بقلم - عصام نسيم
من اقوال ابينا المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث (المسيحيون هم الشعب الوحيد الذي يحتفل بالالام ويعيدون لها . كذلك هم الوحيدون الذي يعيدون بالالام ربهم يمجدون هذه الالام ويقدسوها ويشكرون الله عليها )
وفي الحقيقية ان المسيحية ديانة قدست الالام ونظرت للالام نظرة مختلفه خصوصا الالام الصليب التي تحملها الرب يسوع من اجل خلاص البشرية كلها .
فالمسيحية بدون صليب ليست مسيحية ,فالمسيحية هي الصليب والصليب هو المسيحية .
وما هو الصليب الا رحلة الالام ولكنها ليست مجرد الالام عادية ولكنها
بالنسبة للسيد المسيح كانت الام خلاصية كان دافعها الحب الالهي الغير متناهي والغير مدرك لذلك بادله المؤمنين به محبة وبادله تحملا الام الصليب ايضا كل واحد حسب ما اعطى له ولكن الالام الصليب بالنسبة للمؤمنين كان الام حب لهذا الاله الذي سبق واحبهم اولا وتحمل كل هذا الالم من اجلهم ومن اجل خلاصهم وفدائهم .
وهكذا غيرت المسيحية المفهوم البشري والانساني للالام واصبح مفهوم الالام علي الصليب وما قبل الصليب ليس مجرد عقوبه او لعنة او شر ولكنها اصبحت اعلان علي المحبة ودليل علي ثمن الخطية الذي دفعه الرب يسوع عنا بالالامه وصلبه الفكاري ,\
وهكذا اصبح احتفال المسيحيون بالالام ليس مجرد ذكرى نتذكر فيها ما فعله المسيح من اجلنا ونحزن علي هذه الالام وكيف تحملها الرب ونلوم اليهود لانهم فعلوا ما فعلوه في القدوس البار .
ليس الاحتفال بالالام مجرد تذكر لحادثة حدثت في وقت ما في التاريخ الانساني الالام وظلم وقع علي انسان برئ لم يفعل اي خطية ولم يوجد في فمه غش .
فاحتفالنا بالالام في هذا الاسبوع المقدس - اسبوع الالام - والذي له قدسية خاصة عند كل المسيحيون في كل انحاء العالم الجميع يصومه ويقدسه بكل اكرام واجلال وخشوع ,,ففي احتفالنا باسبوع الالام نعيش مع السيد المسيح رحلته خطوه خطوه نحو الصليب بدء من دخوله اورشليم كملك منتصر عادل وديع الي ان يرفع علي خشبة الصليب فاديا ومكفرا عن كل خطايا البشر في كل العصور والازمان .
احتفالنا بالالام هو احتفال بالخلاص الذي اعده الله لنا وقدمه لنا من خلال هذه الرحله وهذه الالام نعيشه ونتأمل فيه ونشكر الله عليه .
احتفالنا بالالام هو ايضا تذكر كيف كانت محبة الله لنا حتى فعل كل فعل وتحمل كل هذه الالام والاهوال وهو القدوس البار الذي وهو الممجد في سماءه من ملائكته الاطهار يتنازل ويحتمل الظلم والاهانه والعار من اجل خلاصنا وفداءنا ونشكر ايضا الله علي هذه المحبة الفائقه .
كذلك في احتفالنا بالالام نمجد ونبارك ونقدم الاكرام لهذا الاله والذي وهو في صورة الضعف والعار هو الاله العظيم الممجد في السماء والارض ففي الوقت الذي كان يستهزء به الجميع من السيد المسيح بدءا من اللص المصلوب بجواره الي اليهود ورؤساء الكهنة والشيوخ يسخرون منه ويستهزؤن به الجميع كان يستهزء فنحن في احتفالنا بهذه الالام نعترف بمجد الله مرددين بكل قوة التسبحه الرائعه الخالده والتي نرددها طوال ايام البصخه المقدس لك القوة والمجد والبركة والعزة الي الابد امين يا عمانوئيل ملكنا والهنا ) فرغم ان السيد المسيح علي الصليب كان مهان حامل عار الخطيه ولكنه ايضا هو الاله الممجد الله القدوس الله القوي الذي لا يموت .
واخيرا ليتنا نعيش كل لحظة في هذا الاسبوع متأملين في كل ما فعله السيد المسيح من اجل خلاصنا كذلك ونعرف ايضا كيف سببت خطايانا كل هذه الالام لمخلصنا يسوع المسيح وكيف ان الخطية بشعه وعاقبته الموت هذا الموت الذي تحمله السيد المسيح عنا وهكذا نشركه ونسبحه ونمجده في كل دقيقه في اسبوع الالام بل وكل ايام حياتنا.
ليعطينا الرب ان نحيا في هذه الايام حياة مباركه مقدسة ونحتفل ونفرح بقيامته المقدسة.
ولكل مسيحي العالم نتمنى اسبوع الام مقدس وقيامة مجيده مبهجه .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=151245&I=1873