتقاليد النوبية كي لا تندثر.
 ** سمير عثمان أحمد: النوبيون قدموا تضحياتٍ عديدة لمصر وتركوا أراضيهم ومنازلهم بمجرد طلبها منهم بسبب مشروعات خزان أسوان المتعددة منذ عام 1902.
ــ تم تقديم تعويضات بسيطة لأهالي النوبة لا تمثل تعويضًا عادلًا لمُمتلكاتهم التي غرقت أو ضاعت. 
ــ رغم تأكيد الرئيس المصري محمد حسني مبارك على ضرورة التعويض العادل لأبناء النوبة وأولوية عودتهم لأراضيهم ولموطنهم الأصلي بالنوبة، إلا أن العوائق الإدارية من بعض المسئولين بالدولة ما زالت تمنع تحقيق هذا المطلب الرئاسي بحجج وذرائع شتى كفيلة بتأجيل تنفيذ مطالب الرئيس أو إلغائها.
كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون أهالي النوبة وتمييز عرقي للونهم الأسمر
 
أكد الكاتب الصحفي النوبي سمير العربي أن أهالي النوبة يعانون من التمييز العرقي بسبب لونهم الأسمر، وبسبب الأصل النوبي الذي يمتد لأصول إفريقية وفرعونية قديمة، حيث كانت النوبة إحدى الحضارات المزدهرة منذ آلاف السنين في جنوب مصر، وقال العربي في الندوة التي أقامها "رواق بن خلدون"، وأعدها الناشط الحقوقي، والإعلامي حسن الشامي، والتي حملت عنوان "رؤية الإصلاح من منظور المواطنة.. مشكلات أهالي النوبة":
"إن للنوبيين ثقافة مميزة وعادات وتقاليد ولغة مميزة كذلك، وإن القبائل النوبية تمتد من جنوب مصر وحتى شمال السودان"..

وطالب العربي بتدريس اللغة النوبية والفلسفة النوبية والأخلاق والعادات والتقاليد النوبية كي لا تندثر، مؤكدًا على أن العالم كله، خاصة الشعوب الأوروبية، يدرسون الثقافة والحضارة والآثار النوبية، وأنه ليس من المعقول أن نكون شعبًا بلا عقل وننسى حضارتنا وثقافتنا.
كما طالب سمير عثمان أحمد في الندوة برد الحقوق المسلوبة لأهالي النوبة باعتبارهم مواطنين مصريين مقيمين على أرض مصر منذ آلاف السنين، وليس لهم بلد سوى مصر، وأوضح عثمان أن النوبيين قدموا تضحيات عديدة لمصر وتركوا أراضيهم ومنازلهم بمجرد طلبها منهم بسبب مشروعات خزان أسوان المتعددة منذ عام 19.2، حيث غرقت 15 قرية نوبية وتم وقتها تهجير النوبيين من مناطق ساحلية إلى مناطق جبلية، ثم في عام 1912 تم تعلية خزان أسوان وغرقت حوالي 20 قرية نوبية أخرى، و في عام 1932 تمت تعلية لخزان أسوان، وتم تقديم تعويضات بسيطة لأهالي النوبة لا تمثل تعويضًا عادلاً لممتلكاتهم التي غرقت أو ضاعت، وقال عثمان إنه منذ التفكير في بناء السد العالي بأسوان عام 1953 ودراسات اختيار موقعه وتحويل مجرى النيل وحتى بدء تنفيذه عام 1963 وحتى انتهاءه عام 197..

قدم أهالي النوبة تضحيات عديدة.. حيث تم تهجيرهم إلى صحراء كوم امبو بعدما كانوا يعيشون على الصيد والزراعة بالقرب من نهر النيل، فتشتت أهالي النوبة في الجبال، وضاع التواصل الثقافي والاجتماعي لهم، وزادت هجرة المواطنين النوبيين إلى خارج أراضي النوبة والى خارج مصر، وبالتالي تأثرت الثقافة واللغة النوبية والعادات والتقاليد الأمر الذي هدد وحدتهم الثقافية ويهدد بضياع لغتهم وذوبانهم في المهجر أو داخل مصر، وأوضح عثمان أنه رغم تأكيد الرئيس المصري محمد حسني مبارك على ضرورة التعويض العادل لأبناء النوبة وأولوية عودتهم لأراضيهم لموطنهم الأصلي بالنوبة، إلا أن العوائق الإدارية من بعض المسئولين بالدولة ما زالت تمنع تحقيق هذا المطلب الرئاسي بحجج وذرائع شتى كفيلة بتأجيل تنفيذ مطالب الرئيس أو إلغائها.