ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
استمرارًا لمسلسل مصادرة حرية الفكر والإبداع في مصر، وتصاعد وتيرة الرقابة الدينية على الإبداع، أصبحت رواية "لهو الأبالسة" حديث الوسط الثقافي المصري، بعد أن قدَّم النائب حمدي حسين زهران، عضو مجلس الشعب "إخوان"، طلب إحاطة إلى وزير الثقافة المصري فاروق حسني، حول نشر وطباعة كتب وروايات تروج للإباحية، وتخالف الشريعة الإسلامية، وتنشر الرذيلة في المجتمع المصري.
وتقدم النائب بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الشعب يطالبه فيه بعرض رواية "لهو الأبالسة" للكاتبة سهير المصادفة، على مجمع البحوث الإسلامية، للوقوف على ما جاء بها ومحاسبة المسئول عن نشر تلك الرواية، ومصادرتها، وسحبها من الأسواق.
وشرح النائب حمدي حسين زهران سبب اعتراضه، بقوله إن الرواية تم طبعها في مشروع "مكتبة الأسرة" الذي يصل إلى كل بيت بسعر زهيد، مشيرًا إلى ورود ألفاظ يستهجنها المجتمع بتلك الرواية، فالأدب، على حد زعمهِ، قد يصل إلى المعنى ويُعبِّر عنه دون وصفٍ بذئ أو إسفاف، وقال أيضًا إنه يُمكننا الحديث عن أمور شائكة وحرجة باستخدام ألفاظ مهذبة تستطيع أن توصل المعنى للقارئ، وإنه مع الإبداع المفيد البناء الذي يُطور المجتمع ويساعد على تقدمه، منوِّهًا إلى أنه قد تقدم بطلب الإحاطة إلى وزير الثقافة لكي يُخبرنا كيف تطبع مثل هذه الروايات على نفقة الحكومة، ومن أموال الشعب، وهي تحتوي على عبارات بذيئة هكذا.
ولأن الفكر يُرَّد عليه بالفكر وليس بالمصادرة، عبَّرت الكاتبة سهير المصادفة، مؤلفة العمل، عن غضبها واستيائها من انتقاد الرواية واتهامها بالإباحية، وقالت إنها كتبتها بلغة شعرية، وقد صدرت بالفعل منذ سنوات كثيرة.. فقد صدرت طبعتها الأولى عام 2003، وطبعت ثانية عام 2005، مؤكدة أن أكثر من ناشر عربي طلب إعادة نشرها.. وبرأيها أن سبب تحامل "الإخوان المسلمين" على الرواية ظهور شخصية تدعى "أحمد القط" بين الأحداث، يتبنى وجهات نظر تقترب إلى حدٍ كبير من فكر وممارسات ما أسمته بالـ "الجماعة المحظورة"، وأن الرواية انتقدت ما اعتبرته المؤلفة بؤسًا فكريًا تنطلق منه أفكار الجماعة، وجسدت ذلك روائيًا.
وتدور أحداث رواية "لهو الأبالسة" حول أزمة نفسية تعيشها البطلة "مها السويفي" العائدة لتوها من موسكو، لتعانى من إهمال زوجها لها، خصوصًا بعد أن هجرها ليعيش مع زوجته الجديدة، فترحل "السويفي" إلى قرية "حوض الجاموس" لتعيش هناك بعد أن شغل زوجها شقة القاهرة.. وتواجه السويفي تحدي زوجها لها، والذى يعلنه في عقد العديد من الزيجات، فتتعرف فى "حوض الجاموس" على مجتمع آخر منغلق على نفسه، يعيش أهله فى بيوت بلا أسقف، وجدرانها من القش، ويتمرغون في فضلات المدينة.
وتشير المؤلفة إلى أن هؤلاء البشر قد سقطوا من حسابات الدولة، وهو ما تدلل عليه بالعديد من المظاهر السلبية التي رصدتها فى الرواية، وعبر شخوص "حوض الجاموس"، مؤكده على أن "الأبالسة" هم من يملكون مقدرات المهمشين، وان "الأبالسة" لو نزلوا إلى أرض الواقع لن يفعلوا فعل هؤلاء في المهمشين خلال الثلاثين عامًا المنصرمة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=14358&I=360