مايكل فارس
كتب: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
عقد قداسة البابا شنودة الثالث مؤتمرًا صحفيًا، أول أمس الأربعاء، بعد العظة الأسبوعية، وذلك في تمام الثامنة مساءًا، لينعي فيه فضيلة الإمام الراحل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وقال فيه "حزنت حزنًا تملك كل كياني حينما فوجئت بسماع خبر وفاة صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر؛ إنها خسارة كبيرة لا تعوض، فقد كان رحمه الله مجموعة من الفضائل، وكانت له في قلبي محبة عميقة، وكنت أعتبره أخًا لي وصديقا؛ وكنا نتفق معًا في كثير من الآراء والمواقف، ولا أجد عزاءً في فِراقه"..
وقال قداسته:
"كانت بيننا أحاديث خاصة كثيرة جدًا في مناسبات عديدة، وكان رأينا واحدًا، وكنا نتناقش بشأن القضايا المختلفة عبر الهاتف أولاً، ثم نتقابل بعدها لنخرج بفكر واحد ورأي واحد"..
وذكر قداسته مثالاً على ذلك، فقال:
"منذ سنوات وعندما كان النقاش محتدمًا حول قضية نقل الأعضاء من الميت بعد موته في حال ثبوت الموت، كان رد فضيلة شيخ الأزهر أن نترك مثل هذه الأمور للأطباء، ولا نتدخل في الطب..
وذكر قداسته مثالاً آخر حول رأي فضيلة شيخ الأزهر بشأن موضوع "موت الرحمة"، لإراحة المريض من التعب الذي يعانيه من المرض، وقال قداسته إنهما كانا متفقين في هذا الشأن وفي كل الآراء تقريبًا.
وذكر قداسته أيضًا أن فضيلة شيخ الأزهر كان يتمتع بالطابع الريفي البعيد عن طباع المدينة وما بها من صخب وضوضاء.
وبعد ذلك بدأ قداسة البابا في الإجابة على أسئلة الحضور من الصحفيين وممثلي القنوات الفضائية..
وسأله عمرو بيومي، الصحفي بجريدة "المصري اليوم":
- هل كان ما تتسم به العلاقة بين قداستكم وبين فضيلة الإمام من شكل ودي، أمرًا شخصيًا، أم أنه كان تمثيلاً لطبيعة العلاقة بين المؤسستين، الكنيسة والأزهر؟
- فكان رد قداسته: "صداقتنا كانت شخصية وليست صداقة بين الكنيسة والأزهر؛ ونحن نصلي لأجل أن يكون شيخ الأزهر القادم بنفس الروح والأسلوب والعلاقات الطيبة"..
وسألة الزميل هاني سمير، الصحفي بـ"الدستور" عن كيفية تحويل الخلافات في الرأي بينه وبين الإمام إلى اتفاق؟، فكان رد البابا أنهم لم يختلفوا أبدًا في أي شيء، وأكد أنهم كانوا فكرًا واحدًا..
وعن سؤال آخر من قناه "ctv" حول دور فضيلة شيخ الأزهر الراحل في مواجهة الفتنة الطائفية، قال قداسة البابا إن فضيلة الإمام لم يوافق نهائيًا على أي من تلك الأفعال، وأكد قداسته أن مشكلة الفتنة الطائفية في أيدي رجال الأمن والسياسة وليس شيخ الأزهر.
وضرب مثلاً على تسامحه، وقال إن شيخ الأزهر اتصل بقداسته عندما حدثت اعتداءات على أقباط قرى العياط، والأمن لم يحرك ساكنًا حينها، وقال له أرسل لنا "الأنبا يؤأنس"، وذهب الأنبا يؤانس بالفعل، وسأله فضيلة الإمام عن حجم الخسائر، فصرف على الفور شيكًا من حساب الأزهر، بمئات الآلاف ليعوض بنفسه الأقباط ومن مال الأزهر، ولكن الأنبا يؤانس قال حينها لن أخذ الشيك إلا بعد علم البابا، الذي رفض بشكل كلي..
شاكرًا محبة شيخ الأزهر
سؤال آخر تقدم به عبد الوهاب شعبان الصحفي بالوفد، عن تنسيق البابا مع الأزهر بعد رحيل الإمام طنطاوي، وهل سيتوقف ذلك حتى يتم معرفة الإمام القادم، خاصة في القضايا المهمة والوطنية؟
فكان رد قداسته إنه لا يُشترط التنسيق مع أحد في القضايا الهامة، مؤكدًا أنه يتصرف فيها دون ارتباط بأحد، وقال: "لا أشاور البعض أو ألتمس التعامل معهم، فالتعامل يأتي تلقائيًا.. ولكن إن كان أحد الأحباء يريد الاتصال والتنسيق معي فلا مانع من التشاور معه"..
وأنهى قداسة البابا المؤتمر قائلاً: "أنا مش قادر أتصور ألاقي شيخ أزهر تاني".. ربنا يختار الصالح..
http://www.copts-united.com/article.php?A=15202&I=378