ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
يعتبر دير مار جرجس المجمع بنقادة، محافظة قنا، من أهم أديرة جبل الأساس بنقادة، ويقبع دير مار جرجس فوق منطقة عالية من الرمال، بارتفاع نحو ستة أمتار، وهذا الموقع المرتفع يسمح له أن يشرف على بقية الأديرة المنتشرة في الصحراء، ولعل تسميته بدير المجمع تعود إلى قيامه قديمًا بإدارة مجموعة الأديرة بالمنطقة، وإلى احتوائه على مؤن هذه الأديرة، ويضم الدير أربع كنائس هم كنيسة الملاك ميخائيل، ومار جرجس، ومار يوحنا، والسيدة العذراء، ولكن كنيستي العذراء والملاك ميخائيل قد اندثرتا، هذا إلى جانب احتفاظ كنيسة مار يوحنا بعناصرها المعمارية حتى خربت تمامًا إثر السيول التي حدثت عام 1992م، أما كنيسة مار جرجس؛ فقد تم تجديدها في بداية القرن الماضي، وتعتبر هذه المنطقة خصبة في مجال الحفائر.
إن أعمال الحفائر في هذا الدير قد بدأت منذ عام 1985م، وأسفرت في السنوات الماضية عن اكتشاف أساسات كنيسة العذراء المندثرة، وتم العثور على أربعة دنانير ذهبية تعود إلى العصر الأموي، وكذلك عدد 217 من النقود البرونزية، بالإضافة إلى بعض التحف الفخارية والحجرية، وإناء فخاري على شكل اسطواني، عليه رسومات هندسية ونباتية مجدولة، وعلى تاج عمود وقاعدته، ومجمرة قبطية من الفخار الخفيف على شكل رقبة الأوزة.
كما أن أعمال الحفائر في هذه المنطقة مستمرة، وتم الكشف هذا العام عن مصنع للفخار، وأساسات مساكن العمال الذين كانوا يعملون بالمصنع، كما تم الكشف وعلى بعد ثلاثين مترًا عن قلاية لأحد الرهبان المتوحدين الذين كانوا يتخذون من برية جبل الأساس مكانًا لنسكهم وعباداتهم، هذا إلى جانب الكشف عن العديد من الآواني الفخارية ومسارج (قناديل) تعود للفترة البيزنطية والتي يوجد شبيه لها في المتحف القبطي.
كما يوجد وحدة لترميم الاكتشافات الأثرية في هذه المنطقة، وسوف تستمر أعمال الحفائر للكشف عن مكونات هذه المنطقة الهامة في تاريخ الرهبنة في مصر، والتي لا تزال عامرة إلى الآن، مشيرًا إلى أن أعمال التجديد والتعمير بالدير قد بدأت منذ عام 1993م وتم إصلاح ملحقاته المختلفة، وأصبح آهلاً لسكنى الآباء الرهبان.
عمارة الدير القديمة
يتكون الدير من أربع كنائس، ثلاث منها متصلة ببعضها البعض، وهم كنيسة الملاك ميخائيل، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة مار يوحنا، أما الكنيسة الرابعة، فهى على اسم السيدة العذراء، وتقع منفصلة غرب الكنائس الأخرى، ويحيط بمجموعة الكنائس سور بُنى بعناية تفوق ما هو معهود في مثل هذه الحالة، وقد تهدم الجانب الشرقي من هذا السور، ولم يتبقَ منه غير بقايا من قوالب الطوب، ويقع في الجانب الشمالي من السور مدخل كنيسة مار جرجس، وكنيسة مار يوحنا، أما كنيسة الملاك ميخائيل فليس لها باب خارجي، ولكن يتم الدخول إليها من خلال فتحة في الحائط الشمالي لصحن كنيسة مار جرجس المجاورة لها، وتقودنا هذه الفتحة إلى داخل ممر في كنيسة الملاك ميخائيل مكون من ثلاثة أقسام غير متساوية، ويوجد جنوب القسم الكبير الهيكل، وتتميز هذه الكنيسة بوجود مجموعة غير متناسقة في الحجم والطول من الأعمدة الحجرية التي تعلوها تيجان تتراوح أشكالها ما بين المربع والمستطيل ولا تنتمي إلى طراز محدد.
إن كنيسة مار جرجس تختلف في تصميمها عن الكنائس الأخرى، فهى تنتمي إلى الطراز البازيليكي، حيث الصحن بجناحيه الشمالي والجنوبي، والهيكل الذي مازال محتفظًا ببقايا الطلاء في بعض الأماكن، فيظهر في داخل الهيكل منظر للسيد المسيح على العرش، وقد وضع الكتاب فوق ركبته اليسرى، ولكن اليد اليمنى قد تحطمت مع الجزء العلوي من الصورة، وفي الجانب الشمالي من الصحن يوجد المنبر المكون من منصة قائمة على أعمدة صغيرة، وتقع أرضيته أعلى من مستوى الرأس حيث يتم الوصول إليه عن طريق سلم.
أما كنيسة القديس يوحنا، فيوجد بها أعمدة يعلوها تيجان نحتت بزخارف نباتية تنتمي إلى الطراز البيزنطي، وحجاب الهيكل مبني من الطوب الأحمر، وهو من الطراز المكون من بابان وبينهما نافذة، هذا إلى جانب كنيسة العذراء مريم التي تقع داخل سور الدير بين كنيسة مار جرجس ومجموعة قلالي الرهبان، وهي كنيسة صغيرة ومتناسقة وتنتمي إلى الطراز البازيليكي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=14460&I=362