مدحت قلادة
بقلم: مدحت قلادة
الوطنية، الأخوة، النسيج الواحد، المصير المشترك، عنصري الأمة، شركاء الوطن... كلمات يرددها العديدين من الكُتَّاب والسياسيين المصريين.. خاصة بعد كل حادث طائفي ينال من أقباط مصر وتسخر العجلة الإعلامية مقروءة ومسموعة من النسيج الواحد ويتشدق المتشدقون بعلاقة الحب بين قداسة البابا شنوده الثالث وفضيلة شيخ الأزهر الشيخ طنطاوي، وتستمر التمثيلية المملة في احتضان شيخ لقس أو العكس، بينما تستمر الأجهزة الأمنية في جلسات العرب العرفية، واستعاضة المصاطب بالقانون فللمصاطب فوائد منها رضوخ المجني عليه لقبول الصلح العرفي المُهدِر لذات الدولة وهيبة القضاء، ويتم ذلك بمشاركة جميع الأجهزة الشعبية في جنازة دولة القانون.
فتستمر حوادث الاعتداء على النسيج الواحد من قتل، حرق، سرقة، نهب، تمزيق للنسيج الواحد بدون عقاب قانوني رادع لغياب القانون ليستمر نزيف الدماء وحرق الثروات وانتشار الكراهية وتنافر شركاء الوطن.
فاض الكيل بأقباط مصر فصرخوا في ميادين العالم الحر، فحَّول الكتاب سهامهم وأقلامهم لينالوا من الأقباط في بلاد المهجر، ورفعوا سهام العمالة والخيانة والولاء للغرب والصهيونية العالمية، مطالبين الأقباط بالعمل داخل مصر "في دول المصاطب".
في تحرك جديد قام أقباط الداخل بمظاهرة أمام مجلس الشعب احتوت مائتي قبطي يصرخون ويضحون بأنفسهم في سبيل ذويهم، رُفعت الأقلام لتنال من حركتهم الحقوقية استنكاراً وكتب الأستاذ سعيد الشحَّات "لا لمظاهرات قبطية تبعث الفتنة الطائفية" متغافلاً أن الفتنة ليست في المظاهرات بل في قتل الأقباط وهدر دمائهم بدون رادع أو عقاب قانوني فعلى سبيل المثال للحوادث المأساوية للأقباط وليس الحصر:
قتل 21 قبطياً وحرق كنائس وبيوت ومتاجر وصيدليات الأقباط والحكم بالبراءة لكل المتهمين في القضية الزاوية الحمراء عام 1981.
قتل ستة أقباط أبو المطامير بالخيرة في عام 1990.
قتل اثنا عشر قبطياً عملية أبو قرقاص عام 1997 يوم الأربعاء الحزين.
قتل 21 قبطياً في الكشح عام 2001 منهم اثنان حُرقوا أحياء.
قتل فاروق نهرى بـ 36 طلقة ونحره "فصل رأسه عن جسده" والتمثيل بجثته في يناير عام 2010.
قتل 6 من شباب الأقباط بنجع حمادي ليلة عيد الميلاد 2010.
ومن العجيب الحكم الصادر يوم 22/2 /2010 ببراءة قَتَلة المرحوم فاروق نهري منهم اثنين أخذوا حكم البراءة غيابياً لأنهما هاربان!! ليصطدم الأقباط مرة أخرى بالعدالة في مصر ويضَاف لسجل اضطهادهم حكم محكمة أسيوط ببراءة الأربعة الناحرين لفاروق نهري في عرض الطريق!
وهنا نتساءل لماذا يصمت الكُتَّاب والليبراليين؟!! أين هم؟!!
لماذا يصمت الأستاذ سعيد الشحَّات على الظلم البين؟! أين قلمه للتنديد بانعدام العدالة على أرض المحروسة؟!! أم أن قلمه للتنديد بالأقباط المسالمين المنددين بالظلم أمام مجلس الشعب!! ولماذا لم يشارك ويقود هو مثل هذه المظاهرات لكي لا توصف بانها مظاهرات طائفية على حسب ما ذكر في مقاله!!.
أين محمد انور محمد السادات؟! الذي تنتشر مقالاته في جميع الصفحات القبطية متحدثاً عن الوطنية والنسيج الواحد، لماذا لا يطلب من اخيى طلعت الترافع عن الشاب جرجس بارومي جرجس؟!! ويطل منه نقض الحكم الصادر ببراءة قتلة فاروق نهري بفرشوط؟!!
أين مصطفى الفقي وكلماته عن الأقباط واضطهادهم؟!!
أين المجلس القومي لحقوق الإنسان؟!! لماذا لا ينقض الحكم ببراءة القتلة في فرشوط؟!!.
أين مفيد شهاب من حوادث القتل؟!! أم أن دوره تمثل في الدفاع عن انتهاكات مصر لحقوق الإنسان في مجلس الأمم المتحدة بجنيف!!.
أين جمال مبارك وأعضاء لجنة السياسات؟!! أم دورهم فقط يقتصر على زيارة الكاتدرائية للتهنئة بأعياد الميلاد؟!!
اين محامون مصر الشرفاء !! من تلك القضية المصيرية فى تاريخ القضاء المصرى!
أين الشرفاء أبناء مصر من القضاء ورجال القانون؟!! لقد كان الدكتور عبد الرزاق باشا رئيس مجلس الدولة يصدر العديد من الأحكام لتصحيح مواقف الحكومة الخاطئة والسراي الملكية.
إن مصر لن ينصلح حالها إلا إذا ارتفع صوت الأخيار ودافعت الأغلبية عن حقوق الأقلية " الاقلية الدينية " ترى هل من مجيب؟!! متى يتكلمون؟!! أتمنى أن لا تنطبق هذه الأبيات على الأخوة السالف ذكرهم.
لا خير في امرئ متلون إذا الريح مالت، مالت حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
ويل لأمة عاقليها بُكم وقويها عُمي
Medhat00_klada@hotmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=14931&I=372