رسالة مفتوحة الى القمص مكاري يونان

زهير دعيم

بقلم: زهير دعيم
الأب مكاري المحترم
من تلال الجليل المُكلّلة في هذه الأيام بالبرقوق وعصا الرّاعي ، وتحمل شذا أنفاس يسوع ؛ هذا السيّد الذي عاش هنا ، ومرّ من هنا، وما زال يطلّ علينا من سمائه بنظرة من  شوق وحنين...من هنا يا سيّدي ، الأب الغالي أقول : انّنا نحبّك ، نحبّك وأنت تعظ مملوءًا كعادتك من الرّوح القدس ...نحبّك وأنت تُرنّم بصوتك الشجيّ ...نحبّك وانت تُمجِّد الفادي وتُعلّيه فتزغرد  النسوة، وكيف لا والمُمجَّد هو العريس الأزليّ ؛ عريس الأكوان الالهيّ.

لطالما أعجبنا بحرارة  الرّوح  التي تُهيمن عليك ، وصفّقنا لك طويلا وأنت تشفي باسم يسوع وتخرج الأرواح الشّريرة غير سائل عن المريض ولونه ومعتقده...وكيف تنظر والربّ جاء للجميع ، بل جاء للخطأة قبل  الأصحّاء؟ ..
موهبة رائعة ووزنة كبيرة في عهدتك لم تطمرها في التّراب ، بل رُحتَ تتاجر بها لا لربح او صيت لك ،  بل لترفع اسم الربّ عاليًا.
صفّقنا لك وما زلنا ...وعاضدناك حين راح البعض يتذمّر من صرامتك وحزمك فقلنا : الحقّ معه ، فالهنا اله ترتيب ونظام وانضباط لا  اله تشويش ، فعندما أشبع الربّ يسوع  الالوف أمر تلاميذه ان يُجلسوا الجموع على العشب الأخضر خمسين خمسين ومئة مئة..وكيف لا يكون اله نظام ، وعمل يديه يخبر ويقول ،  فالشمس منذ ان خلقها هي وبلايين الكواكب وهي تسير سيرها المعهود والمرسوم لها بدقّة متناهية !!
 حقًّا كنا معك في حزمك ، والحزم مطلوب ، فالمئات التي تحضر العظة والشفاء ، ان هي لم تتبنَّ النظام والانضباط تُحدثُ فوضى عارمة في المكان المقدّس حيث الربّ حاضر في الوسط كما وعد.
  
آزرناك وما زلنا ....
ولكن يا سيدي هل لي من همسة عتاب اهمسها في أذنك ايها القمص الجليل ، وعذرا ان  جاءت هذه الهمسة على الورق وعلى المواقع الالكترونيّة ، فاني ما وجدت من طريقة اخرى أهمسها فيه ؛ أنا المواطن البسيط الذي يُحبّك ويغار  عليك وعلى ربّنا.

هل لي يا أبي الورع أن أسألك أن تُهدِّيء من غضبك أثناء ممارسة رشّ الماء المُقدّس واخراج الأرواح ؟
هل لي أن لا اسمعك تتفوّه – وانت الورع- بكلمات تجرح الاذن والنفس والاحساس وانت السّفير الرائع في حقل  الربّ الأخضر ؟
ابونا انّ كلمات مثل : اخرسْ ، اخرسي، كذّاب ، كذّابة لا تليق بك ولا بالسيّد  وبحضوره.

أبونا المبارك ؛ دعنا نكون قدوة حقيقيّة لاله حقيقيّ ، ودعنا لا نعطي مجالا – وانت على الهواء- ويراك الملايين وأنت تتلفّظ  بمثل هذه الكلمات القاسية للذين يتصيّدون في الماء العكر.
هيّا نفتح صدرنا للتسامح.
هيّا ندعو الى  الترتيب والنّظام بحزم، ولكن بعيدًا عن الغضب.

أبونا المبارك : انّ الذي دعاني الى تدبيج هذه الرسالة هو أن قريبة لي امتدحتك أمامها كثيرا ، فقررت ان تشاهدك يوم الجمعة المنصرم 19|2|2010 وكان ان اتصلت لتقول :
لماذا القمص مكاري يونان عصبيّ المزاج ؟ ألم يتعلّم الصّبر من السّيّد ؟
وأخيرا يا  أبي المبارك ، أرجو ان تقبل  همستي بمحبّة ، وأنت ابن المحبّة المبارك وخادم ولا أروع في حقل الربّ
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع