المصري اليوم - هبة عبدالحميد
فى قهوة «الريس» كل شىء هادى مثل مصر تمامًا، فالطاولة لم تكن محبوسة بل عادة، كدعوة الإضراب، التى لم تفلح فى استقطاب داعمين لها، فباستثناء مواقع المظاهرات الشهيرة، خرج اليوم عاديًا.. مصريان يرتديان الجلباب البلدى جلسا فى المقهى لا يدريان شيئًا عن الإضراب، ولا يعرفان عنه سوى أنه من «الضرب» ضرب «النرد» على القطعة التى يلعبان عليها «الطاولة».
المقهى الكائن فى منطقة بدار السلام، والذى لايزال يتوافد عليه الناس، يجلسون عليه بالليل والنهار، فكونه مقهى بلديًا جعل له طابعًا خاصًا، كما أن مرور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عليه عندما زار «دار الطين»، التى بدل اسمها فيما بعد إلى «دار السلام»، جعل له شهرة كبيرة فى القاهرة وكفر الشيخ وأسوان.
اهتمام الجالسين فى المقهى تراوح بين النداء على الطلبات والانغماس فى اللعب، «صاحب القهوة» جمعة محمد جمعة، ٦٠ عامًا، «لا يعرف شيئًا عن الإضراب»، وتساءل: يعنى إيه إضراب؟!،
جمعة يتجاوز الحديث عن الإضراب ليحكى عن مقهاه «أنشئت هذه القهوة منذ أكثر من قرنين، عاهد فيها جدى محمد على مؤسس الأسرة العلوية، صاحب الطفرة الزراعية الهائلة بدار السلام، وقتها كانت دار السلام كلها أراضى زراعية يزرع فيها البصل والبطاطس والخضروات، وكان وقتها جدى وتحديدًا خال والدى يدعى حسن عسقلان، وكان يعمل (ريس) مراكب، حيث إنه كان يمتلك ثلاث معديات فى النيل، تعمل على نقل الركاب والبضائع بين جانبى النيل».
وأضاف: «أنشا عسقلان هذه القهوة لخدمة أبناء المنطقة وأطلق عليها قهوة (الريس) نسبة إلى شهرته، وكان يجلس عليها العمدة وشيخ البلد يشربان التومباك بدلاً من المعسل، ومع بداية عهد الثورة وانتخاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيسًا للجمهورية، وقتها توفى جدى وأصبح عمى على جمعة هو صاحب القهوة».
وتابع: «عندما توفى جمال عبدالناصر، اضطر عمى إلى وضع صورة الرئيس السادات إلى جواره حتى لا يغضب منه أحد، ثم عاد ليضع صورة الرئيس مبارك».
http://www.copts-united.com/article.php?A=1500&I=40