مادلين نادر
بقلم: مادلين نادر
يبدو أن المرحلة القادمة في مجتمعنا سيصبح شعارُها: "اقتل واجرى...!"، هذا هو أول شيء جال بخاطري حينما تابعت قرار محكمة جنايات أسيوط الصادر في 22 فبراير الجاري، ببراءة المتهمين الأربعة في قضية ديروط، وذلك بعد اتهامهم بمقتل فاروق هنري عطا الله، والد الشاب ملاك، الذي تم اتهامه سابقًا بأنه قام بممارسة الرذيلة مع ابنة عم المتهمين بالقتل، وبتصويرها وتوزيعها على الهواتف المحمولة والنت.
والأمر الأكثر استفزازًا لم يكن هو قرار المحكمة، فهو في النهاية يخضع لقوانيين وإجراءات كثيرة، ولكن الأمر الذي جعل الكثيرين منا يستشيطون غضبًا هو التناول الإعلامي لهذا الخبر، فقد قامت إحدى الجرائد بنشر الخبر على موقعها على شبكة الإنترنت بشكل غير موضوعي بالمرة، فقد قالت الجريدة في الخبر:
"لقد عمت الفرحة أرجاء مركز ديروط الذي كان قد اكتسى بالحزن في الفترة السابقة، وحدثت به العديد من المصادمات وأحداث الفتنة الطائفية، وذلك بعد أن نطق المستشار محمد نصر سيد، رئيس محكمة جنايات أسيوط ببراءة أولاد العم الأربعة من عائلة حسونة من مقتل فاروق هنري عطا الله والد الشاب ملاك، والذى قام بممارسة الرذيلة مع ابنة عمهم، وقام بتصويرها في وضع مخل وتوزيعها على الهواتف المحمولة والنت، وعلت الفرحة والتهليل والتكبير أجواء المحكمة، وقام أهل المتهمين بالدوران حول المحكمة في جميع الجهات، معلنين الفرحة ولا سيما لحظة خروج محمد حسونة وأسامة حسونة، حيث لوح المتهمان لأهاليهما بأيديهما من سيارة الشرطة التي تقلهما".
فإي إعلام هذا وأي شيء تهدف إليه تلك الجريدة من عرض الخبر بهذا الأسلوب الاستفزازي؟!، وما هو رد فعل أسرة القتيل التي ترى أن من تم اتهامهم يتم تبرئتهم وتصف بعض الصحف هذا القرار بأنه جعل الفرحة تعم في ديروط؟!!!.
والذي يؤكد لنا أن مثل هذا الإعلام يتسبب في التحريض وإثارة الفتن وترسيخ أفكار مغلوطة في المجتمع، هو تعليقات القراء على هذا الخبر، فنجد بعض القراء يقولون إن ذلك ظلمًا بَيّن، وإنه يُعطي السماح للمسلمين بقتل الأقباط، وإن أحدًا لن يقاضيهم في ذلك، ويشجع الأقباط أن يأخذوا حقهم بذراعهم، ونجد البعض الآخر يقول كأحدهم في تعليقه:
"ألف مبروك.. إن هذا انتصار كبير للإسلام والمسلمين، لأنهم في نظر القاضي والدولة المسلمة قتلوا واحدًا من الكافرين وهذا الانتصار يُضاف إلى انتصارات المسلمين".
فلتنتبه لمثل هذه الصحف وما تفعله وتثيره من مشاعر غضب وبغضة بين المواطنيين المصريين، وليكونوا أكثر موضوعية بدلاً من أن يأتي علينا اليوم الذي يُصبح فيه القتل شيئا عاديًا، ولا يُحاسب عليه أحد بل سيكون الشعار هو " اقتل واجري".
http://www.copts-united.com/article.php?A=14465&I=362